شارك
الرئيسية
6 دقائق 
أنت شخص ذكي، وتتمتّع بأفكار ورؤى ثاقبة جيدة، ولديك طموح بتولّي المزيد من المسؤوليات، إلا أنك لا تحظى بالفرص التي ترغب فيها، ولم يقدّم لك مديرك دعماً كافياً. ما هي الطريقة التي تساعدك في أن تحظى بانتباه القيادة العليا دون تخطّي مرؤوسيك في العمل؟ وكيف تلفت انتباه مدير مديرك؟
كيفية لفت انتباه المدير
سعياً للإجابة عن هذا السؤال، تواصلتُ مع اثنين من أكثر عملائي نجاحاً، ألا وهما ديف ماكين، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إلياسين" (Eliassen Group)، وهي شركة تقدم استشارات استراتيجية وحلول خاصّة بالمواهب وتمتلك 21 مكتباً موزّعاً في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتشاك كوهين، المدير الإداري لشركة "بينكو دينتال" (Benco Dental)، وهي شركة خاصة وأكبر موزع في مجال طب الأسنان في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: ماذا تفعل عندما لا يدافع مديرك عنك؟
يتمتع كل من تشاك وديف بخبرة طويلة من التجارب في مجال القيادة، حيث أمضيا عقوداً في البحث عن الموظفين "نجوم المستقبل" أو "أصحاب الإمكانات الكبيرة". وما يميّز هؤلاء الموظفين هو اجتهادهم في عملهم وامتلاكهم الدافع لإحداث فارق في نجاح الشركات وفي نجاح من حولهم أيضاً. كما أنّهم يتجاوزون ألقابهم الوظيفية ويلفتون الانتباه لأنهم يُبدون استعداداً للقيام بأعمال متميّزة ذات مستوى أكثر تقدماً.
وبعد التشاور والعمل مع تشاك وديف، توصلنا إلى عشر خطوات يمكن للموظف اتباعها لتعتبره القيادة العليا أحد أعضائها. وسيمكنه اتباع هذه الخطوات من النمو والحصول على المزيد من الفرص دون أن يبدو بمظهر المتبجّح أمام مديره المباشر ودون أن يزعجه.
أظهر التزامك بالشركة وبتحقيق النمو على الصعيد الشخصي
تتمثّل إحدى الطرق التي تظهر مدى جدية الموظف في استثمار وقته خارج المكتب في تعلم المهارات التي تساعده في النمو وتساهم في إغناء الشركة. وقد يتضمن ذلك الالتحاق بدورات تدعم المنصب الذي يشغله أو قراءة الكتب في المجالات التي يرغب في إتقانها. على سبيل المثال، إذا أردت أن تحسّن من مهاراتك في إعداد الاستراتيجيات، اطلب من مديرك ومدير مديرك تقديم توصياتهم لكتب مفيدة. وتتمثّل الطريقة الأخرى لتُظهر التزامك بالنمو في أن تخبر رئيسك في العمل أنك مهتم في العمل على مشاريع خاصة من شأنها أن تساعد الشركة في تحقيق أهدافها وأن توفر لك فرصة تطوير قدراتك.
ركّز على نجاح الفريق ككل بدلاً من التركيز على نجاحك وحدك
قد يدفعك صوت الطموح في داخلك إلى التركيز على نجاحك الشخصي، إلا أنّ ما يلفت انتباه القيادة العليا هم الموظفين الذين يعملون بشكل تعاوني، ويدعمون الآخرين، ويدركون أن أكبر فرصة للنجاح تكمن في فريق يتعاون معاً لإنجاز المهام. ويقول ديف: "من السهل أن تلاحظ موظفاً يكرّس وقته ونصائحه لمساعدة الآخرين في تحقيق النجاح، سواء كانوا مرؤوسيه المباشرين أو أقرانه. فالموظف الذي يسعى إلى تحسين من حوله هو شخص لا يقدر بثمن".
اقرأ أيضاً: كيف تكسب مديرك الذي لا يحبك؟
اطلّع على أدق التفاصيل وتولّى زمام أمورك
بصرف النظر عن القطاع الذي تعمل فيه شركتك، وبصرف النظر عن حجمها، يجب أن تُلمّ بأدق التفاصيل حولها وأن تكون مستعداً لمناقشة مقاييس الأداء وتحليلات الأعمال الأكثر أهمية، بما في ذلك الإيرادات والأرباح والخسائر وغير ذلك. ويجب عليك أن تمتلك فكرة واضحة عن موقعك ضمن المؤسسة ككل، وخاصة في الأوقات التي تكون فيها محطّ الأنظار، مثل إلقاء العروض التقديمية أو الاجتماعات أو تقارير المشاريع. وعندما تكون قادراً على إثبات قيمة مساهماتك، يصبح بإمكانك أن تثبت قيمتك بصفتك موظفاً في الفريق وعضواً فيه. فكّر في الأمر بمثابة فرصة تُظهر فيها للقيادة العليا سبباً يدفعهم لإيلاء انتباههم إليك. لكن تذكر أنّ هذا يعني أن تتحمل مسؤولية إخفاقاتك بالكامل أيضاً. ومن الضروري أن تتبنى عقلية ترفض الأعذار، فهذا يظهر مستوى الوعي الذاتي المتأصل في القيادة العظيمة.
نفّذ وعودك على أفضل وجه
ما إن تلتزم بإنجاز شيء ما، أنجزه بإتقان. ذلك أنه عند توفّر الفرص، يبحث المسؤولون التنفيذيون عن موظّف ذي سجل إنجازات جيد في إنجاز المهام وتحقيق نتائج إيجابية. وبالتالي، من الضروري أن يقترن اسمك بالعمل المتقن. ويُعتبر الموظّفون القادرون على العمل على مشاريع صغيرة وإحراز نجاح كبير فيها أكثر عرضة لتلقي طلبات العمل على مشاريع كبيرة لاحقاً.
اقرأ أيضاً: التعامل مع مديرك حين يكون عديم الكفاءة
درّب نفسك على التفكير بشكل استراتيجي باستمرار
يُعتبر التفكير الاستراتيجي أساسياً للحصول على مناصب تحمل لك المزيد من المسؤولية. ويعرف أفضل القادة بالفعل كيفية الموازنة بين العمل "من أجل" الشركة، بمعنى وضع الاستراتيجيات، والعمل "في" الشركة، أي تنفيذ العمليات اليومية. ويدركون ضرورة تجاوز قوائم المهام في بعض الأحيان عند عملهم "من أجل" الشركة، وأهمية التفكير بشكل استراتيجي بالفرص التي ستساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها الكبرى. ولتتمكن من تطبيق ذلك، يجب عليك أن تمتلك القدرة على تحديد الصورة الأكبر وأن تضعها في الاعتبار عند اتخاذ القرارات. ولكن يجب أن تدرك أن ممارسة هذه المهارة لا تحصل بشكل طبيعي دائماً. وكما يقول تشاك: "إذا أردت أن تتقن مهارة التفكير الاستراتيجي، يجب عليك أن تتدرّب، إذ تُعتبر هذه المهارة كالعضلة التي تحتاج إلى تدريب، وكلما تدرّبت أكثر، أصبح أداؤك أفضل".
حاول أن تتحدى الأساليب القديمة وقم بإيجاد حلول جديدة
هل تتبع طريقة مختلفة لحل المشكلات التي تواجهها شركتك؟ هل وجدت وسيلة مبتكرة لمواجهة تحدٍ جديد؟ إذا كانت مؤسستك تتطلع إلى المستقبل، فيفترض أن تكون جميع أفكارك موضع ترحيب، خاصّة إذا قدّمتها بتواضع وتقدير للجهود المبذولة سابقاً. وفي المرة القادمة التي تجد فيها حلاً مبتكراً لمشكلة صعبة، شارك الحل بصراحة واستعرض إمكاناتك لتقديم المساهمة. يقول ديف: "يلفت انتباهي الأفراد الذين يتحدّون طريقة العمل المتبّعة ويحاولون مناقشة الإمكانيات الموجودة في حلول مختلفة. ويتجمع الموظفون في مؤسستنا حول هؤلاء الأفراد، كما أننا نوليهم المزيد من المسؤوليات دون أن يطلبوا ذلك حتّى".
اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتواصل مع مدير صعب المراس؟
واصل العمل على تحسين مهارات التواصل لديك
ليس من الضروري أن تكون الفرد الأذكى في العمل، لكن يجب عليك أن تراعي الآخرين أثناء تفاعلك معهم. ومن المهم أن تعرف جمهورك وأن تستعدّ للتّواصل معهم مسبقاً، سواء عند إلقاء عرض تقديمي، أو خلال العمل على مشروع جماعي، أو في أثناء خوض نقاش صعب مع رئيسك في العمل. ومن الضروري أن تنمّي مهارة القدرة على التكيّف والتأقلم، ذلك أن كل فرد وكل موقف سيفرض عليك شيئاً مختلفاً. وقد ترغب في إبداء ثقتك بنفسك خلال إلقاء عرض تقديمي، لكن من الأفضل أن تحافظ على تواضعك عند العمل مع أقرانك. وقد ترغب في التواصل مع رئيسك بدافع حب الاستطلاع في بعض الحالات، لكن تأكد في حالات أخرى أن تدعم وجهات نظرك بالبيانات. ومع ذلك من الأفضل دائماً أن تتواصل مع الآخرين وأن تفهم توقعاتهم منك بوضوح.
كوّن علاقات مع الموظفين في جميع أنحاء الشركة
لا تحصر نفسك داخل مكتبك في المبنى، بل ابحث عن فرص للتواصل مع الجهات الفاعلة في مؤسستك وتعاون معهم، ذلك أن بناء شبكات تواصل مع الآخرين يوسّع من شبكة حلفائك في الشركة ويزيد من ظهورك وتأثيرك. وكما أشار تشاك: "لا ينتظر القادة العظماء أن يلتمس الآخرون آراءهم، بل يضعون أنفسهم في مواقف تزيد من احتمال التماس الآخرين مشورتهم". وعندما تعمل بشكل تعاوني وضمن فريق متعدد التخصصات، سيستمر اسمك في الظهور لأسباب وجيهة.
عش قيم المؤسسة وأهدافها
تستخدم المؤسسات العبارات التي توضح أهدافها وقيمها لتبيّن توقعاتها من الموظفين. وتعكس القيم ما تسعى المؤسسة إلى بلوغه في موظفيها وقادتها على حد سواء. ويجب على القائد القوي أن يدرك هذه القيم وأن يعيش وفقاً لها وأن يشجع الآخرين على التمسك بها. ويقول ديف: "ليس على الموظف أن يكون أكثر من يطرح وجهات النظر أو أن يعمل ساعات طويلة ليلفت الانتباه، بل يجب أن يكون أكثر من يستعرض قيم المؤسسة وأخلاقياتها وأن يسعى إلى تحقيق هدفها، وأن يلهم الآخرين على اتباعها بدورهم". وتتمثّل أفضل طريقة لإظهار الالتزام بهدف الشركة وقيمها في التحدث عنها. امتدح زملاءك الذين تتوافق أفعالهم مع قيم مؤسستك في الاجتماعات، ونوّه إلى كيفية ارتباط مشاريعك الخاصة بالهدف الرئيس للشركة عند مناقشتها. وقيامك بذلك يرسل رسالة إلى الآخرين مفادها أنك تولي اهتمامك بهم وتلاحظ ما يقومون به من أعمال رائعة.
امتلك الجرأة
لا تخف من التقدم إلى الفرص التي تسمح لك بإظهار مهاراتك ومواهبك. إنّ إبداء روح المبادرة أمر جيد دائماً لكنه لا يخلو من بعض الضوابط بالتأكيد، إذ لا يجب عليك أن تكون شديد الإلحاح أو أن تطرح السؤال نفسه مراراً وتكراراً. وإذا لاحظت وجود فرصة تتيح لك أن تضيف قيمة للشركة وأن تدعم المبادرات الاستراتيجية فاطلب المشاركة دون تردد. ووضح الأسباب التي تجعلك تؤمن أنك قادر على تقديم مساهمة ذات قيمة، إضافة إلى ما ستمنحك إياه هذه الفرصة. يريد كلّ من مديرك ومدير مديرك أن يقلداك منصباً يسمح لك أن تقدم أفضل ما عندك، إلا أنّ عليك أن تبحث عن تلك الفرصة وتطلبها في بعض الأحيان.
ولا يوجد طريق مختصر لمعرفة كيف تلفت انتباه مديرك، وحتى لو وجدت طريقاً مختصراً لذلك، فقد لا يكون لديك من المؤهلات ما يلزم لأداء عملك على أكمل وجه. إلا أن التركيز على هذه المجالات الرئيسة العشرة بتفان وصبر وقبول فكرة أن تنمية أيّ مسار مهني متميز يستغرق بعض الوقت، سيمكنك من التقدم في الاتجاه الصحيح وأن تكون مستعداً لما هو آت حال قدومه.
اقرأ أيضاً: