نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning Theory

ما تعريف نظرية التعلم الاجتماعي؟

نظرية التعلم الاجتماعي (Social Learning Theory): نظرية ابتكرها عالم النفس “ألبرت باندورا” في كتابه الذي يحمل نفس الاسم “نظرية التعلم الاجتماعي” عام 1976، وأعيد تسميتها بالنظرية المعرفية الاجتماعية، وتركز هذه النظرية على أهمية التفاعل الاجتماعي والمعايير الاجتماعية والسياق والظروف الاجتماعية في عملية التعلم، فالتعلم لا يتم بمعزل عن تأثيرات المحيط الاجتماعي، إذ ركز “باندورا” في هذه النظرية على ملاحظة نموذج معين ثم تقليد سلوكه، لكن يصعب حصر هذا النموذج في شخص معين.

أهمية نظرية التعلم الاجتماعي

تنبع أهمية هذه النظرية من مفهوم التعلم بالملاحظة، ويفترض هذا النموذج من التعلم أن الإنسان كائن اجتماعي يتأثر باتجاهات الآخرين ومشاعرهم وتصرفاتهم وسلوكهم، ويستطيع أن يتعلم منهم نماذج سلوكية عن طريق الملاحظة والتقليد، ويقترح باندورا ثلاث أساليب للتعلم بالملاحظة وهي: تعليم سلوكيات جديدة، والكف والتحرير، والتسهيل. تمكّن تطبيقات نظرية التعلم الاجتماعي المختلفة الأفراد من التعرف على جذور مشكلاتهم وتتبعها، وتحديد زاوية جديدة من الأنماط التي ربما لم يروها، وفي النهاية كسر العادات والسلوكيات التي تضر بهم. من الأمثلة على ذلك أنه يمكن للمهنيين زيادة الاحتفاظ بالموظفين من خلال تطبيق تقنيات نظرية التعلم الاجتماعي والتي تشمل تصحيح الأخطاء فور حدوثها قبل أن تصبح عادات روتينية، وتحفيز السلوك الإيجابي.

مراحل نظرية التعلم الاجتماعي

تعد الملاحظة مفتاح نظرية التعلم الاجتماعي، إلا أنها لا تضمن دائماً تعلم السلوك، لذلك ضمّت النظرية أربع مراحل إضافية للتعلم وهي على النحو التالي:

  1. مرحلة الانتباه: يحتاج المتعلم إلى التركيز الجيد فإذا كان مشتتاً، فمن المحتمل أن يؤثر ذلك في جودة التعلم، وينبغي أن يراقب محيطه بنشاط، وتشمل العوامل التي تؤثر في الانتباه التعقيد، والتميز، والقيمة الوظيفية.
  2. مرحلة الاحتفاظ: يجب أن يكون المراقب قادراً على تذكر التجربة لاحقاً حتى تُحدث تأثيراً دائماً، ويساعد هذا الأمر كذلك في إعادة النظر في التجربة معرفياً في ذهنه أو تمثيلها جسدياً حتى إذا تجاوزها .
  3. مرحلة إعادة الإنتاج: إذ يجب أن يمتلك المراقب القدرة على إعادة تنفيذ السلوك بعد الانتباه له والاحتفاظ به، ويتعلق مدى دقة تطبيق السلوك بعدد من العوامل تؤثر فيه مثل القدرات الجسدية المتفاوتة.
  4. مرحلة الدافعية: ينبغي وجود حافز لتحقيق الخطوات السابقة، ويلعب كل من التعزيز الإيجابي والعقاب دوراً أساسياً، ففي حال لم يرَ المراقب نتيجة إيجابية للسلوك الذي ينتبه إليه مثل مكافأة أو غيرها، فلن يكون لديه دافع لتقليده.

رواد نظرية التعلم الاجتماعي

يوجد رواد عدة لنظرية التعلم الاجتماعي ونذكر من أبرزهم:

  • اشتُقّت نظرية التعلم الاجتماعي من عمل عالم النفس الاجتماعي جابرييل تارد (Gabriel Tarde) والذي اقترح فيه أن التعلم الاجتماعي يظهر من خلال أربع مراحل رئيسية من التقليد: الاتصال الوثيق، وتقليد الرؤساء، وفهم المفاهيم، ثم الاقتداء بالسلوك.
  • كانت الفكرة الرئيسية في نظرية التعلم الاجتماعي لعالم النفس الأميركي جوليان روتر (Julian Rotter) هي أن الشخصية تمثل تفاعل الفرد مع بيئته، ولا يمكن لأحد شرح الشخصية الداخلية للفرد بمعزل عن بيئته.
  • يعد عالم النفس ألبرت باندورا (Albert Bandura) مطور لنظرية التعلم الاجتماعي حيث تقترح نظريته أن الملاحظة والنمذجة يلعبان دوراً أساسياً في كيفية وماهية تعلم الناس، وتتجاوز تصور التعلم باعتباره نتيجة تجربة مباشرة مع البيئة.
  • كما تركز نظرية العالم النفسي أوري برونفنبرينر (Urie Bronfenbrenner) في فهم التعلم الاجتماعي للأطفال ولماذا ينجح بعض الأطفال بينما لا ينجح الآخرون، وتنظر إلى نمو الطفل كنظام معقد من العلاقات يتأثر بمستويات متعددة من البيئة المحيطة، من العادات المباشرة للأسرة والمدرسة إلى القيم الثقافية والقوانين والعادات.

اقرأ أيضاً: