رأس المال الاجتماعي Social Capital

مفهوم رأس المال الاجتماعي

رأس المال الاجتماعي (Social Capital): مجموعة من المعايير المؤسسية السائدة في مجتمع ما والقادرة على صياغة وتشكيل نوعية حياة الفرد في المجتمع، ويُشير أيضاً إلى قدرة الأفراد على العمل معاً داخل شبكة من العلاقات المشتركة التي تؤدي إلى تعظيم قيمة العمل الجماعي وتحقيق الترابط الاجتماعي، والقدرة على التواصل والاندماج والثقة في الآخرين، وهو أقرب ما يكون إلى الغراء الذي يشد أطراف المجتمع و يمنعه من الانهيار. 

يعود تاريخ استخدام مصطلح رأس المال الاجتماعي لثمانينيات القرن الماضي على يد كل من عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو (Pierre Bourdieu)، والباحث الاجتماعي الأميركي جيمس كولمان (ColemanJames ).

يمكن قياس قيمته من خلال العديد من المؤشرات، منها عدد مؤسسات المجتمع المدني، وعدد اللأفراد العاملين بها، وكفاءة العلاقات داخل هذه المؤسسات من جهة، وكفاءة العلاقات بين المؤسسات من جهة أخرى، حيث أنه كلما زاد عدد مؤسسات المجتمع المدني من نقابات واتحادات وجمعيات، وعدد المنتسبين إليها، وكبُر دورها الاجتماعي في تفعيل دور الفرد في الخدمة العامة، وتعبئة الأموال للأغراض الخيرية والتنموية، كلما انعكس ذلك على تعظيم قيمة رأس المال الاجتماعي ودوره في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية.

أهمية رأس المال الاجتماعي

يسمح رأس المال الاجتماعي للاقتصادات الحديثة بالعمل بكفاءة، وتتجلى أهمية رأس المال الاجتماعي على مستويات عدة:

  • على المستوى الفردي، يعد رأس المال الاجتماعي مهماً لأنه مصدر هام للقوة والتأثير الذي يساعد الناس على المضي قدماً وتحقيق أهدافهم من خلال من يعرفونه من الأشخاص.
  • على مستوى الشركات، يعد رأس المال الاجتماعي أمراً حيوياً لكفاءتها وحتى وجودها، إذ يمكّن الأشخاص من العمل معاً ويسهل التعاون والابتكار.
  • على مستوى المجتمع، يسمح رأس المال الاجتماعي للمؤسسات المجتمعية بالوجود، ويحافظ على تماسك المجتمع، ويشجع الناس على أن يكونوا اجتماعيين إيجابيين تجاه بعضهم البعض مع مجموعة واسعة من الفوائد من الحد من الجريمة والفساد، وزيادة المساعدة وتحسين التعاون.

خصائص رأس المال الاجتماعي

يدور رأس المال الاجتماعي حول ثلاثة أبعاد؛ شبكات مترابطة من العلاقات بين الأفراد والجماعات (الروابط الاجتماعية أو المشاركة الاجتماعية)، ومستويات الثقة التي تميز هذه الروابط، والموارد أو الفوائد التي يتم اكتسابها وتحويلها بفضل الروابط الاجتماعية والمشاركة الاجتماعية.

يمتاز رأس المال الاجتماعي بأنه ذاتي التعزيز والتراكم، أي كلما زاد التعاون الناجح جرى بناء علاقات وأصول اجتماعية جديدة وثقة تسهل التعاون بين الأفراد في المستقبل، وهو مورد يزداد بازدياد استخدامه على عكس رأس المال المادي.

قد يهمك: فرصة فريدة أمام الشركات الناشئة بدولة الإمارات لإظهار الوجه الاجتماعي مع سعيها لتصبح “يونيكورن”.

أنواع رأس المال الاجتماعي

ينقسم رأس المال الاجتماعي إلى عدة أنواع نذكر منها: 

  • رأس المال الاجتماعي الرسمي: يشمل الروابط والعلاقات الاجتماعية التي تتكون في إطار هياكل اجتماعية رسمية  مثل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.
  • رأس المال الاجتماعي غير الرسمي: مجموعة من الروابط والعلاقات الاجتماعية التي تتكون في إطار المكونات الاجتماعية التقليدية غير الرسمية كالأصدقاء، ويسهم هذا النوع في تكوين نمط من الثقة لا يحفز على المشاركة في شؤون المجتمع، ولا يتجاوز حدود العلاقات الأسرية، وشبكات القرابة.
  • رأس المال الاجتماعي العابر: يتمثل في الروابط والعلاقات الاجتماعية التي تتشكل في إطار هياكل اجتماعية متنوعة، حيث لا تقوم هذه العلاقات والشبكات على الروابط التقليدية، كالدين أو العرق أو النسب، وإنما تعتمد على ارتباط أعضائها بمجموعة من الأهداف العامة. ويساهم هذا النوع في تكوين نمط من الثقة المجتمعية العامة والتي تدفع المواطنين للمشاركة في شؤون مجتمعهم.
  • رأس المال الاجتماعي الرابط: الروابط والعلاقات الاجتماعية التي تتشكل في إطار هياكل اجتماعية مغلقة، وتعتمد هذه الشبكات والأبنية الاجتماعية على الروابط التقليدية ولا تتولد لدى أعضاء هذه الشبكات رغبة في المشاركة خارج نطاق جماعتهم، وذلك لكونها نمطاً من الثقة الفردية أو الشخصية.

الفرق بين رأس المال البشري ورأس المال الاجتماعي

يتمثل الاختلاف الرئيسي بين كل من رأس المال البشري والاجتماعي في أن رأس المال البشري يشير إلى المهارات والمعرفة والخبرة وما إلى ذلك التي يمتلكها أفراد مختلفون ويُنظر إليها من حيث قيمتها أو تكلفتها بالنسبة لشركة أو بلد، بينما يشير رأس المال الاجتماعي إلى شبكات العلاقات بين الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في مجتمع معين، ما يمكّن هذا المجتمع من العمل بفعالية.

اقرأ أيضاً: