شارك
الرئيسيةما المقصود بالمال الأسود؟
المال الأسود (Black Money): مصطلح يشير إلى أي دخل يحقَّق عبر ممارسة أنشطة غير قانونية. على سبيل المثال؛ إذا أجر أحد الأشخاص منزلاً له مقابل 400 دولار، وفي العقد المحفوظ بالسجلات الحكومية سجل قيمة الإيجار 200 دولار، فإنه يكون حقق دخلاً غير قانوني بقيمة 200 دولار.
سمات المال الأسود
يتسم المال الأسود بما يلي:
- لا يخضع للضرائب.
- يتم إخفاؤه أو إنفاقه ضمن ما يسمَّى بالسوق السوداء؛ وهي السوق التي يتم فيه تبادل السلع والخدمات ما بين البائع والمشتري من دون معرفة السلطات وتسجيل أي قيود أو دفع أي ضرائب.
- قد يعمدون على إضفاء شرعية قانونية لهذا النوع من الأموال عبر غسيل الأموال وتحويلها إلى أموال نظيفة؛ أي استخدامها في استثمارات مشروعة وقانونية.
مصادر المال الأسود
تتعدد الأنشطة التي تحقق مالاً أسوداً؛ ومنها شراء أو بيع:
- الأسلحة.
- المخدرات.
- الأنواع النادرة من الحيوانات.
- الأعضاء البشرية المستخدَمة في عمليات زراعة الأعضاء.
- الاتجار بالبشر.
- المضاربة على التذاكر؛ وهي عملية شراء التذاكر بطريقة آلية باستخدام الروبوتات لإعادة بيعها لاحقاً بسعر أعلى.
- النسخ غير المصرح بها للبرامج وتسجيلات الصوت والفيديو.
الآثار السلبية للمال الأسود
يترك المال الأسود العديد من الآثار السلبية في اقتصاد البلاد التي يكون فيها؛ وتتمثل تلك الآثار في التالي:
- يعرقل النمو الاقتصادي.
- تتكبد الحكومة خسارة مالية تتمثل في انخفاض إيراداتها.
- يضر بالنظام المصرفي؛ ما يؤثر في قدرة الجهات المعنية على تقديم القروض لرجال الأعمال أصحاب الأنشطة الشرعية.
- ينعكس سلباً على السياسات المالية للبلاد وخططها لأنه مال لا يمكن تضمينه ضمن الناتج القومي الإجمالي للبلد أو الناتج المحلي الإجمالي.
إيجابيات المال الأسود
على الرغم من سلبيات المال الأسود إلا أنه قد يكون ذا أثر إيجابي في بعض المجتمعات؛ ومنها:
- قد يساعد بعض المجتمعات على تحقيق الفوائد من خلال المتاجرة بالمنتجات المحظورة في الاقتصادات القمعية التي تفرض قيوداً صارماً وغير عادلة تحظر تداول بعض المنتجات.
- يفيد أفراد المجتمع أيضاً حين يفرض النظام الاقتصادي لديهم ضرائب عالية وغير عادلة على المنتجات.
- يساعد الأفراد على تجنُّب الفقر، ففي حالات مثل الامتثال المفرط للعقوبات الاقتصادية التي تُفرض على دولة ما، يزداد فقر المواطنين وبالتالي يلجؤون إلى الأنشطة حتى لو كانت غير قانونية من أجل كسب المال.
نشأة السوق السوداء وتاريخ ظهورها
بدأت الأسواق السوداء وجودها في زمن الحرب، بعد فترة الحرب العالمية الثانية، عندما بدأ تقنين السلع والخدمات، فأصبحت السفن الألمانية مثلاً تحدد كميات الأطعمة والمواد الغذائية المنقولة عبر المحيط الأطلسي، وعملت الحكومة على تحديد الحصص لضمان حصول الجميع على الغذاء، وكذلك خضعت منتجات مثل البنزين والمطاط والمعادن لهذه القيود.
ونتيجة هذا التدخل والتقنين الحكومي في عمل السوق؛ ظهرت فجوة ما بين الطلب المرتفع والعرض المحدود سُدّت من خلال السوق السوداء؛ إلا أن البيع والشراء السري يعود تاريخه إلى فترة العبودية بعد أن حُظرت المزايدات العلنية لشراء العبيد، فاضطر المشترون والبائعون للّجوء إلى لقاءات سرية لإتمام الصفقات.
اقرأ أيضاً: