شغلي الشاغل: مقابلة مع جوليا غيلارد

3 دقائق
جوليا غيلارد

إليك هذا الحوار مع جوليا غيلارد التي شغلت منصب رئيسة وزراء أستراليا سابقاً. لا تليق الحياة السياسية بالجميع. لكن أن يقود المرء أمة ويُحدث فرقاً في مستقبلها، فذلك شرف عظيم.

جوليا غيلارد

شغلت جوليا غيلارد منصب رئيسة وزراء أستراليا خلال الفترة بين عامي 2010 و2013، لتكون بذلك المرأة الوحيدة التي تتبوأ هذا المنصب. انجذبت غيلارد إلى عالم السياسة منذ أن كانت ناشطة في أيام دراستها، حيث عانت من خسارات متتالية في الانتخابات المبكرة، لكنها ثابرت حتى حازت على مقعد عن حزب العمال ثم شغلت منصب نائبة رئيس الوزراء في عهد كيفين رود قبل أن تتحداه في نهاية المطاف لتحل مكانه في المنصب. وفي 2012، نالت شهرة عالمية بعد كلمة ألقتها أدانت فيها الخطاب المناهض للمرأة. وبعد مرور عام، عاد رود وفاز عليها في سباق على القيادة، فتركت العمل الحكومي وتفرغت للتركيز على القضايا المجتمعية مثل التعليم، والمساواة بين الجنسين، والصحة العقلية.

هارفارد بزنس ريفيو: من موقعك كرئيسة للوزراء، كيف تمكنتِ من إنجاز مهامك؟

غيلارد: الآلة الحكومية هي آلة في غاية الضخامة إلى الحد الذي جعلني أقول لنفسي "إما أن أتمكن من إدارتها أو أنها هي من ستديرني". يواجه الذين يشغلون مثل هذا المنصب الكثير من المشاغل كل يوم، فإذا اكتفيت بالتجاوب معها فقط، فإنك ستنشغلين جداً وسيصعب عليكِ تنفيذ جدول أعمالك. لذلك يجب أن يكون لديك رؤية واضحة تماماً لجدول أعمالك وأن تجبري تلك الآلة ودون أي شفقة أو رحمة على إعطاء الأولوية لهذا الجدول، سواء تعلق الأمر باتخاذ القرار، أو مراجعة الإنفاق أو التنفيذ أو التواصل. كان الهم الأساسي لحكومتي هو إصلاح التعليم وتأمين احتياجات أصحاب الهمم، ورغم أننا حققنا إنجازات أخرى عديدة، فإننا مصممون على المضي قدماً في تحقيق هذين الأمرين.

ضمن نظامكم البرلماني، كيف عملتم على تشكيل التحالفات؟ تواصلنا مع الفاعلين في الأحزاب الصغيرة والمستقلين وأخذنا آراءهم بالحسبان. فالسياسيون يُمضون وقتاً طويلاً في الكلام فقط. أما أنا فأمضي وقتي في التفكير بما هو أساسي بالنسبة لي وما بوسعي التفاوض عليه، لكنني أصغي بحق إلى نظرائي وأحاول معرفة القضية الأساسية بالنسبة لهم وما بوسعهم التفاوض عليه. وعادة ما يتجاوب الناس عندما يُؤخذون على محمل الجد ويُعاملون معاملة لائقة. عندها، وحتى عندما ينتهي بنا المطاف وقد اتفقنا على طريقة الاختلاف، فإن رابطة إنسانية من نوع ما تنشأ بيننا.

تلقيتِ ضربات كثيرة من الخصوم، ووسائل الإعلام، ومن داخل حزبك. فكيف تعاملتِ مع كل ذلك؟ كان المفتاح الأساسي هو التركيز على مشاعري الشخصية. لم أكن أغضب أو أفرح لمجرد رؤية العناوين الصحفية. كانت هناك امرأة تُحضِر لي الصحف إلى مقر إقامتي الرسمي، وبعد أن غادرت منصبي أخبرتني أنها كانت تحاول دائماً أن تضع الصحف ذات العناوين الأجمل في الأعلى، لكنها كانت في بعض الأحيان تكاد تنفجر بالبكاء لأنها لم تكن قادرة على تحديد أيها أقل سلبية من غيرها. لكن ذلك لا يعني أنني قد تحولت من جوليا غيلارد الإنسانة العادية إلى وحش. فقد كنت أعلم أن ما يُحسب لي في نهاية المطاف هو حجم الإنجازات التي حققتها في منصبي. يحتاج الأمر إلى انضباط ومرونة في مواجهة الشدائد، لكن هذه ليست أكثر من عضلات برأيي. إذا دربتِ هذه العضلات، فإنها تصبح أقوى. وأنا مرّنت عضلاتي كثيراً.

متى قررتِ إعلاء صوتك الرافض للتحيز ضد المرأة؟ حصل ذلك في اليوم الذي سقط فيه القناع عن إنسان دعمته ليصبح رئيساً لمجلس النواب وتبين لي أنه كان يرسل رسائل نصية تنطوي على تحيّز ضد المرأة. لذلك كنت أتوقع أن أُرمى بسهام النقد من الآخرين، رغم أنني لم أكن في موقع يسمح لي بمعرفة هذه الرسائل مسبقاً. أثناء فترة الاستجواب في البرلمان، وعندما كان زعيم المعارضة توني آبوت يتحدث، كتبت رداً بخط يدي. كنت قد طلبت من مكتبي أن يعطيني أكثر العبارات تحيّزاً ضد المرأة كان قد تفوّه بها. وعلى الرغم من أننا لم نتبع استراتيجية مدروسة جيداً أو نكتب خطاباً عملنا على صياغته لعدة أيام، فقد لقي الخطاب استحساناً كبيراً. أعتقد أنه جاء نتيجة حالة من الإحباط العميق لدى الجماهير لأنني اعتدت دائماً أن أتمالك نفسي كلما سمعت عبارة موجهة ضدّي تنطوي على شيء من التحيز، وفي ذلك الوقت كنت سأتهم بموالاة التحيز ضد المرأة. هذا الغضب كان البركان الذي دفعني إلى التحرك.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي