4 استراتيجيات مبنية على التعاطف مع الذات تساعدك على صياغة أهدافك وتحقيقها

4 دقائق
التعاطف مع الذات
كاثرين فولز كوميرشل/غيتي إميدجيز

ملخص: إن الطريقة التي تصوغ بها أهدافك يمكن أن تؤثر بشكل كبير على احتمالية تحقيقها. و"التعاطف مع الذات" عند وضع الأهداف يمكن أن يؤدي إلى تطبيع المشاعر السلبية التي تنتابك حيال أهدافك، لأنه يجعلك تسلّم بأن الشعور بعدم الراحة هو جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، ويجعلك أيضاً تتخلى عن طلب الكمال الذي يعوق تقدمك. كما يمكن أن يزيد من قدرتك على التعافي من النكسات والإخفاقات.

هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها عند صياغة أهدافك. أولاً، احرص على صياغة أهدافك بطريقة مختلفة. استخدم كلمات توصيفية شاملة وصادقة بحيث يكون لها دلالات مختلفة عن الكلمات الطنانة الشائعة التي كنت تستخدمها عادة في صياغة أهدافك. ثانياً، ركز على ما ،وليس ما ستتوقف عن فعله. ثالثاً، احتفل بالخطوات التي اتخذتها نحو هدفك، وليس بالنتيجة النهائية فقط. أخيراً، احتضن العملية واستخدم عبارات شرطية لزيادة إمكاناتك لتحقيق النجاح.

 

الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي.

فقدان 10 كيلو غرامات من وزني.

تحقيق مبيعات بقيمة مليون دولار.

 

هل تدفعك هذه الأنواع من الأهداف إلى اتخاذ خطوة أم تجعلك ترتعد خوفاً؟ بالنسبة إلى البعض، تُعد صياغة الأهداف بطريقة مباشرة وملموسة أمراً محفزاً وتوضيحياً وفعالاً. أما بالنسبة إلى الآخرين، فإن هذا الإسهاب يجعلهم يرغبون في الاستسلام قبل حتى أن يتخذوا أي خطوة. إذا وجدت نفسك في الفئة الأخيرة، فقد يكون النهج القائم على التعاطف مع الذات عند صياغة الأهداف هو النهج الأفضل بالنسبة إليك.

يساعدك الحديث المتعاطف مع الذات على تحقيق أهدافك بطرق عديدة. أولاً، يمكن أن يساعدك على تطبيع أي مشاعر سلبية تنتابك حيال أهدافك لأنه يجعلك تسلّم بأن الشعور بعدم الراحة جزء طبيعي من التجربة الإنسانية. كما يمكن أن يساعدك على التخلي عن طلب الكمال الذي يعوق تقدمك لأنه يترك مجالاً للخطأ وحالات الضعف، أي التسليم بأننا جميعاً نرتكب أخطاء في بعض الأحيان، ولا بأس في ذلك. التعاطف مع ذاتك يساعدك أيضاً على التمسك بأهدافك من خلال زيادة قدرتك على التعافي من النكسات والإخفاقات بدلاً من التفكير الدائم فيما سار بشكل خاطئ.

باختصار، قد يكون التعاطف مع الذات هو الفيصل بين التخلي عن أهدافك (أو تجنبها تماماً) وتحقيقها خطوة بخطوة، حتى عندما يتطلب ذلك الرجوع بضع خطوات إلى الوراء قبل التحرك إلى الأمام مرة أخرى.

إذاً، من أين يجب أن تبدأ؟ جرب اتباع هذه الاستراتيجيات المستندة إلى عملي كمدربة في مجال إدارة الوقت والبحوث التي أجريها عن تحديد الأهداف والنتائج.

لا تستخدم كلمات لها دلالة سلبية

لدينا جميعاً ماضٍ، ويمكن أن يؤثر هذا الماضي على تصورنا لما يمكن تحقيقه في المستقبل. والطريقة التي نصوغ بها أهدافنا يمكن أن تجعلنا ننشئ بعض من تلك الارتباطات السلبية. على سبيل المثال، إذا كنت في كل مرة تهدف فيها إلى "التعارف" لبناء شبكة علاقات، وينتهي بك الأمر إلى خوض محادثات محرجة دون مضمون حقيقي أو نتيجة مثمرة، فستبدأ في إنشاء ارتباطات سلبية بكلمة "تعارف". لماذا برأيك يكره الكثير من الناس كلمة "حمية"؟

لمساعدتك في كتابة الأهداف التي ستكون متحمساً لتحقيقها، حاول صياغتها بشكل مختلف. استخدم كلمات توصيفية شاملة وصادقة بحيث يكون لها دلالات مختلفة عن الكلمات الطنانة الشائعة التي كنت تستخدمها عادة في صياغة أهدافك. على سبيل المثال: "أريد أن أعيش حياة صحية، وأن أختار الأنشطة والأغذية التي تساعدني على أكون في أفضل حالاتي كل يوم"، وبالنسبة للشخص الذي يطمح إلى التعارف وبناء العلاقات الذي يقول: "أخطط لبناء علاقات هادفة مع أشخاص جدد كل أسبوع وأتطلع إلى إضافة قيمة من خلالها".

حدد ما ستفعله

يمكن أن تكون الأهداف التي تركز على ما ستفعله، وليس ما ستتوقف عن فعله، هي الأكثر لطفاً وفعالية. على سبيل المثال، يعرض كتاب "غريزة قوة الإرادة" (The Willpower Instinct) دراسة أجرتها "جامعة لافال" (Laval University) في مدينة كيبيك حيث وجدوا أن التركيز على ما ينبغي للمشاركين في البحث تناوله أدى إلى فقدان ثلثي المشاركين من وزنهم والحفاظ على وزنهم الجديد لمدة 16 شهراً. وكانت هذه نتيجة أفضل بكثير من نتائج معظم النُهج التي تركز على ما يجب أن يتوقف الأشخاص عن تناوله في نظامهم الغذائي.

يمكن تطبيق استراتيجية "سأفعل" على الأهداف التي تضعها لجميع جوانب حياتك. على سبيل المثال، بدلاً من أن تضع هدفاً يتمثل في قضاء وقت أقل في الرد على رسائل البريد الإلكتروني، يمكن أن يتمثل هدفك في تخصيص جزء من الوقت كل يوم للعمل بتركيز على مهماتك دون مشتتات. وبدلاً من إقناع نفسك بالتوقف عن مشاهدة التلفزيون ليلاً، اجعل هدفك هو الاستعداد للنوم والبدء في قراءة كتاب بعد العشاء. فالأهداف التي تنطوي على اتخاذ إجراءات إيجابية ليست أفضل فحسب، بل يمكن أن تكون أيضاً أكثر فعالية في الحصول على نتائج.

احتفل بما أحرزته من تقدم

يمكن أن تؤدي الأهداف التي تتضمن النتيجة النهائية فقط مثل "الحصول على وظيفة جديدة" إلى فقدان الحافز سريعاً والشعور بالإحباط. لا بأس في أن تضع هدفاً نهائياً، ولكن مع عملائي الذين أقدم لهم تدريباً إرشادياً وجدت أن تحديد الخطوات التي ستوصلك إلى هدفك والاحتفال باتخاذها أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح.

على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة، فقد تتضمن خطواتك الاتصال كل أسبوع بعدد معين من الأشخاص ضمن شبكة علاقاتك أو تحديث أجزاء من ملفك الشخصي على موقع "لينكد إن" أو القيام بأنشطة عملية أخرى تزيد من فرص نجاحك في الحصول على وظيفة جديدة. اجعل هذه الخطوات القصيرة هي هدفك بحيث يمكنك الاحتفال كل أسبوع بإنجاز شيء كنت تتحكم في نتائجه. فهذا يزيد من شعورك بالتحكم وبأنك تحقق نجاحات على طول الطريق، بدلاً من الشعور بالفشل لأنك لم تصل إلى النتيجة النهائية التي ترجوها بعد.

استخدم عبارات شرطية

يُعد استخدام العبارات الشرطية، حيث تقول لنفسك "إذا حدث كذا، فسأفعل كذا"، من الأدوات القوية للتغيير. فقد ثبت أن هذه الاستراتيجية تزيد بشكل كبير معدلات النجاح في تحقيق جميع أنواع الأهداف. بما أني أعمل مع الأشخاص على مدار شهور، فإن أحد أهم العبارات الشرطية التي يمكنك استخدامها في صياغة أهدافك هي "إذا انحرفت عن مساري، فسأتوقف وأفكر فيما كان بإمكاني أن أفعله بشكل مختلف، ثم أبدأ مرة أخرى في المسار الصحيح". لذلك، لكي تكون متعاطفاً مع ذاتك عند صياغة أهدافك، استخدم عبارات مثل: "إذا انتهى بي المطاف في مصيدة وسائل التواصل الاجتماعي، فسأفكر فيما تسبب في ذلك وكيفية منع حدوثه مرة أخرى مع عدم تكرار استجابتي غير المجدية له في المستقبل".

لا تفكر في الأمر على أنه فشل، بل مجرد خطوة أخرى في العملية. فالطريقة الوحيدة التي يمكن أن نتغير بها، خاصة عندما نواجه صعوبات لفترة طويلة، هي أن نعطي لأنفسنا مساحة للتعثر ثم النهوض وتكرار المحاولة مراراً وتكراراً.

إذا كنت تكافح لتظل متحمساً تجاه أهدافك، ففكر في التعاطف مع الذات أولاً، وتطبيق هذه الأفكار لصياغة أهدافك بطريقة أكثر لطفاً ودعماً. فالكلمات التي تختارها يمكن أن تساعدك في بناء المستقبل الذي تحلم به.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي