ما هي مخاطر جمع بيانات السمات البيولوجية للموظفين؟

8 دقيقة
فلافيو كويليو/غيتي إميدجيز

أصبحت الشركات الآن قادرة على جمع كميات هائلة من البيانات الخصوصية عن أجسام موظفيها؛ إذ قد يجمع بعضها البيانات حول السمات البيولوجية مثل بصمات الأصابع ومسوح شبكية العين ضمن الجهود الهادفة إلى تعزيز الأمان، في حين تلجأ شركات أخرى مثل أمازون إلى تتبع تحركات الموظفين وتحليلها باستخدام تكنولوجيا المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز السلامة والإنتاجية في المستودعات. قد يجمع بعض الشركات أيضاً البيانات الصحية بدافع تحسين الصحة العامة للقوى العاملة أو الحصول على حسومات على أقساط التأمين الصحي. ازدادت كفاءة التكنولوجيا التي تسهل عملية جمع البيانات وانخفضت تكلفتها في السنوات الأخيرة؛ إذ إن الأجهزة القابلة للارتداء والأجهزة المحمولة تتمتع بالقدرة على حساب عدد الخطوات وقياس معدلات ضربات القلب وتقديم إحصائيات عن عادات النوم. على سبيل المثال، تستطيع الكاميرات التي تعتمد على المقاييس الحيوية السلوكية تحديد هوية الأشخاص وتحليل سلوكهم بناء على طرق المشي ووضعيات الجلوس.

يزعم داعمو هذه الممارسات أن جمع البيانات يحسن صحة القوى العاملة وكفاءتها وسلامة أماكن العمل وأمانها.

على الرغم من أن هذه الممارسات قد تعود بالنفع على المؤسسات، فكثير منها يتجاهل مخاطر جمع البيانات المتعلقة بالسمات البيولوجية، سواء على الموظفين أو المؤسسات نفسها. وفقاً لبحثنا الذي سننشره قريباً، أفاد الموظفون أيضاً بأن هذا النوع من المراقبة قد يولد لديهم الشعور بانعدام الأمان في وظائفهم ويضر بصحتهم البدنية والنفسية. قد يؤدي انفصال الموظفين وتراجع إنتاجيتهم إلى عواقب لا تقتصر على فقدان الفوائد القصيرة الأجل لجمع البيانات.

يبين عدد من الدعاوى القضائية الحديثة أن المخاطر لا تقتصر على ما سبق؛ إذ وصلت شركة بي إن إس إف ريلواي إلى تسوية لدعوى جماعية بقيمة 75 مليون دولار عام 2024 بعد أن جادل عشرات الآلاف من سائقي الشاحنات فيها بأنها مسحت بصمات أصابعهم وخزنتها على نحو غير قانوني، منتهكة بذلك قوانين الخصوصية في ولاية إلينوي الأميركية. بينما وصلت شركة أولد دومينون فريت لاين، وهي شركة لشحن البضائع بالشاحنات، وشركة سبيد واي إل إل سي التي تدير سلسلة متاجر للبقالة والمستلزمات اليومية ومحطات الوقود، وشركة ميتا بلاتفورمز إلى تسويات مشابهة تتعلق بجمع البيانات الجسدية للموظفين واستخدامها دون موافقتهم.

نقدم في هذا المقال إرشادات للشركات تساعدها على جمع البيانات على نحو أخلاقي وتحديد الحالات التي يجب فيها الامتناع عن جمع البيانات بدقة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نقترح بعض الطرق التي تتيح للموظفين التعامل مع الحالات التي تطلب فيها منهم المشاركة في جهود جمع البيانات الجسدية.

كيف يضر جمع بيانات السمات البيولوجية على نحو ينتهك الخصوصية بشعور الموظفين بالأمان؟

ركزنا في بحثنا على تأثير جمع البيانات المتعلقة بالسمات البيولوجية والبيانات الصحية وغيرها من البيانات الجسدية في شعور الموظفين بالضعف وعدم اليقين فيما يتعلق بالمستقبل. هذه المشاعر ذاتية، وهي تعبر مجتمعة عن حالة اسمها "انعدام الأمان الوظيفي"؛ إذ إن الموظفين قد يقلقون بشأن تسريحهم من العمل أو من عمليات إعادة الهيكلة أو التغييرات في أدوارهم الوظيفية، حتى إذا لم تعلن مؤسساتهم عن أي إجراءات رسمية. غير أن انعدام الأمان الوظيفي قد يولد آثاراً نفسية كبيرة تؤدي بدورها إلى الإجهاد والقلق وانخفاض الرضا الوظيفي. قد يؤدي القلق الدائم إلى تشتيت الموظفين في أعمالهم وتراجع معنوياتهم وخفض إنتاجيتهم الإجمالية. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يلاحظ المدراء الآثار السلبية في الموظفين لأن اهتمامهم ينصب على الهدف الإيجابي المتمثل في تحسين المقاييس المؤسسية.

يولد جمع البيانات الحساسة المشاعر السابقة الذكر بطريقتين. أولاً، عندما يشعر الموظفون بأنهم لا يتحكمون ببياناتهم الجسدية الخصوصية، قد يشعرون بأن فرصهم المستقبلية في الحصول على عمل مجز مهددة. على سبيل المثال، أجرينا ضمن بحث سننشره قريباً دراسة حول ممارسة شركات التأمين الصحي الأميركية المتمثلة في تقديم تخفيضات للشركات التي يوافق موظفوها على الخضوع إلى فحوص جسدية شاملة. تبدو هذه الممارسة مفيدة للأطراف الثلاثة ظاهرياً؛ إذ إن المعلومات القيمة حول صحة الموظفين تساعد شركات التأمين على إدارة المخاطر بكفاءة أكبر، بينما توفر الشركات التي يعمل الموظفون لديها المال وترفع احتمال تعزيز الإنتاجية، ويزداد حافز الموظفين على اتخاذ إجراءات استباقية فيما يتعلق بالرعاية الوقائية.

مع ذلك، لم يشعر الموظفون دائماً بأنهم يستفيدون من هذه الممارسة، كما أنها تكون مفروضة عليهم غالباً. قال الموظفون الذين أجبرتهم شركاتهم على مشاركة المعلومات الصحية إن هذه الممارسة جعلتهم يشعرون بأنهم يتخلون عن قدرتهم على التحكم باستقلالهم الجسدي، بينما شعر الموظفون الذين لم يشاركوا بياناتهم بالقلق من أن تنظر مؤسساتهم لهم على أنهم لا يتمتعون بروح الجماعة، ومن التعرض للتمييز بالنتيجة.

تكاتف الموظفون في بعض الحالات لمقاومة هذه الممارسة في مؤسساتهم. على سبيل المثال، رفع موظفو جامعة ييل دعوى قضائية فيدرالية ضدها بعد أن فرضت عقوبات على الموظفين الذين امتنعوا عن مشاركة البيانات الصحية في الفحوص. توصلت الجامعة مؤخراً إلى تسوية كبيرة ووعدت بتعليق العقوبات مدة 4 سنوات على الأقل. تعرضت شركة هانيويل عام 2014 إلى دعوى قضائية لأنها فرضت على الموظفين وزوجاتهم المشاركة في عملية جمع البيانات الصحية والفحوص تحت طائلة عقوبات كبيرة تصل إلى 4,000 دولار سنوياً.

ثانياً، يمكن أن يؤدي الفقدان المتصور للاستقلال الوظيفي إلى انعدام الأمان لدى الموظفين. بعد أن بدأت شركة كبيرة لتجارة منتجات الصرف الصحي بالجملة في مقاطعة أونتاريو الكندية باستخدام أنظمة المراقبة بالفيديو لتعزيز السلامة وتحسين مسارات تحرك العمال في المستودعات، أخبرنا العمال بأنهم شعروا بفقدان الثقة وبأن عملهم غير هادف؛ ففي حين أنهم كانوا يتبعون عادة مسارات بديلة لإعادة تنظيم المخزون ومراجعة زملائهم، باتوا قلقين من أن عدم الالتزام بمسارات الحركة الجديدة قد يعرضهم للتدقيق أو للإجراءات العقابية.

الامتثال التنظيمي ليس مقياساً كافياً عادة لتحديد إن كان جمع البيانات يسبب الضرر. إن طرق جمع البيانات التي أصبحت متاحة بسبب تكنولوجيا جمع البيانات المتعلقة بالسمات البيولوجية تنتهك خصوصية الموظفين وتتعدى عليها أكثر بكثير مقارنة بالطرق التقليدية في قوانين خصوصية البيانات التقليدية. على الرغم من القوانين الجديدة حول طرق استخدام المؤسسات للبيانات المتعلقة بالسمات البيولوجية، مثل مشروع قانون خصوصية بيانات السمات البيولوجية في ولاية إلينوي الأميركية، فهي لا تزال غير كافية عموماً.

لذلك، يجب على الشركات أن تحدد بنفسها الحالات التي تستدعي جمع البيانات والطرق المتبعة فيه والأسباب التي تبرره.

تحديد سبب جمع بيانات السمات البيولوجية

هل تستطيع مؤسستك جمع البيانات الجسدية بطريقة أخلاقية ومسؤولة، أم أن احتمالية انعدام الأمان الوظيفي عالية لدرجة تفقد جمع البيانات جدواه؟ يجب أن تأخذ المؤسسات هذا السؤال في الاعتبار بجدية، كما يجب عليها الامتناع عن تنفيذ برنامج جمع البيانات أو تأجيله على الأقل حتى تتعامل مع المخاطر الأساسية المتعلقة بانعدام الأمان الوظيفي.

يوفر تحديد السبب الذي يدفع مؤسستك إلى جمع البيانات مؤشرات واضحة تبين إن كان عليها جمع هذه البيانات بالفعل. إذا كان من الواضح أن المؤسسة ستستفيد من البيانات (من خلال تعزيز الكفاءات التشغيلية أو زيادة الإيرادات مثلاً)، لكن الموظفين سيتضررون، فمن المرجح أن يؤدي البرنامج إلى انعدام الأمان الوظيفي. يجب على المؤسسات تجنب تنفيذ البرامج التي تفيد طرفاً واحداً فقط.

خذ في الاعتبار الاستخدام المتزايد لطرق تتبع انتباه الموظفين المعتمدة على كاميرات الويب وعدد النقرات وحركة الماوس بعد توسع نطاق العمل عن بعد بسبب جائحة كوفيد-19. جادل العديد من قادة الشركات بأن المراقبة هي أفضل طريقة للحفاظ على إنتاجية الموظفين، وتضاعفت نسبة الشركات الكبيرة التي تستخدم أدوات المراقبة هذه لتصل إلى 60% خلال أول عامين من الجائحة.

على الرغم من أن ترهيب الموظفين بهدف تحفيزهم للحفاظ على إنتاجيتهم قد يكون جذاباً بالنسبة لقادتهم، تشير أبحاث أخرى إلى أن هذه المبادرات تؤدي غالباً إلى نتائج سلبية لأنها تسبب تراجع معنويات الموظفين. أفاد عموم الموظفين عن بعد المشاركين في بحثنا بأن هذه الأدوات أثرت سلباً في استقلاليتهم، ما أدى إلى تزايد مشاعر انعدام الأمان الوظيفي لديهم. على المستوى المؤسسي، تحفز هذه البرامج الموظفين على ابتكار طرق جديدة للتحايل على كاميرات الويب وأنظمة المراقبة الأخرى والتركيز على المهام المحددة التي تراقبها هذه الأنظمة بدلاً من التي تعود بالنفع على الشركة.

هناك أيضاً أنواع محددة من العمل يكون فيها احتمال أن يتسبب جمع البيانات بالضرر أكبر. يبين بحثنا أنه في قطاعات مثل التشخيص الطبي، أبلغ الموظفون عن أنهم يعانون أشد درجات التخوف وانعدام الأمان عندما تطلب مؤسساتهم منهم مشاركة بياناتهم الجسدية. هناك تفسير نفسي محتمل لهذه الظاهرة؛ إذ تبين الأبحاث أن الموظفين الذين يحللون بيانات السمات البيولوجية ينظرون إلى أصحاب هذه البيانات على أنهم أشياء مخصصة للدراسة فقط. قد يفسر الموظفون تلقي طلب لمشاركة بياناتهم الخاصة على أنه يعني أنهم أصبحوا الآن مجرد أشياء غير إنسانية تحلل الشركات بياناتها وتتلاعب بها. من المحبذ أن تمتنع الشركات في هذه القطاعات عن تنفيذ مبادرات جمع البيانات المتعلقة بالسمات البيولوجية.

كيف يمكن جمع البيانات المتعلقة بالسمات البيولوجية دون تقويض الأمان الوظيفي؟

لا شك في أن المؤسسات قادرة على تنفيذ هذه المبادرات بطرق تفيدها وتفيد الموظفين؛ أي دون أن تقوض الأمان الوظيفي للموظفين. يجب على الشركات التي ترغب في جمع البيانات المتعلقة بالسمات البيولوجية الخصوصية أن تأخذ في الاعتبار طريقتين للموازنة بين تحسين الكفاءة التشغيلية والحفاظ على الأمان الوظيفي للموظفين في مكان العمل.

التحلي بالشفافية حول سبب جمع البيانات وآليته.

تساعد مشاركة التفاصيل حول عملية جمع البيانات على تخفيف المخاوف المتعلقة بفحوص بيانات السمات البيولوجية، وهي تشجع الموظفين على الخضوع لها. يساعد ذلك الموظفين على الاحتفاظ بقدرتهم على التحكم ببياناتهم الجسدية الحساسة، ما يخفف الشعور بانعدام الأمان الوظيفي حتى بالنسبة للموظفين الذين يقررون عدم مشاركة البيانات.

على سبيل المثال، نشرت شركة بلو كروس آند بلو شيلد أوف مينيسوتا، وهي شركة راقبناها في بحثنا، وثيقة بسيطة وسهلة الفهم حول برنامج الفحص الصحي الذي تسعى لإجرائه، والذي تقدمه لموظفي المؤسسات المشاركة. وضحت الشركة في الوثيقة أن هدفها هو مساعدة الأعضاء على تتبع صحتهم وإدارتها بكفاءة أكبر، كما بينت أنها تستخدم البيانات التي تجمعها لتقديم المكافآت للموظفين الذين يحافظون على صحتهم. شرحت الشركة أيضاً في الوثيقة قواعدها الخاصة حول استخدام البيانات، التي تنص على أنها ستطلع على البيانات الفردية بهدف تقديم المكافآت فقط، وليس لمعاقبة الأعضاء لأي سبب من الأسباب. تنص القواعد أيضاً على أن الشركة لن تشارك البيانات الفردية مع أطراف ثالثة (بما فيها شركات الموظفين) ولن تطلع الشركات على من شارك أو لم يشارك في البرنامج من موظفيها، بل ستستخدم البيانات المجمعة فقط. حددت الشركة أيضاً آلية جمع البيانات والجهات التي تطلع عليها بدقة، ما يسمح بجمع البيانات في ظروف تحافظ على الخصوصية وتضمن إخفاء هوية أصحاب البيانات قبل تخزينها. حرصت الشركة على استخدام أسلوب غير قسري، ما يعني أنها منحت الأعضاء خيار المشاركة في البرنامج أو الامتناع عنها.

لاحظنا أن شركة بلو كروس آند بلو شيلد أوف مينيسوتا حسنت نماذج المخاطر الداخلية الخاصة بها، وأن الشركات والمؤسسات المشاركة شهدت مشاركة أعلى في برامج جمع البيانات وحصلت على حسومات مقابل المشاركة، بينما اكتسب الموظفون معلومات أعلى جودة حول إدارة النتائج الصحية.

فصل مبادرات جمع البيانات عن تقييمات الأداء.

يحمي الفصل بين برامج جمع البيانات وتقييمات الأداء الاستقلال الوظيفي ويعزز الأمان الوظيفي.

على سبيل المثال، استخدمت شركة كاتربيلر نظاماً من الكاميرات وأجهزة الاستشعار لتتبع أحجام بؤبؤ العين وحركاتها لدى مشغلي الجرارات لمراقبة حالات الإعياء التي قد تصيبهم. تشير الشركة إلى أن الإعياء يؤدي إلى نحو ثلثي الحوادث التي يتعرض لها المشغلون، وأن استخدام نظام جمع البيانات هذا عزز سلامة الموظفين بمقدار كبير. بالنظر إلى حساسية البيانات المجموعة، تضمن الشركة أن البيانات الفردية جميعها مجهولة الهوية وأنها تخزنها لتعزيز السلامة في الشركة فقط؛ إذ إن إرجاع هذه البيانات لسائق محدد غير ممكن، ما يعني أن استخدامها في تقييمات الأداء أو اتخاذ القرارات حول تغيير الرواتب أو منح الترقيات مستحيل.

بالنتيجة، ازداد احتمال أن يحافظ الموظفون على استقلالهم في أداء عملهم، بينما لا تتوقع الشركة ضمنياً أن يغير الموظفون عادات عملهم التي تؤثر في تقييمات الأداء، ما يحافظ على الشعور بالأمان الوظيفي.

كيف يمكن للموظفين التعامل مع مبادرات جمع بيانات السمات البيولوجية؟

إذا طرحت مؤسسة ما برنامجاً لجمع البيانات الجسدية، فإن الموظفين يتمتعون ببعض الصلاحيات. على الرغم من أن التعامل مع التوجيهات التي تصدرها القيادة العليا قد يكون صعباً، فإن خوض نقاشات مبكرة يسودها الاحترام قد يقي الموظفين من الدخول تدريجياً في حالة مستدامة من انعدام الأمان الوظيفي. سنتحدث فيما يلي عن بعض الخطوات التي يستطيع الموظفون اتخاذها.

المطالبة بتوضيح شمولية عملية جمع البيانات وطبيعتها، ودورها في تقييم الأداء

يجب على الموظفين المتخوفين أن يسألوا الإدارة عن نوع البيانات التي تريد جمعها وآلية تخزينها، وأيضاً عن تأثير المقاييس المستمدة من البيانات الجسدية في تقييم الأداء الوظيفي. قد تكون نوايا المؤسسة حسنة، مثل استخدام المقاييس الحيوية لتعزيز سلامة الموظفين (كما فعلت شركة كاتربيلر). من ناحية أخرى، قد تستخدم المؤسسة البيانات التي تجمعها لاتخاذ قرارات حول تعديل الرواتب والعقوبات والترقيات (مثل مراقبة درجة الانتباه من خلال كاميرات الويب). في كلتا الحالتين، يجب أن يكون الموظفون على دراية بعواقب المشاركة في عملية جمع البيانات الجسدية وعدمها، كما يجب أن يفهموا كيف ستؤثر مبادرة جمع البيانات في شعورهم بالتحكم ببياناتهم الجسدية.

طلب البدائل

إذا شعر الموظفون بأن برامج جمع البيانات تنتهك خصوصيتهم على نحو مفرط، فلا ضير في أن يطالبوا بتطبيق أنواع بديلة من جمع البيانات لا تنتهك خصوصيتهم وتحقق الغرض نفسه. استخدمت شركة كونسول إنرجي لتعدين الفحم، ماسحاً ضوئياً يدوياً لتتبع حضور العمال، الذين طلب أحدهم، وهو بيفرلي بوتشر، استخدام طريقة بديلة للتتبع تعتمد على البطاقات المثقوبة التقليدية لأنه لم يرغب في استخدام الماسح الضوئي لأسباب دينية. رفضت الشركة طلب بوتشر، ما دفعه إلى الاستقالة ورفع دعوى على أساس التمييز وفاز بها. يجب أن يعرف الموظفون أن هناك سوابق قانونية تصب في مصلحتهم وتثري المناقشات مع المدراء حول جمع البيانات الجسدية.

قد يؤدي ظهور طرق جديدة أكثر كفاءة لجمع البيانات المتعلقة بالسمات البيولوجية إلى تحسين العمليات المؤسسية كثيراً. مع ذلك، قد تحفز هذه الممارسات لدى الموظفين شعوراً بانعدام الأمان في وظائفهم، ما يضر بالمؤسسة في نهاية المطاف. يجب على الشركات أن تقيم بعناية الأسباب التي تدفعها إلى جمع بيانات موظفيها في المقام الأول، ثم تصميم سير العمل لتنفيذ برامج جمع البيانات بطرق تحافظ على الأمان الوظيفي للموظفين. يستطيع الموظفون أيضاً التأثير في طرق جمع البيانات للحفاظ على استقلاليتهم وأمانهم الوظيفي أو حتى تعزيزهما.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي