كيف تُبرز مهاراتك عندما تُجيب عن أسئلة المقابلة الوظيفية؟

5 دقيقة
إبراز المهارات
مارتن بارو/ غيتي إميدجيز

ملخص: قبل إجراء مقابلة عمل، عليك توقع الأسئلة الظرفية الأكثر شيوعاً وإعداد أجوبتها كتابياً، فهذا سيضمن لك تقديم أجوبة دقيقة وواضحة، ومن الأمثلة على هذه الأسئلة: كيف حللتَ مشكلة كبيرة في العمل؟ أو كيف وفقتَ بين المعنيين في مشروع ما؟ أو كيف أقنعتَ شخصاً ما بتغيير طريقة تفكيره؟ أو كيف عملتَ مع شخصيات صعبة المراس؟ أو كيف تمكنتَ من الوفاء بموعد نهائي صارم؟ إذا عرفت كيفية التعامل مع الأسئلة الظرفية الشائعة فستحافظ على هدوئك وتركز على إثبات أنك المرشح المثالي للوظيفة لما تتمتع به من خبرة ونقاط قوة. فيما يلي، تقدم المؤلفة 5 استراتيجيات للإجابة عن أسئلة مقابلة العمل الظرفية بثقة.

لم يعد القائمون على إجراء المقابلات يكتفون بسؤال المرشحين للوظائف عن نقاط ضعفهم وقوتهم فقط، فوكالات التوظيف ومدراء التعيينات اليوم يحرصون على تقييم طريقة تفكير المرشح وأسلوبه في حل المشكلات المرتبطة بالوظيفة. وفي سبيل ذلك، يطرح المعنيون عادة أسئلة ظرفية أو سلوكية، باستخدام صيغ مثل، "هل يمكنك إخباري عن موقف واجهت فيه كذا؟" أو "ماذا ستفعل لو واجهت كذا؟".

كي تضمن تألقك وسط مجموعة من المرشحين، اتبع هذه الطريقة للإجابة عن أسئلة المقابلة الظرفية بثقة:

  1. استخدم نموذجاً صحيحاً لعرض أجوبتك.

إذا كنت تناقش تجربة سابقة أو تقدم رؤى حول موقف افتراضي، فأجب دائماً باستخدام أسلوب ستار(ت) (STAR-T) الذي يتضمن عرض الموقف والمهمة المطلوب تنفيذها والإجراء المتخذ والنتيجة، ثم العبرة، أو أسلوب كارل (CARL) الذي يتضمن عرض السياق والإجراء المتخذ والنتيجة والدروس المستفادة من التجربة. من خلال صياغة إجاباتك وفق أحد هذين الإطارين المنظَّمَين، ستضمن إيصال المعلومات الأساسية بإيجاز.

فيما يلي مثال لسؤال قد يُطرح عليك وكيفية الإجابة عنه باستخدام أسلوب كارل: هل يمكن أن تذكر لي مشكلة كبيرة استطعت حلها؟

السياق

شهدنا تراجعاً كبيراً في تفاعل المستخدمين مع تطبيق الشركة (الفلانية) للهاتف المحمول، ولأننا نعتمد على عمليات الشراء داخل التطبيق وعائدات الإعلانات، كانت هذه المشكلة حرجة لشركتنا، وعلمتُ أن علينا حلها بسرعة.

الإجراء المتخذ

أولاً، أجريتُ تحليلاً شاملاً لتعليقات المستخدمين عبر جميع القنوات وتفحصتُ درجات رضاهم، وراجعتُ نقاط الانقطاع في عملية النقر لكل شرائح العملاء. بعد ذلك راجعتُ بيانات السوق وأجريت تحليلاً للمنافسين، ومن ثم فهمت تماماً كيف استفاد منافسونا من افتقارنا إلى الابتكار المستمر. ناقشتُ البيانات مع قائد فريق تجربة المستخدم، واتفقنا على أننا بحاجة إلى حل هذه المشكلة. لسوء الحظ، لم يكن لدى فريق تجربة المستخدم أي وقت، وكي نتمكن من وضع حل وتنفيذه كان عليّ إقناع الرئيس التنفيذي بتنحية أولويات أخرى والسماح للفريق بتخصيص الوقت لهذه المشكلة. كنت أعلم أنه بمجرد إصلاح المشكلات الفنية، سنكون بحاجة إلى طريقة لاستعادة العملاء الذين فقدناهم، لذلك أقنعت فريق المبيعات بتقديم برنامج حوافز يتضمن تخفيضات حصرية ومكافآت داخل التطبيق وفعاليات، وقد حدث ذلك كله في غضون أسبوعين.

النتائج

خلال شهر واحد من إطلاق تجربة المستخدم الجديدة للتطبيق، تحسّن التفاعل بنسبة 28% واستقرت معدلات استبقاء المستخدمين، وبدأ العملاء يشيدون على وسائل التواصل الاجتماعي بتجربة المستخدم الجديدة التي نفذناها، ولم تعمل التغييرات على تحسين التفاعل والاستبقاء فحسب، بل أظهرت أن علامتنا التجارية تأخذ بآراء عملائها أيضاً.

الدروس المستفادة من التجربة

قدّمت هذه التجربة درساً مهماً جداً لي وللشركة، وهو أن ريادة الشركة في السوق لا تعني أن عملاءها سيلتزمون بها دائماً بسبب ولائهم للعلامة التجارية. هذه التجربة هي التي دفعتني إلى مراجعة بيانات العملاء وتحليل المنافسين واتجاهات السوق بانتظام وبصورة استباقية.

تسلط هذه الإجابة الضوء على المهارات الصعبة اللازمة لإجراء البحث والتحليل بالإضافة إلى المهارات الناعمة التي استخدمها المرشح لإقناع كبار القادة بتنحية أولويات أخرى، ثم يوضح في الختام كيف استخدم نهجاً أوسع في العمل.

  1. ركز على إظهار التوافق بين خبرتك والوصف الوظيفي.

أحد عملائي محامٍ، وهو بصدد الانتقال إلى دور الرئيس التنفيذي للعمليات، وقد أمضى حياته المهنية في المجال القانوني، وعلى الرغم من الطبيعة الفنية لهذا المجال، فخبرته ليست محصورة به؛ كان مساهماً في إحدى الشركات، لذلك فهو يشارك بجد في العديد من الوظائف التشغيلية مثل التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأرباح والخسائر وإدارة المرافق والتدريب والمشاركة في المشاريع التي تركز على التحول المؤسسي والتحسين المستمر.

على الرغم من أن العمليات لا تشكل سوى نحو 5% من مسؤولياته الإجمالية بوصفه محامياً، فجميع إجابات المقابلة الظرفية التي قدمها سلطت الضوء على كفاءته في المسائل التشغيلية، والأهم من ذلك أنه أوضح لمحاوره ببراعة أن تجاربه المتنوعة تتوافق مع متطلبات الوصف وظيفي لدور الرئيس التنفيذي للعمليات، على سبيل المثال، سلّط المحامي الضوء على خبرته في تطوير مؤشرات الأداء الرئيسية وتنفيذها وتتبعها لقياس الأداء التشغيلي للشركة وإعداد التقارير عنه لمجلس الإدارة، بالإضافة إلى قيادته مبادرات التحسين المستمر، ومنها تحسين سير العمل بين المحامين والمساعدين القانونيين، ما أدى إلى زيادة الكفاءة والفعالية التنظيمية. علاوة على ذلك، فقد تطرق إلى إمكانية إضافة قيمة فريدة لهذا الدور باستخدام خبرته القانونية، مستشهداً بأمثلة مثل قدرته على مراجعة الاتفاقات المبرمة مع المورِّدين والعقود الأخرى دون الحاجة إلى الاستعانة بمستشار خارجي مكلف.

  1. اسرد قصصاً مناسبة لجمهورك.

عليك أخذ جمهورك في عين الاعتبار حينما تحدد كمية التفاصيل في قصصك. على سبيل المثال، يمكنك تبسيط اللغة التقنية في حديثك مع مسؤول التوظيف، في حين تحرص على ذكر التفاصيل التقنية في حديثك مع مدير التعيينات لأنه يريد أن يتأكد من أنك قادر على أداء العمل، لا الإشراف عليه فحسب. عدّل قصصك طوال مراحل مقابلة العمل بناءً على الشخص الذي تتحدث إليه.

بإعادة النظر في المثال أعلاه، عند التحدث إلى أحد المعنيين الذين يمتد عملهم عبر عدة أقسام، يمكنك تعديل إجابتك لتركز فيها على كيفية مواءمة المعنيين عند حل مشكلة:

الإجراء المتخذ

كان حل هذه المشكلة يتطلب اجتماع عدة فرق معاً، فقدتُ اجتماعاً مع قادة من فرق أقسام علوم البيانات والتسويق وتحليلات البيانات وتجربة المستخدم والمبيعات لشرح المشكلة، وتوصلنا إلى توافق على خطة لجمع البيانات الأكثر تأثيراً وتركيزاً، وفي غضون أسبوع واحد، جمعت البيانات من كل فريق ثم جمّعتها معاً في موضوعات. كان من الواضح أن منافسنا كان يستفيد من افتقارنا إلى الابتكار المستمر في تطبيقنا، ومن خلال التحدث إلى قائد فريق تجربة المستخدم، علمت أن الفريق منهك بالفعل، لذلك لم يكن من الممكن إضافة هذا المشروع العاجل إلى أعبائه، ومن ثم تطلب مني وضع حل وتنفيذه إقناع الرئيس التنفيذي بتنحية أولويات أخرى، حتى يتمكن فريق تجربة المستخدم من تخصيص وقته لتحديث التطبيق، وافق الرئيس التنفيذي وبدأ فريق تجربة المستخدم العمل. علاوة على ذلك، كنت أعلم أننا نحتاج أيضاً إلى طريقة لاستعادة العملاء الذين فقدناهم، لذلك أقنعت فريق المبيعات بوضع برنامج حوافز لإعادة جذب المستخدمين تضمن تخفيضات حصرية ومكافآت داخل التطبيق وفعاليات. ومن خلال العمل مع الشركاء الرائعين الذين قدتهم إلى هدف موحد، انتقلنا من المواءمة إلى التنفيذ في غضون أسبوعين فقط.

في هذا المثال، تسلط قصة المرشح في المقابلة الضوء على قدراته في مواءمة المعنيين وقيادتهم نحو الحل، والتأثير في القيادة العليا، وضمان رفاهة الفِرق.

  1. اتبع قاعدة الدقيقتين.

لتكن إجاباتك موجزة، مع الالتزام بقاعدة الدقيقتين، التي تعني ضرورة الإجابة عن كل سؤال في أقل من دقيقتين، فالقائمون على مقابلات العمل يستبعدون المرشحين الذين يفتقرون إلى القدرة على تبسيط المعلومات المعقدة أو إلى القدرة على الفصل بين المعلومات المهمة والثانوية. تدرب على إجاباتك بصوت عالٍ وقيّد نفسك بمدة محددة، ثم نقحها بحسب الضرورة لتكون واضحة ومركزة.

  1. التمس الملاحظات.

بعد أن تجيب عن السؤال، اسأل دائماً محاورك في المقابلة: "هل أوضحتُ لك تماماً كيف سأتعامل مع الموقف؟" أو "هل تودُّ أن أفصّل إجابتي أكثر؟". وإذا طرح عليك المحاور سؤالاً استيضاحياً، فاستمع بعناية، ثم أجب عن السؤال المحدد بثلاث إلى خمس جمل موجزة ومباشرة.

يضمن لك توقع الأسئلة الظرفية الأكثر شيوعاً وإعداد أجوبتها كتابياً، تقديم أجوبة دقيقة وواضحة، ومن الأمثلة على هذه الأسئلة: كيف حللتَ مشكلة كبيرة في العمل؟ أو كيف وفقتَ بين المعنيين في مشروع ما؟ أو كيف أقنعتَ شخصاً ما بتغيير طريقة تفكيره؟ أو كيف عملتَ مع شخصيات صعبة المراس؟ أو كيف تمكنتَ من الوفاء بموعد نهائي صارم؟ إذا عرفت كيفية التعامل مع الأسئلة الظرفية الشائعة فستحافظ على هدوئك وتركز على إثبات أنك المرشح المثالي للوظيفة لما تتمتع به من خبرة ونقاط قوة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي