نقطة الاختناق Bottleneck

ما معنى نقطة الاختناق؟

نقطة الاختناق (Bottleneck): الترجمة الحرفية من الإنجليزية هي عنق الزجاجة، وهو مصطلح مرتبط على نجو شائع بالتصنيع والخدمات اللوجستية، ويُقصد به الاختناق والتعطل الذي يحصل في سير العملية الإنتاجية عندما يفوق الطلب الطاقة الإنتاجية، أو في مجال الخدمات أو الأنظمة عندما يكون وصول طلبات الخدمة أو البيانات والمعلومات أكثر بكثير من قدرة النظام على الإدارة أو المعالجة.

يشير هذا المصطلح إلى الشكل النموذجي للزجاجة وحقيقة أن عنق الزجاجة هو أضيق نقطة فيها، وهو المكان الأكثر احتمالية لحدوث الازدحام، ما يؤدي إلى إبطاء تدفق السائل من الزجاجة.

فهم نقطة الاختناق

يمكن أن تحدث الاختناقات نتيجة لعدد من الأسباب مثل قِدم الآلات والمعدات، والإنتاجية الضعيفة للعمال، وعدم توفر المواد الأولية في الوقت المناسب، الأمر الذي يتسبب في التأخيرات، وزيادة تكاليف الإنتاج.

تكون الشركات أكثر عرضة لخطر الاختناقات عندما تبدأ عملية الإنتاج لمنتج جديد. هذا لأنه قد تكون هناك عيوب في العملية يجب على الشركة تحديدها وتصحيحها؛ ما يتطلب مزيداً من التدقيق والضبط. تهتم إدارة العمليات بالتحكم في عملية الإنتاج، وتحديد الاختناقات المحتملة قبل حدوثها، وإيجاد حلول فعالة، إذ يمكن أن تؤدي نقطة الاختناق إلى خسارة الإيرادات، وعدم رضا العملاء، وانخفاض جودة المنتجات أو الخدمات، وإجهاد أعضاء الفريق، لذا فإن تحديدها وإصلاحها أمر حيوي.

أنواع نقطة الاختناق

ثمة أنواع مختلفة من نقطة الاختناق، ومن أبرزها:

  1. نقطة الاختناق قصيرة المدى: أمر ناتج عن مشاكل مؤقتة؛ مثل أخذ موظف إجازة من العمل، وعدم وجود موظف بديل مؤهل لأداء العمل عنه، ما يراكم العمل حتى يعود الموظف.
  2. نقطة الاختناق طويلة المدى: أمر متكرر الحدوث؛ مثل تأخر عملية إعداد تقارير نهاية الشهر الخاصة بشركة ما كل شهر، لأنه يتعين على شخص معين إكمال سلسلة من المهام التي تستغرق وقتاً طويلاً أولاً.
  3. نقطة الاختناق الثابتة: حالة موجودة بطريقة بطريقة غير متسقة دون أي تغيير أو تقلبات مفاجئة، على سبيل المثال، تحدث الاختناقات في الأنظمة الثابتة ضمن آلة أو عملية لها أطول دورة زمنية ثابتة مثل قصر في الطاقة.
  4. نقطة الاختناق الديناميكية: يمكن لهذا النوع من الاختناق التنقل من مكان إلى آخر ضمن عجلة الإنتاج، وقد تكون مستقرة أو غير مستقرة، وتؤدي في الغالب إلى مشاكل تأخير.

نقطة الاختناق والقدرة الإنتاجية

يؤثر وجود نقاط اختناق في شركة أو نظام في مستوى الطاقة الإنتاجية التي يمكن أن تحققها، ونظراً لأن القدرة النظرية للإنتاج التي تفترض إمكانية أن تنتج الشركة بأقصى طاقتها في جميع الأوقات هو أمر غير واقعي، تستخدم معظم الشركات القدرة العملية لإدارة الإنتاج، والتي تفترض مثلاً حدوث عطل وحاجة إلى إصلاح الماكينة وإجازة للموظفين.

في حال وجدت الشركة أن طاقتها الإنتاجية غير كافية لتلبية أهدافها الإنتاجية، يمكنها اللجوء إلى عدة حلول؛ مثل خفض أهدافها الإنتاجية لجعلها تتماشى مع طاقتها الإنتاجية، أو العمل على إيجاد حلول تمنع الاختناقات وتزيد الإنتاج في نفس الوقت. يمكن استخدام أدوات وطرق تخطيط متطلبات السعة (Capacity Requirements Planning. CRP) لتحديد أهداف الإنتاج وتحقيقها.

مثال على نقطة الاختناق

تعد الحالة التي حصلت في شركة السيارات تسلا (Tesla) من الأمثلة الشهيرة على نقطة الاختناق، إذ عندما بدأت الشركة في إنتاج سياراتها الكهربائية بالكامل لأول مرة، كان الطلب مرتفعاً على المركبات، وكان بعض المحللين قلقين من أن الإنتاج سوف يتباطأ بسبب مشاكل في خط الإنتاج. وفي الواقع، واجهت تسلا اختناقات مستمرة في الإنتاج بسبب الحاجة إلى تصنيع حزم البطاريات المخصصة التي تزود سياراتها بالطاقة لتتمكن الشركة من توسيع تشكيلة منتجاتها، ولحل مشكلة الاختناق هذه بدأت تسلا مشروعاً مشتركاً مع شركة باناسونيك (Panasonic) وافتتحت معمل غيغافاكتوري (Gigafactory) لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون والتجميعات الفرعية للمركبات الكهربائية التابعة للشركة.

اقرأ أيضاً: