ملخص: نمر جميعاً، في مرحلة ما من حياتنا، بلحظات يجب علينا فيها اتخاذ قرار صعب بالتخلي عن شيء كان ذا معنى بالنسبة إلينا في يوم ما. لكن يجب التفكير بعناية في القرارات الكبيرة، مثل تجديد الحياة المهنية وتغيير الوظيفة. في حين أنه يمكن أحياناً فعل ذلك عن طريق إعادة تصور وظيفتك الحالية، إلا أنه في بعض الأحيان يكون الانطلاق في مسار مهني جديد هو الخيار الصحيح.
هناك 6 علامات تشير إلى أن الوقت قد حان للانتقال من وظيفتك الحالية إلى وظيفة جديدة:
- أولاً، لم تعد وظيفتك الحالية تدعم نموك.
- ثانياً، أن تكون حققت ما خططت لتحقيقه بالفعل.
- ثالثاً، أن تبحث بهمة عن طرق للمماطلة في إنجاز مهماتك أو لتجنب القيام بها.
- رابعاً، أن تشعر بالتوتر أو الإنهاك أو تُصاب بالاحتراق الوظيفي كلما عملت على مهماتك.
- خامساً، وظيفتك تجعلك تكتسب عادات سيئة لا تتسق مع قيمك.
- أخيراً، أصبح مكان عملك ضاراً بصحتك البدنية أو العاطفية.
على مدار العامين الماضيين، ترك عدد غير مسبوق من الأشخاص وظائفهم طواعية. وتُعرف هذه الحركة الآن على نطاق واسع باسم: موجة الاستقالة الكبرى. وقد ترك بعض هؤلاء الأشخاص وظائفهم للعمل بطريقة أكثر مرونة في اقتصاد الأعمال المستقلة أو سعياً إلى تغيير نمط حياتهم. ولكن ترك العديد من الأشخاص وظائفهم بسبب جائحة "كوفيد-19" وما صاحبها من اضطرابات اجتماعية لإلقاء نظرة عميقة على حياتهم وتحديد ما يمنحهم شعوراً بالمعنى والهدف.
هل تمر بهذه الحالة؟ هل تشعر أنك لم تعد تتطور وبحاجة إلى إجراء تغيير يمكن أن يزيد من التزامك وشعورك بالهدف؟ هذا طبيعي تماماً؛ فالأهداف تتغير بمرور الوقت، ويجب أن تبحث دوماً عن طرق جديدة لبث الحيوية فيها. لكن اجتياز تلك الفترات الانتقالية يمثل تحدياً.
نمر جميعاً بلحظات يجب علينا فيها اتخاذ قرار صعب بالتخلي عن شيء كان ذا معنى بالنسبة إلينا في يوم ما، كما أشرت في كتاب "دليل هارفارد بزنس ريفيو لصياغة هدفك" (HBR Guide to Crafting Your Purpose). لكن يجب التفكير بعناية في القرارات الكبيرة، مثل تغيير الوظيفة. دائماً ما أنصح الأشخاص بإعادة تصور وظيفتهم الحالية قبل الانتقال إلى وظيفة جديدة، ولكن في بعض الأحيان يكون الانطلاق في مسار مهني جديد هو الخيار الصحيح.
بينما تفكر فيما إذا كنت ستستقيل من عملك أم ستجري تحولاً وظيفياً، إليك بعض العلامات التي قد تستخدمها لتحديد ما إذا كان الوقت قد حان لترك العمل الذي كان ذا معنى بالنسبة إليك في السابق:
وظيفتك الحالية لم تعد تدعم نموك
غالباً ما ينوع أفضل الرياضيين تدريباتهم البدنية أو يغيرون روتينهم جذرياً. وهذا لأن كل ما نواظب على القيام به يتوقف عن أن يكون مصدراً للنمو في مرحلة ما من حياتنا. عندما تلاحظ أن أحد مصادر شعورك بالهدف لم يعد يساعدك على النمو، فاسعَ إلى القيام ببعض التجديد أو إجراء أي تغيير. يُعد ترك الوظيفة من القرارات الكبيرة، لذلك أشجع الأشخاص دائماً على أن يعرفوا أولاً ما إذا كان هناك سبيل لإعادة تصور عملهم أو إجراء تغييرات في بيئتهم المهنية الحالية قبل الانتقال إلى وظيفة جديدة. ففي كثير من الأحيان، يمكن أن تبث الحيوية في عملك بطرق بسيطة مثل النظر إليه بطريقة مختلفة أو إجراء تعديلات بسيطة عليه، وهو شيء يُشار إليه غالباً باسم "إعادة تصور العمل". ولكن إذا استنفدت هذا المسار ولم يعد بإمكانك التطور في وظيفتك، فقد يكون الوقت قد حان للمضي قدماً.
حققت ما خططت لتحقيقه بالفعل
في بعض الأحيان، قد تفتقر إلى النمو في وظيفتك الحالية لأنه لم يعد هناك أي شيء لتطمح إليه. كان أحد زملائي السابقين يلعب في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية. وكانت كرة القدم هي محور تركيزه في المرحلة الأولى من حياته. ولكن بعد تقاعده، وجد أنه راضٍ عن تلك الفترة من حياته التي منحته شعوراً رائعاً بالمعنى، وكان مستعداً للانتقال إلى مرحلة جديدة. فنحن ببساطة ننجز ما خططنا لتحقيقه ونستعد للانتقال إلى تحديات جديدة.
تبحث بكل نشاط عن طرق لتجنب القيام بوظيفتك
كانت لي زميلة تحب الكتابة، ولكنها سئمت منها في مرحلة ما وبدأت في البحث عن طرق لتجنبها مثل المماطلة والقيام بأي نشاط تقريباً، بداية من غسل الملابس إلى تهذيب حديقة المنزل، بدلاً من كتابة أي كلمة في الصفحة، وإضاعة الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي عندما كانت تجلس أخيراً للكتابة. وفي النهاية أدركت أنها بحاجة إلى استراحة طويلة من الكتابة لتقع في حبها مرة أخرى. في بعض الأحيان، تحتاج إلى الاستمرار بقوة في القيام بشيء ما حتى النهاية لبناء عادة إيجابية (على سبيل المثال، يجب علينا جميعاً ممارسة التمارين الرياضية، ولكن قد يكون البدء صعباً)، ولكن في أحيان أخرى يكون من الضروري أخذ استراحة مؤقتة أو دائمة. إذ يجب أن تكون وظائفنا شيئاً نقوم به بشوق وشغف، وليس شيئاً نتجنب القيام به.
دائماً ما تشعر بالإنهاك أو التوتر أو تُصاب بالاحتراق الوظيفي
كنت أستمتع بعملي في وظيفة ما ولكنها بدأت في إثارة أعصابي لدرجة أنه كان من الصعب عليّ مغادرة المنزل للذهاب إلى العمل في الصباح. لم يكن هذا بسبب أن الشركة أو موظفيها كانوا سيئين، كل ما في الأمر هو أننا لم نعد ملائمين لبعضنا بعد الآن. إذا كان عملك يثير توترك دوماً، فقد حان الوقت للتفكير بجدية في تغييره أو الاستقالة منه. فحياتك قصيرة وثمينة، وعملك يجب أن يثريها.
عملك يجعلك تكتسب عادات سيئة
كان أحد أصدقائي يعمل في شركة ذات ثقافة مؤذية، ووجد أنه، حتى عندما يكون في غير أوقات العمل، أصبح يتصرف بطرق كان يجدها سابقاً غير أخلاقية أو غير لائقة. على سبيل المثال، وجد أنه أصبح يكذب ويخدع الزملاء والعملاء. وعندما أدرك ذلك، ترك الشركة على الفور. إذا بدأ شيء ما كنت تعتمد عليه كمصدر للشعور بالهدف في جذبك بعيداً عن هذا الهدف وعن قيمك، فيجب عليك التخلي عنه. لا تدع أبداً البيئة المهنية تغيرك إلى الأسوأ، لا سيما فيما يتعلق بشخصيتك.
مكان عملك أصبح ضاراً بصحتك
أماكن العمل حيث يصرخ زملاؤك في وجهك أو يهينونك أو التي تعمل فيها إلى حد انهيارك جسدياً، يجب أن تكون سبباً بالطبع للبحث عن وظيفة جديدة في مكان آخر (هذا إن لم تتخذ خطوة أكثر جدية). فبعض أماكن العمل تضر بصحتنا البدنية أو العاطفية باستمرار. إذا وجدت نفسك في هذا الوضع الذي لا تُحسد عليه، فقد حان الوقت لترك مكان العمل هذا والمضي قدماً.
هناك علامات أخرى بالطبع. ومرة أخرى، دائماً ما تكون محاولة إعادة تصور عملك وتنظيمه ليكون ذا معنى أكبر هي أفضل مسار يجب أن تسلكه إذا كنت تشعر أنك لم تعد تتطور في عملك. لكن التخلي عن العادات والممارسات القديمة يُعد جزءاً من تجديد حياتك والسماح لأهدافك بالتغير بمرور الوقت. القرار في يدك، ويبدو أن عدداً متزايداً من الأشخاص أصبحوا يدركون ذلك. وقد تكون موجة الاستقالة الكبرى هي الفرصة التي تحتاج إليها من أجل تجديد الحياة المهنية الخاصة بك.