تلعيب العمل Gamification of Work

ما هو تلعيب العمل؟

تلعيب العمل (Gamification of Work): مُصطلح يُقصد به استعمال عناصر مستمدة من منطق الألعاب “التقليدية”؛ مثل المنافسة والتقييم وتسجيل النقاط، في بيئة العمل بهدف تحسين تفاعل الموظفين وتتبّع أدائهم.

يمكن استخدام التلعيب في مجالات مختلفة مثل التعليم والإعلام؛ أما في مجال الأعمال، فيمكّن للمدراء من التفاعل العميق مع الأفكار من خلال استخدام ميزة التفاعلية، إذ تفرض عليهم تحليل البيئة، وإطلاق الأحكام، وتنفيذ القرارات، والتأمّل في العواقب والتبعات.

بما أنّ الألعاب تحفّز حاستيْ السمع والبصر، فإنها توفر تجربة ذات طبيعة أكثر انغماساً ممّا توفّره النصوص المكتوبة أو الكلمات المنطوقة. يُضاف إلى ذلك أنّ الألعاب سوف تعزّز هذا التفوّق على الكتب أو الندوات عندما يصبح الواقع الافتراضي جاهزاً بالكامل للهيمنة على الأسواق؛ كما أنّ اللعب مع الآخرين، أو ضدّهم، يساعد الإنسان في التدرّب على مجموعة من المهارات النظرية المرتبطة بالألعاب؛ مثل اختياره لتصرّفاته بحكمة بناء على ردود الأفعال المتوقعة من المنافسين على أفق زمني متعدّد الفترات. أضف إلى ذلك حقيقة أن الألعاب التي تقوم على مشاركة عدّة لاعبين في الوقت ذاته تتضمّن ميزات عديدة مثل التعاون أو التنافس، وهي تستند إلى الثقافة الغنية للكثير من الألعاب التي مارسها البشر عبر القرون، مثل الشطرنج وألعاب الرقع الأخرى المشابهة.

مثال عن تلعيب العمل

أنشأت شركة كبيرة تعمل في قطاع توفير خدمات الكهرباء عدداً من الفرق المختلفة لتؤدّي أدواراً تمثيلية، بحيث أنّ البعض من هذه الفرق مثّل دور المنافسين، في حين مثّل البعض الآخر منها دور الجهات الحكومية الناظمة لقطاع الكهرباء، وقد تمثّل واجب كل فريق في أداء مهمّة مزدوجة ألا وهي تحديد الأسعار والاستثمارات وأنشطة الاستحواذ والاندماج وأولويات التكامل وتجريب نماذج تجارية جديدة، وفي الوقت ذاته كان يتعيّن على الفريق توقّع الإجراءات التي سيتّخذها المنافسون والجهات الحكومية الناظمة والتجاوب مع هذه الإجراءات، وقد شملت المشاركة في هذه اللعبة التعاون بطريقة تفاعلية بين اللاعبين من أجل الاتفاق على الجهود الخاصّة بأنشطة الاستحواذ والاندماج أو تكوين شركات مشتركة جديدة. كما أدخلت إلى اللعبة صدماتٌ خارجية (مثل التكنولوجيات الجديدة والأحداث الاقتصادية والسياسية) لتمرين اللاعبين، بحيث يحافظون على مرونتهم في العمل. ولم يساعد هذا العنصرُ التفاعلي الشركة في تحديد الاستجابات الاستراتيجية للحالات الطارئة المحتملة فحسب، وإنما أيضاً في تقمّص دور المنافس أو الجهة الحكومية الناظمة والنظر إلى العالم من منظارهم.

اقرأ أيضاً: