الدبلوماسية Diplomacy

2 دقائق

ما تعريف الدبلوماسية؟

الدبلوماسية (Diplomacy): هي فن وعلم الحفاظ على العلاقات السلمية بين الدول أو الجماعات أو الأفراد، وتشير غالباً إلى ممثلي مجموعات مختلفة يناقشون قضايا مثل الصراع أو التجارة أو البيئة أو التكنولوجيا أو الحفاظ على الأمن.

تعد الدبلوماسية الطريقة الراسخة للتأثير في قرارات حكومات ومواطني الدول الأجنبية وسلوكهم، من خلال الحوار والتفاوض وغيرها من الإجراءات التي لا ترقى إلى الحرب أو العنف.

أصل مصطلح الدبلوماسية وتاريخه

اشتُق مصطلح الدبلوماسية من الكلمة اليونانية دبلومة (Diploma) وتعني دبلو (Diplo) الشيء المطوي إلى قسمين، فيما تعني ما (Ma) الكائن، ومثلت آنذاك الوثيقة المطوية التي تمنح حاملها تصريح السفر، لاحقاً، شملت جميع الوثائق الرسمية الصادرة عن المستشارين، وخاصة تلك التي تحتوي على اتفاقيات بين الملوك، وأصبحت فيما بعد مرتبطة بالعلاقات الدولية، وفي القرن الثامن عشر باتت ترمز إلى الشخص المخول بالتفاوض نيابة عن دولة.

بدأ فن الدبلوماسية بالعصور القديمة، وتمثل بالمعاهدات بين مختلف المدن في بلاد ما بين النهرين، ما يُعرف بالعراق حالياً، وتبادل الرسائل الدبلوماسية بين القادة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، الذي شهد إنشاء السفارات لأول مرة في شمال إيطاليا.

جاءت الدبلوماسية الحديثة نتاجاً لنظام الدولة الأوروبية ما بعد عصر النهضة، وتاريخياً، كانت تعني العلاقات الرسمية بين الدول ذات السيادة، وبحلول القرن العشرين، انتشرت الممارسات الدبلوماسية الأوروبية في جميع أنحاء العالم، وتوسعت لتشمل اجتماعات القمة والمؤتمرات الدولية الأخرى، والدبلوماسية البرلمانية، والأنشطة الدولية للمؤسسات فوق الوطنية ودون الوطنية، وعمل موظفي الخدمة المدنية الدولية.

آلية عمل الدبلوماسية

تقوم الدبلوماسية على التفاوض أو المساومة، وعادة، تطلب كل مجموعة أكثر مما تتوقع الحصول عليه في المفاوضات، ثم تتنازل عن بعض مطالبها من أجل التوصل إلى اتفاق، ويمكن أن يساعد دبلوماسي خارجي على إدارة المفاوضات بين الأطراف المعنية، مثل الدبلوماسي الفنلندي في الأمم المتحدة مارتي أهتيساري (Martti Ahtisaari) الذي ساعد ناميبيا في الحصول على الاستقلال عن جنوب إفريقيا عام 1990.

قد يرفض أحد الأطراف تقديم تنازلات في أثناء المفاوضات، ما يدفع الأطراف الأخرى لفرض العقوبات الدبلوماسية مثل تقليص أو إبعاد جميع موظفي السفارة من الدولة المخالفة، أو التهديد باستخدام العقوبات الاقتصادية مثلما حصل عام 2006، عندما قررت مجموعة من الدول قطع تجارتها مع كوريا الشمالية في محاولة لمنع البلاد من اختبار الأسلحة النووية بطريقة غير قانونية.

يمكن أن يهدد الدبلوماسيون أيضاً باستخدام القوة العسكرية إذا لم يتم التوصل إلى تسوية، مثل التحالف الدولي الذي أجبر الجيش العراقي على الخروج من الكويت عام 1990.

تتخذ الاتفاقيات الدبلوماسية الناتجة عن التفاوض الناجح بين الأطراف المعنية أشكالاً متعددة، أكثرها رسمية، هي المعاهدات، التي تمثل العقد المكتوب بين الدول، مثل معاهدة فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى، وتتطلب بعض المعاهدات سنوات من المفاوضات الدبلوماسية، مثل محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية (SALT) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي التي امتدت من عام 1969 حتى عام 1979.

تعد البروتوكولات أقل الإجراءات الدبلوماسية رسمية، وتعمل على تغيير اتفاقية قائمة أو توسيعها، مثل بروتوكول كيوتو (Kyoto Protocol) التي مثلت خطوة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي.

الدبلوماسية والسياسة الخارجية

تمثل الدبلوماسية إحدى الأدوات الرئيسية للسياسة الخارجية، وتعد بديلاً لاستخدام القوة أو الوسائل المخادعة في فن الحُكم، وتعتمد على الحوار والمفاوضات الدولية التي يجريها مبعوثون معتمدون وغيرهم من القادة السياسيين.

تسعى الدبلوماسية إلى الحفاظ على السلام، وتطوير حسن النية تجاه الدولة التي تمثلها، حتى في أوقات الحرب، تسهم في الانتقال من الاحتجاج إلى التهديد، ومن الحوار إلى التفاوض، ومن الإنذار بالثأر والحرب إلى السلام والمصالحة مع الدول الأخرى، ويساعد الدبلوماسيون قادة الدول على فهم مواقف الدول الأخرى، وتطوير استراتيجيات تعيد تشكيل سلوكهم.

اقرأ أيضاً: