اكتشفتُ في الأبحاث التي أجريتها خلال السنوات العشرين الماضية في علم السلوك نمطاً سلوكياً مثيراً للقلق: يصل النّاس إلى السلطة والمناصب العليا من خلال بعض السمات والأفعال التي تعزز من مصالح الآخرين حولهم كالتعاطف والتعاون والانفتاح والإنصاف والتشارك، إلا أنّهم حين يصلون إلى منصب ما وينمو لديهم الشعور بالسلطة، تبدأ هذه المزايا والصفات الحميدة بالتلاشي. فبعض أصحاب السلطة أكثر ميلاً من سواهم عادة لارتكاب تصرفات غير أخلاقية تتسم بالوقاحة والأنانيّة. وقد أدرك هذا الأمر في القرن التاسع عشر المؤرخ والسياسي لورد أكتون حين قال: السلطة سبيل المفسدة.
إعلان: لا تدع حائط الدفع يفصلك عن أهم المهارات والخبرات الإدارية. استفد اليوم من الاشتراك الترحيبي بدءاً من 30 ريال/درهم (8 دولار).
أطلقتُ على هذه الظاهرة اسم "مفارقة السلطة" وقد درّستها في العديد من الأماكن، كالجامعات، وفي مجلس الشيوخ الأمريكي، وفي فرق الأندية الرياضية للمحترفين، وغيرها من بيئات العمل المهنيّة. وقد لاحظت في كلّ منها أنّ الناس يحققون التقدّم بالاعتماد على سمات حميدة، إلا أنّ سلوكهم ينحدر ويسوء أكثر كلّما حققوا المزيد من الارتقاء على سلّم الوظيفة. وقد يحصل هذا التحوّل على نحوٍ سريع بشكل صادم. ففي إحدى التجارب التي أجريتها، وأسميتها دراسة "وحش الكوكيز" جلبت أشخاصاً إلى مختبر ووزعتهم على ثلاث مجموعات، واخترت واحداً من كل مجموعة بشكل عشوائي ليكون هو القائد فيها، ومن ثمّ أوكلت لكلّ
حوالي اربعة عقود امضيتها في الوظيفة ولا زلت اعاني بسبب تمسكي بقيمي و اخلاقيات الوظيفة ولم احصل على المنصب الذي استحق، و اعزو هذا التعثر لعدم ارتباطي بجماعة معينة تعينني على تحقيق ذاتي بما احمله من قيم … الخلاصة ؛ مالم تنخرط ضمن مجموعة او تكتل ريادي فقد تجد صعوبة في الترقي .
للأسف هذه الثقافة دارجه في الوسط العملي العربي لأن غالبية الموظفين يبحث عن فائدة شخصية من وظيفته ولا يكترث بأهداف المنظمه