التدريب المتقطع بالجهد المكثف High-Intensity Interval Training. HIIT

ما تعريف التدريب المتقطع بالجهد المكثف؟

التدريب المتقطع بالجهد المكثف (High-Intensity Interval Training. HIIT): نظام رياضي يتبعه العدّاؤون المحترفون، الذين يقضون 80% من وقت التمرين بجهد منخفض جداً، ويركضون ببطء شديد لدرجة أنهم يبدون كسالى، فيما يتابعون 20% من التمرين بجهد مكثف، والقيام بتدريبات مركزة جداً وشديدة الصعوبة تتضمن زيادة هائلة ومفاجئة في السرعة والقوة، ويتعمدون تجنب أي جهد متوسط لأن نتائجه محدودة.

يساعد هذا النظام الأشخاص على حرق الدهون والكربوهيدرات خلال فترة قصيرة من النشاط، ويمكن الاستفادة منه في تسريع عملية التمثيل الغذائي بعد التمرين، وثبُت أنه يزيد من استهلاك الطاقة في أثناء الراحة، ما يعني استمرار حرق السعرات الحرارية بمعدل مرتفع حتى بعد ممارسة الرياضة.

تطبيق التدريب المتقطع بالجهد المكثف في العمل

يمكن أن يتعلم المهنيون من نظام التدريب المتقطع بجهد مكثف لتحقيق أفضل النتائج بجهد أقل، على سبيل المثال، يعد النهج الذي يتبعه المستثمر المالي الشهير وارن بافيت “فتور يقارب الكسل”؛ إذ يقضي معظم وقته في متابعة أداء الشركات وقراءة التقارير السنوية والتحدث إلى زملائه ومعارفه، ويتّبع أسلوباً مدروساً لبناء قاعدة من المعارف الخاصة بالاستثمار قد يجعله يبدو وكأنه لا يفعل شيئاً على الإطلاق، لكنه على نحو مفاجئ يتخذ قرارات استثمار جريئة وقوية.

تتيح استراتيجية التدريب المتقطع بجهد مكثف للمستثمر بناء القناعة من دون خسارة المال بسبب المتاجرة المفرطة، وتفيد في مجالات عدة منها:

  • المبيعات: عندما تكون دورة المبيعات طويلة والربح المحتمل كبيراً، يطبّق مندوبو المبيعات المحترفون استراتيجية التدريب المتقطع بالجهد المكثف، إذ يركزون على بناء العلاقات بجهد منخفض والتفاعل المحدود مع العملاء المحتملين، ومع اقتراب الفرص الكبيرة يتحركون بسرعة هائلة.
  • البحث والتطوير: تقضي الفرق العاملة بمجال البحث والتطوير وقتاً طويلاً في إجراء التجارب غير المكلفة والتعلم ومحاولة حلّ المشكلات، وعندما يحين الوقت المناسب تنتقل إلى سباق سرعة تنفيذي تشغيلي ضخم.
  • التدريب: غيرت جائحة كوفيد-19 من أنماط العمل، ومنها تطوير المواهب في الشركات، وبالتالي يمكن الاستفادة من استراتيجية التدريب المتقطع بجهد مكثف لتدريب الموظفين وصقل مهاراتهم، من خلال تقديم ورش ذات فواصل زمنية عالية التأثير، يجري فيها محاكاة الأعمال التجارية مثل تحليل الأسواق واتخاذ قرارات التسعير والتسويق والتصنيع وسلسلة التوريد والتمويل.

يمكن للمتعلمين دمج جلستين تدريبيتين مكثفتين لمدة 4 ساعات في روتينهم اليومي مع استمرار إنتاجيتهم، فالجلسات التي كانت تستمر لثماني ساعات على مدار يومين، يمكن تكثيفها إلى 4 جلسات لمدة 4 ساعات قائمة على التدريب المتقطع بجهد مكثف، الذي يدمج المحتوى والمناقشة بالممارسة لإحداث تأثير أكبر في نتائج الأعمال.

عيوب التدريب المتقطع بجهد مكثف

تتضح نتائج التدريب المتقطع بجهد مكثف بعد فترات زمنية طويلة، ما يؤدي إلى رؤية نسبة 80% من الجهد المنخفض على أنها تكاسل، ويؤثر ذلك مثلاً في الحكم على أداء فريق المبيعات لأنه مرتبط بعدد مكالمات المبيعات الفعلية بدلاً من النتائج الطويلة الأمد.

تبدو الساعات الطويلة التي يقضيها الأفراد في العمل المنخفض الجهد سهلة إلى حدّ ما، لكنها ليست كذلك. إذ يواجه المستثمرون المهنيون صعوبة في الجلوس ومتابعة الأخبار عن تحقيق المستثمرين الآخرين أرباحاً بين ليلة وضحاها، لذا يتطلب ذلك التحلي بالصبر المدروس والانضباط الشديد والتركيز على الأداء الطويل الأمد.

اقرأ أيضاً: