لامبالاة المتفرج Bystander Apathy

2 دقائق

ما مفهوم لامبالاة المتفرج؟

لامبالاة المتفرج (Bystander Apathy): يُسمى أيضاً "تأثير المتفرج" (Bystander Effect)، و"متلازمة جينوفيز" (Genovese Syndrome)، وهو مصطلح يُستخدم للتعبير عن انحياز سلوكي أو ظاهرة نفسية اجتماعية هي امتناع الشخص عن تقديم أي مساعدة للضحية إذا كان هناك أشخاص آخرين حاضرين.

حادث مقتل كيتي جينوفيز

في عام 1964، حدثت جريمة مروعة راحت ضحيتها "كيتي جينوفيز" (Kitty Genovese) البالغة من العمر آنذاك 28 عاماً، إذ قُتلت في شوارع نيويورك طعناً، ورغم سماع صراخها من طرف 38 شخصاً من الجيران على الأقل (حسب صحيفة نيويورك تايمز)، إلا أنّ لا أحد كلّف نفسه عناء المساعدة أو طلب الشرطة، وهو ما دفع بالباحثان "جون دارلي" أستاذ علم النفس والشؤون العامة بجامعة برينستون، و"بيب لاتاني" أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة نورث كارولينا إلى قيادة تجربة لدراسة العجز واللامبالاة الحاصلان في تصرف الأفراد ضمن المجموعات، وخلال تجربتهما، دُفع الأشخاص إلى الاعتقاد بأنهم جزء من نقاش جماعي حول مشكلات شخصية، وكان من بين الحضور شخص مصاب بنوبات الصرع؛ فتساءل دارلي ولاتاني عن الظروف التي ستساعد على التنبؤ إن كان الشخص الذي يشهد إصابة أحد الحضور بنوبة سيتخذ موقفاً سلبياً ويبقى متفرجاً، أو سيقاطع "الاجتماع" ويتخذ إجراء معيناً لمساعدة المصاب، وتبيّن أنه كلما كان حجم المجموعة أكبر، قل احتمال أن يتصرف الشاهد تصرفاً مغايراً لتصرف الآخرين من الحضور الذين لا يستطيعون المساعدة أو لا يريدون تقديمها، وصارت هذه الظاهرة معروفة باسم لامبالاة المتفرج.

الدوافع الكامنة وراء ظاهرة لامبالاة المتفرج

بعد إجراء سلسلة من التجارب، توصّل دارلي ولاتاني إلى دافعيْن أساسيين وراء هذه الظاهرة: الأول هو "تأثير انتشار المسؤولية" (Diffusion of Responsibility Effect)، ويُقصد به تصوّر الفرد الذي يكون ضمن مجموعة أن المسؤولية تقع على عاتق فرد آخر، وأن هذا "الآخر" سيتصرف بعد قليل، أو أنه تصرّف بالفعل، ويظهر هذا الدافع في الحالات التي تكون فيها المسؤولية غير محددة بوضوح، وهو ما حدث بالفعل في حالة "جينوفيز". 

أما الدافع الثاني، فهو "قوة المعايير الاجتماعية" (The Power of Social Norms)، ويُقصد به أنّ تقييم الأفراد لأحداث معينة يتغير بوجود آخرين معهم، إذ يلاحظون في البداية ردود أفعال الآخرين ممن حولهم ثم يتصرفون بناء عليها، فإن رأى الآخرون أن ما يحدث حالياً هو أمر غير طارئ، يميل الفرد لتقييمه على أنه كذلك بالفعل، ومن مظاهر هذا الدافع تبادل النظرات بين الحاضرين لفهم ما يحدث؛ كما ينطوي هذا الدافع على عوامل أخرى مثل الامتناع عن تقديم المساعدة خوفاً من خرق خصوصية الآخرين، أو الخوف من الظهور بمظهر غير لائق أو مظهر الأحمق الذي يسيء التصرف.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي