لماذا يقبل البعض بتخفيض أجورهم عند استئناف مسارهم الوظيفي؟

2 دقائق
انخفاض-أجور-العائدين-إلى-العمل

عادة ما يكون تقديم التنازلات في التعويضات أمراً اعتيادياً عندما تحاول استئناف حياتك المهنية بعد الابتعاد فترة من الزمن لرعاية الأطفال أو لرعاية المسنين أو لأسباب أخرى، حيث تشير الدراسات الأكاديمية حول تقرير حالة السكان العائدين إلى سوق العمل إلى معاناة المهنيين من تراجع التعويضات المالية بنسبة 37% بعد الانقطاع الوظيفي لمدة 3 سنوات أو أكثر. ولكن تركيز الاهتمام الإعلامي على مسألة تراجع العوائد الإحصائية قد يصرف الانتباه عن الصورة الأكثر عمقاً، فبدلاً من الإشارة إلى قضية انخفاض أجور العائدين إلى العمل، قد يعكس التعويض المنخفض الاختيار الواعي للمهنيين العائدين إلى العمل.

فعند التمعن بالنظر في من يرغبون باستئناف حياتهم المهنية وكيف يختارون طوعاً العمل بأجر أقل، يتبين أنهم يتعمدون تقليل أهمية التعويض من أجل تحقيق أهداف أخرى يجدونها أكثر أهمية.

أسباب قبول العائدين إلى العمل بأجور منخفضة

وسنعرض فيما يلي 5 أسباب محددة يستشهد بها هؤلاء "المستأنفون" لتفسير أسباب قبولهم وبكامل إرادتهم للتعويضات المُخفضة:

الجدول الزمني الأنسب: فهم يقومون "بمقايضة التعويضات مقابل السيطرة"، وهذا يعني أنهم على استعداد لقبول مبالغ مالية أقل بالمقارنة مع ما يعتقدون أنهم يستحقونه من أجل التمتع بالجدول الزمني المناسب.

المجال الجديد: هم على دراية بأنهم لم يوفقوا باختيار المسار المهني الصحيح في المرحلة التي سبقت الانقطاع الوظيفي، لذلك يعمدون إلى استئناف حياتهم المهنية في مجال جديد ومن مستوى وظيفي أدنى.

سهولة فصل العمل عن الحياة الشخصية: فهم يقبلون بدور أقل أهمية مع تعويض مُخفض مقابل الاطمئنان حول إمكانيتهم في إدارة حياتهم الشخصية خارج إطار العمل مع الالتزام بتقديم أفضل النتائج لصاحب العمل. أو أنهم يريدون وظيفة أقل إثارة للتوتر بحيث لا يضطرون إلى الانشغال فكرياً بالعمل و"أخذ هذه المشاكل معهم للمنزل" في نهاية كل يوم.

لا توجد ساعات سفر أو ساعات عمل زائدة: لقد تطلبت وظيفة مرحلة ما قبل الانقطاع الوظيفي السفر الفجائي أو تَحَمُل المسؤولية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، أما في طور المرحلة الحالية من حياتهم فهم على استعداد لتقبل الوظيفة ذات التعويض المُخفض مقابل عدم الالتزام بتلك المتطلبات.

الحاجة لتعلم العمل من جديد: فالبعض قد أمضى فترة طويلة خارج سوق العمل، لذلك هم يبحثون عن المناصب الصغيرة ليتمكنوا من الحصول على الخبرات الأولية قبل إحساسهم بالجاهزية للمشاركة في المستويات الإدارية العليا.

اختياره منصب أدنى من المؤهلات

عندما يبحث المحترفون المتمرسون وبكامل إرادتهم عن منصب صغير مقارنة بالمكانة التي احتلوها قبل فترة الانقطاع الوظيفي، سنجد الأمر مربكاً بالنسبة إلى مسؤولي التوظيف الذين قد يرون أن المستأنف مؤهل أكثر من المطلوب وغير مهتم فعلياً بهذا المنصب. وقد يؤدي سوء التفاهم هذا إلى ضياع الفرص في حال رفض أصحاب العمل هؤلاء المرشحين المؤهلين بشكل مبالغ فيه دون السعي لمعرفة الأسباب التي تدفعهم للتقدم بطلب للحصول على وظيفة صغيرة.

يجب على مستأنفي العمل توضيح الصورة لمدير التوظيف من خلال تبيين الأسباب الفعلية التي دفعتهم إلى التقدم للحصول على منصب أصغر من مؤهلاتهم في هذه اللحظة من حياتهم المهنية. وفيما يلي سندرج بعض الأمثلة عما يمكن أن يقوله مستأنف العمل:

"إحدى أهم أولوياتي هي تقديم أفضل النتائج لصاحب العمل إلى جانب التمكن من إدارة حياتي الخاصة خارج نطاق العمل. لذلك وبينما تعتقد أنني مؤهل أكثر من اللازم لهذا المنصب، أجد هذه الوظيفة تتوافق تماماً مع احتياجاتي لهذه المرحلة من حياتي. أعلم أنني قادر على تحقيق النجاح من خلال مستوى الأقدمية الذي أتمتع به وأنا أشعر بالرضا التام للقيام بذلك لأنني سوف أتمكن من إدارة حياتي المنزلية بنجاح".

وعندما ينقل المستأنف هذه الرسالة بفعالية ويتفهم وكلاء التوظيف الأسباب الكامنة وراء هذه القرارات الواعية التي اتخذها المحترفون العائدون بقبول الوظائف الصغيرة أو ذات الأجور المخفضة، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تزايد فرص نجاح عملية التنسيب الوظيفي. وبمجرد النجاح في تطبيق ذلك على نطاق أوسع، ستتمكن للدراسات الأكاديمية ليس فقط التركيز على مداخيل المستأنفين مخفضي الأجور عند استئناف حياتهم المهنية، بل أيضاً على عودتهم التدريجية إلى مصاف الموظفين ذوي التعويضات المرتفعة مع عودتهم للحياة المهنية بشكل كامل.

اقرأ أيضاً: زيادة انتاجية الموظفين

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي