البصمة الكربونية Carbon Footprint

ما هي البصمة الكربونية؟

البصمة الكربونية (Carbon Footprint): مؤشر اقتصادي بيئي يقيس معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون على مختلف المستويات مثل الأفراد أو المصانع أو المنتجات أو حتى الدول؛ ويعبّر عنه عادة بوحدة الطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة (Ton/Year). يمكّن هذا المؤشر من تسليط الضوء على أثر الأنشطة البشرية على البيئة وبالتحديد على التغير المناخي.

تتكون البصمة الكربونية من مكونيين أساسيين هما:

  • البصمة الكربونية الرئيسية (Primary Footprint)، وهي المؤشر الذي يُعنى بتحديد كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة من حرق الوقود الأحفوري، وهو يعكس مدى استهلاكنا للطاقة في مختلف الأنشطة مثل أنشطة النقل في السيارات والباخرات والطائرات، وهو مؤشر يمكّننا من تحديد الأنشطة اليومية التي تشكّل جزءاً معتبراً من كمية الانبعاثات؛
  • البصمة الكربونية الثانوية (Secondary Footprint)، وهي المؤشر الذي يُعنى بتحديد الانبعاثات غير المباشرة لغاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن دورة حياة المنتجات التي نستخدمها (من مرحلة استخراج المواد الأولية إلى مرحلة التصنيع وصولاً إلى مرحلة النقل والتوزيع النهائية)، وهو مؤشر يتعلق بشكل رئيسي بعمليات التصنيع، أي كلما زاد استهلاكنا للمنتجات المصنعة، زادت كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

قياس البصمة الكربونية

تُقاس البصمة الكربونية بعدد الأطنان من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة سنوياً، وتأخذ في الاعتبار جميع غازات الدفيئة الضارة الأخرى مثل الميثان. وهناك العديد من الأدوات الحسابية التي تحسب البصمة الكربونية لمقدمي الخدمات اللوجستية على أساس استهلاك الوقود أو الطاقة وبيانات أداء النقل، وتتضمن خيارات قياس مختلفة لكل نشاط خاص بالشركة. ويمكن تلخيص عملية قياس البصمة الكربونية في خمس خطوات:

  1. فهم سبب الحساب: تعد الدوافع لحساب البصمة الكربونية مهمة لأن ذلك يحدد كيفية وماهية العنصر المُقاس. على سبيل المثال، يختلف الأمر فيما إذا كان الهدف فقط تقديم تقرير داخلي في العمل كوسيلة للمشاركة، أم تقديم التقارير إلى إطار تشريعي لمحاسبة الكربون الإلزامية.
  2. تحديد الانبعاثات: هناك ثلاثة “نطاقات” متفق عليها للنظر في انبعاثات الكربون وقياسها؛ يقيس النطاق الأول التأثير المباشر للشركة أو الانبعاثات الناتجة عن الأصول التي تمتلكها الشركة، يتضمن ذلك أشياء مثل مركبات الشركة واستخدام الوقود في الموقع. في حين يقيس النطاق الثاني الكربون المُستهلك والذي يتضمن استخدام الكهرباء والموارد الطبيعية. أما النطاق الثالث فيقيس تأثير الموظفين والكربون الذي ينتجونه وهذا يشمل: السفر الجوي، والنفايات، والمركبات المملوكة للمقاول، والأنشطة التي يجري فيها الاستعانة بمصادر خارجية.
  3. تقليل الانبعاثات: وضع استراتيجية لتقليل الانبعاثات، والتي لها الدور في جلب فوائد كبيرة للشركة لأن القياس يمكّن الشركة من تحديد مجالات عدم الكفاءة ويؤثر في التكلفة.
  4. التحقق من البصمة الخاصة بالشركة: نظراً لوجود العديد من الأشياء المختلفة التي يمكن قياسها كجزء من البصمة الكربونية، فإن التحقق منها سيقيم ما إذا كان يجري قياس الأشياء الصحيحة أم لا ، وما إذا التُقطت المعلومات بدقة، ويساعد في تحديد كيفية الحد من الانبعاثات.
  5. الإبلاغ عن الانبعاثات: وذلك من خلال تشكيل تقرير استدامة وعرضه على أصحاب المصلحة بكل شفافية.

طرق تقليل البصمة الكربونية

يمكن للأفراد عموماً تقليل البصمة الكربونية الخاصة بهم عن طريق اختيار طرق نقل أكثر استدامة، والتقليل من استهلاك اللحوم، واستهلاك المنتجات المحلية والموسمية، وشراء الأشياء المستعملة، والملابس المصنوعة بطريقة مسؤولة (معاد تدويرها، أو تحمل ملصق بيئي)، وغيرها من الممارسات. أما على مستوى الشركات فيمكن للشركات اتخاذ العديد من الاجراءات، ومن أبرزها:

  • إعادة التدوير: إذ تحدّ هذه العملية من عدد المواد الخام اللازمة لإنشاء منتج من الصفر.
  • استخدم الموارد المعاد تدويرها: على سبيل المثال، يمكن أن يساعد استخدام المنتجات الورقية المعاد تدويرها في الحد من إزالة الغابات والحفاظ على الطبيعة.
  • استخدام الموردين المستدامين: من أبرز الشهادات التي تدل على أن المورد ملتزم بيئياً هي شهادة “الآيزو 14001” (ISO 14001).
  • التبديل إلى الاجتماعات عبر الإنترنت والأحداث عبر الإنترنت: يوفر هذا أوقات تنقل الموظفين ونفقات السفر، كما يقلل من انبعاثات السفر للشركة.
  • استخدام المواصلات العامة أو مشاركة السيارات في رحلات العمل.

اقرأ أيضاً: