العطف Sympathy

ما معنى العطف؟

العطف (Sympathy): خصلة مهمة للتمتع بالذكاء العاطفي، وتعني القدرة على إدراك مشاعر الآخرين سواء فرحهم أو حزنهم أو معاناتهم، وقد يكون مرافقاً لاتخاذ الإجراءات التي تظهر الاهتمام بمشاعر الآخرين.

فوائد العطف

في عالم الأعمال؛ يعد العطف أحد أهم العوامل التي تساعد في تحفيز الموظفين، فالبشر مخلوقات اجتماعية بشكل كبير، إلا أن ما يظنه الكثير هو أن التعاملات في مكان العمل لا تعدو أنها تبادل معاملات في غالب الأحيان، وهذا ليس صحيحاً، فوفقاً لدراسة بريطانية، فإنّ الرفقة والتقدير أهم حتى من الرواتب العالية فيما يتعلق بتعزيز شعور الموظفين بالولاء. 

وتؤكد بحوث أخرى أن العلاقات الإيجابية والودية من أهم المؤشرات على الراحة النفسية، لذا يجب على القادة مراعاة الثقافة التي يغرسونها والمشاعر التي يعربون عنها في العمل. وجدت جين دوتون وزملاؤها في جامعة، ميشيغان أن أساسيات غرس ثقافة إبداء العطف تنطوي على المراعاة والاحترام، ما يزيد من النتائج الإبداعية على مستوى كل من الفرد والفريق؛ كما أنّ اللطف الذي يبديه القادة مهم أيضاً، فقد أظهرت بحوث أجراها دين تيوسفولد في جامعة لينجنان (Lingnan University) أن هذا اللطف قد يجعل المرؤوسين أكثر تحفيزاً وإنتاجية، كما تُؤكد آمي كادي من كلية هارفارد للأعمال (HBS) أنه يجعل المدراء أكثر فعالية بكثير. 

مقالات قد تهمك:

ورغم أن التعبير عن الغضب قد يكون له بعض الفوائد؛ على سبيل المثال، أوضح دان فان نيبينبرج أن بعض الموظفين يستجيبون له على نحو إيجابي، كما أظهر بحث أجرته لارا تيدينز من جامعة ستانفورد أنه يمكن لإبداء الغضب في بعض الحالات أن يجعلك تبدو أكثر قوة أو كفاءة، وخلُص بعض الدراسات بوجه عام إلى أن المشاعر السلبية عامة تتسبب في أن يُنظر إلى المدراء على أنهم أقل تأثيراً. 

فالقادة العطوفون يقومون بأشياء بسيطة لإبداء اهتمامهم بموظفيهم لأنهم بشر، وليس مجرد موظفين، على سبيل المثال؛ سؤال شخص ما عن حاله شخصياً ثم الاستماع إلى إجابته بجدية، يُعد ببساطة بمثابة أول خطوة إيجابية. ويمكن أيضاً إضفاء الطابع المؤسسي على تلك الممارسات، ففي إحدى الشركات المصنفة ضمن لائحة أفضل 100 شركة للعمل لصالحها من مجلة فورتشن، ويقع مقرها في منطقة الخليج، إذا كان الموظف مريضاً للغاية أو فقد شخصاً عزيزاً، يتم إعلام الرئيس التنفيذي فوراً كي يتمكن من التواصل مع هذا الموظف في الحال.

أنواع العطف

بصفة عامة يوجد نوعان من العطف هما:

  • العطف السلبي (Passive Sympathy): في هذا النوع يبدي الشخص الذي يكن مشاعر العطف فهماً لمشاعر الآخرين واهتماماً بها لكن دون اتخاذ أي خطوة للتعبير عن الاهتمام بها.
  • العطف النشط (Active Sympathy): في هذا النوع يترافق فهم مشاعر الآخرين والاهتمام بها باتخاذ خطوات تساعد في دعمهم والتعبير عن الاهتمام بهم وفهم مشاعرهم، على سبيل المثال إرسال باقة ورد وبطاقة تهنئة بالسلامة.

الفرق بين العطف والتعاطف

يختلف العطف عن التعاطف في عدة نقاط تتمثل في الآتي:

  • العطف هو فقط إدراك لمشاعر الآخرين، أما التعاطف فهو فهم لكل ما له صلة بمشاعر الآخرين سواء سبب هذه المشاعر وما تسببه للآخرين وغير ذلك.
  •  الشخص الذي يشعر بالتعاطف يتألم بنفس القدر الذي يتألم به الشخص الآخر، في المقابل الشخص الذي يشعر بالعطف من غير الضروري أن يشعر بمشاعر الشخص الآخر نفسها.
  • يعبّر الشخص المتعاطف عن مشاعره بطريقة الشخص الآخر نفسها، على سبيل المثال ممكن أن يبكي في حال كان الشخص الآخر يبكي، في المقابل فإن الشخص الذي يشعر بالعطف سيعبر عن حزنه بسبب مشاعر الشخص الآخر.

اقرأ أيضاً: