ما هو التواصل غير اللفظي؟
التواصل غير اللفظي (Nonverbal Cues. NVC): يُسمى أيضاً "التواصل غير الكلامي" وبالإنكليزية يسمى أيضاً (Non-Verbal Communication)، ويُقصد به التواصل البشري الذي يقوم على إيصال المعلومات أو استقبالها بغير اللغة المنطوقة، ويشتمل على الوسائل السلوكية أو التعبيرية مثل: تعبيرات الوجه، وحركات الجسد ووضعياته، ومختلف الإيماءات.
أهمية التواصل غير اللفظي
تتجلى أهمية التواصل غير اللفظي في دعم الرسالة اللفظية التي يحاول المرسل مشاركتها وتوضيحها أكثر، وفي بعض الأحيان يمكنه أن يحل محل الرسالة اللفظية إذ من الممكن أن تنقل تعبيرات الوجه رسالة أكثر وضوحاً مما يمكن للكلمات أن تنقله، بالإضافة إلى أنه يساعد في إظهار الشخص بمظهر واثق حتى لو لم يكن يشعر بالثقة من الداخل، ويساعد في تكوين انطباع أولي جيد عنه.
التواصل غير اللفظي ودرجات السلم الوظيفي
في المجال المؤسساتي، تُظهر الدراسات التي أجريت بخصوص العلاقة بين الوضعيات الجسدية والسلطة، أن تعديل الإنسان لوضعيته الجسدية وتعابير وجهه وصوته عن عمد يمكن أن يساعده في التعبير عن أفكاره والأمور التي تشغل باله بأريحية أكبر وفي كسب المزيد من النفوذ، ويصح هذا الأمر بغض النظر عن اللقب الوظيفي لذلك الإنسان أو المنصب الذي يشغله. ببساطة، إذا عدلت وضعيتك لتبدو وكأنك أعلى بدرجة أو درجتين من الناس الجالسين أمامك، فسيتصرفون معك بطريقة مختلفة، وغالباً لا يدرك هؤلاء الناس أنهم يتجاوبون معك بهذه الطريقة، ومع ذلك فإن هذا الأمر يترك أثره الكامل عليهم مهما كانت طبيعة العلاقة التراتبية التي تجمعك بهم، وسواء كان منصبك رسمياً أم غير رسمي.
أمثلة عن التواصل غير اللفظي في مكان العمل
يمكن القول أيضاً إن الإشارات السلطوية المنبعثة من الناس عن غير قصد لها تأثير مماثل أيضاً، فقد اكتشف الباحثون أن سبب امتناع الناس عن مواجهة المسؤولين والتصدّي لهم، يعود لإرسال القادة يرسلون إشارات بمقولة "أنا المدير" دون أن يدركوا ذلك. وهذه الإشارات غير المباشرة تمنع الناس الآخرين من طرح أفكار جديدة عليهم. ورغم أن العديد من القادة يرغبون في التواصل بصدق وصراحة مع موظفيهم، ويبذلون جهوداً مضاعفة لإظهار مدى انفتاحهم وتقبلهم لآراء الآخرين، إلا أن حضورهم الطاغي كمدراء يتنافى مع نواياهم الطيبة؛ لكن الأمر ليس ميؤوساً منه بالكامل، فإدراكك لإشاراتك السلطوية وإدخال تعديلات بسيطة عليها يمكن أن يجعلا الناس أكثر ارتياحاً في الاقتراب منك والتفاعل معك، مثل وضعك لذراعيك على جانبي جسمك (عوضاً عن مصالبة يديك أمام صدرك) وخفضك لصوتك وارتداؤك لملابس أقل رسمية وحتى الابتسام تجعل الناس يميلون إلى مشاركتك بأفكارهم. وهذا الأمر يصح على الإشارات السلوكية أيضاً، مثل الجلوس إلى الموائد ذاتها التي يجلس الناس إليها لتناول طعام الغداء، وعدم المبادرة لتكون أوّل من يقدّم وجهة نظره خلال الاجتماعات.
مميزات الاتصال غير اللفظي
يمتاز الاتصال اللفظي بالعديد من المزايا الهامة ومن أبرزها نذكر:
- توفير الوضوح، ويظهر ذلك على وجه الخصوص مع الأشخاص الذين لا يتحدثون نفس اللغة.
- مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في التواصل والذين يصعب عليهم التحدث أو قراءة الشفاه أو السمع في بعض الأحيان.
- تخفيف هدر الوقت، ويكون ذلك على وجه الخصوص عند محاولة نقل رسائل معقدة.
- التعبير السريع عن الرسالة، إذ يمكن للإشارات غير اللفظية توصيل بعض الرسائل على نحو أسرع من الرسائل الشفهية أو المكتوبة.
عيوب الاتصال غير اللفظي
يؤخذ على الاتصال غير اللفظي بعض الجوانب السلبية، ومن أبرزها نذكر:
- يختلف معناها باختلاف الثقافات، إذ من الممكن أن يُنظر إلى الإيماءات الإيجابية في إحدى الثقافات على أنها إيماءات سلبية في ثقافة أخرى. فمثلاً تشير علامة اليد حيث يلمس السبابة الإبهام أثناء تشكيل الحرف أو (O) في اللغة الإنجليزية إلى حسناً أو ممتاز في الثقافة الهندية. ومع ذلك، فإن هذه العلامة نفسها لها معنى ازدرائي في الثقافات الأخرى، لا سيما في أمريكا الجنوبية.
- يمكن إساءة تفسيره أو الخلط بين الإشارات غير اللفظية وبالتالي تشويه المعلومات المنقولة.
- صعب الفهم ويتطلب الكثير من التكرار، إذ يمكن للإيماءات أو تعابير الوجه ألا تكون مفهومة لكل الأشخاص.
طرق تحسين الاتصال غير اللفظي
ثمة طرق عدة يمكن من خلالها تحسين مهارة الاتصال غير اللفظي ومن أبرزها:
- الانتباه إلى رد الفعل الجسدي الذي تشعر به نتيجة لمشاعرك إذ يمكن أن يساعدك تعلم كيفية التعرف على استجاباتك الجسدية الطبيعية على تعلم كيفية التقاطها وتصحيحها قبل إيصال رسالة خاطئة للآخرين.
- التواصل مع عواطفك، وتشمل المشاعر الأساسية السعادة والحزن والخوف والغضب، إذ ينبغي لك الانتباه إلى نفسك وحركاتك حين تواجه أياً منهم، ما يساعدك على التحكم في ردودك غير اللفظية.
- ممارسة المحادثات المهمة أو الرسائل أمام المرآة حتى تتمكن من رؤية ما تقوم بتوصيله بطريقة غير لفظية، والتدرب على التعامل مع المواقف التي حدثت لك بانتظام لمراقبة ردود أفعالك.
اقرأ أيضاً: