الفلسفة الوضعية Positivism

2 دقائق

ما هي الفلسفة الوضعية؟

الفلسفة الوضعية (Positivism): تسمى باللغة العربية أيضاً الفلسفة الواقعية، وهي نظرية فلسفية تجريبية تحاول شرح كيفية عمل العالم بالاعتماد على التجربة واستبعاد التكهنات أو الميتافيزيقية. تكرر ذكر أفكار عن الوضعية في التاريخ الغربي إلا أن الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت (Auguste Comte) أوضح الوضعية الحديثة لأول مرة في في أوائل القرن التاسع عشر، ولاحقاً بعد كونت نشأت المدارس الوضعية في المنطق وعلم النفس والاقتصاد والتاريخ ومجالات الفكر الأخرى.

وبالنسبة إلى الفترة التي سبقت وجود الفيلسوف كونت، كان للسفسطائي بروتاغوراس (Protagoras) الذي كان يعيش في القرن الخامس قبل الميلاد علاقة بالفلسفة الوضعية لكنها بعيدة نوعاً ما؛ كما كان للمفكر والفيلسوف الألماني ويليام أوف أوكهام (William of Ockham) في العصور الوسطى صلات واضحة بالوضعية الحديثة.

مقالات قد تهمك:

وبشكل عام تعتمد الفلسفة الوضعية على الأدلة المتاحة كمعيار لرفض البيانات الموضوعية أو قبولها واختبارها أو تعديلها. وكإيديولوجيا وحركة فلسفية، تشكلت سمات الوضعية في عمل كونت ثم تطورت من خلال عدة مراحل معروفة بأسماء مختلفة؛ مثل التجريبية، والوضعية المنطقية، والتجريبية المنطقية، حتى اندمجت بالفلسفة التحليلية في منتصف القرن العشرين.

مراحل تطور المجتمع

ذكر كونت الوضعية خلال في رؤيته عن مراحل تطور المجتمع، ووفقاً له فإن المجتمع مر بثلاث مراحل هي:

  • اللاهوتية: في هذه المرحلة كان المجتمع يقبل القيود والقواعد التي تضعها المؤسسات الدينية دون مناقشتها، وذلك بسبب الإيمان الصادق بكل الأشياء فيما يتعلق بالله بما فيها المؤسسات الدينية التي ترسي قواعد الله على الأرض.
  • الميتافيزيقية: صعد في هذه الفترة احترام الحقوق الإنسانية ونهضت الديمقراطيات والدكتاتوريين.
  • الإيجابية: تتميز هذه المرحلة بأن الجماهير هي من تحكم، ولا توجد أي سلطة أعلى من سلطتها.

تطبَّق الوضعية في العديد من المجالات، ففي الدراسات التاريخية ترى الوضعية أن المؤرخين والباحثين يجب أن لا يؤوّلوا الأحداث التاريخية ويكتفوا بذكرها فتكون هي الشاهد؛ ولكن مع العمل على نقد المصادر وتحديد المصادر الموثوقة من غير الموثوقة. ويعود أصل المدرسة الوضعية في علم التاريخ إلى المؤرخ الألماني من القرن التاسع عشر ليوبولد فون رانك (Leopold von Ranke).

كما طُبّقت الوضعية في علم الاقتصاد؛ إذ يوجد الاقتصاد الوضعي أو الاقتصاد الإيجابي الذي يُعنى بالبحث الموضوعي في المظاهر الاقتصادية وإمكانية تجريبها وإثباتها نظرياً على أقل تقدير دون إخضاعها للأحكام؛ ما يساعد واضعي السياسات على اتخاذ التدابير التي تتسق مع الحالة الاقتصادية الراهنة، ذلك أنه يركز على واقع موضوع البحث بخلاف الاقتصاد المعياري الذي يركز على ما ينبغي لموضوع البحث أن يكون.

انتقاد الفلسفة الوضعية

ترى الوضعية أن كل العمليات قابلة للتبسيط إلى أحداث فيزيولوجية أو فيزيائية أو كيميائية إلا أن هذا بالضبط ما عرضها للانتقاد، وانتُقد الوضعيون لرفضهم أي تكهنات متعلقة بالواقع والتي تتجاوز بشكل جذري أي دليل محتمل يمكن أن يدعم الإدعاءات أو يدحضها.

اقرأ أيضاً: