ما هو البحث العلمي؟
البحث العلمي (Scientific Research): هو الطريق الذي يسلكه الباحث لدراسة موضوع معين باتباع خطوات ممنهجة ومنظمة بهدف الوصول إلى حقيقة علمية بشأن الموضوع المدروس.
خصائص البحث العلمي
يمتلك البحث العلمي عدداً من الخصائص الرئيسية ومن أبرزها:
- تجريبي: هذا يعني أنه يمكن التحقق منه. وبالتالي، حتى يُصنّف العمل على أنه عمل علمي، يجب أن يكون الأشخاص قادرين على التحقق من صحة أو عدم صحة العمل البحثي المذكور، ويسمى العمل البحثي بحثاً علمياً فقط عندما يتم التحقق منه ويُنظر إلى النتائج لتأكيد الأهداف والبيانات الأصلية للباحث.
- موضوعي: جميع المعارف العلمية موضوعية في مقابل كونها ذاتية، أي تكون من منظور عام بدلاً من منظور شخصي. وبالتالي، فإن العمل البحثي الذي يحمل مواقف شخصية ومشاعر وأفكار غير مختبرة لا يمكن اعتباره بحثاً علمياً.
- أخلاقي: إذ يُعترض بشدة على أي عمل بحثي يعترض المبادئ والمعتقدات الأساسية للمجتمع، وبالتالي يفقد القبول العام. على سبيل المثال، الطبيعة المقدسة للحياة هي قيمة أساسية في المجتمع، وبالتالي فإن العمل البحثي الذي يهدد هذا المبدأ الأساسي سيتم الاعتراض عليه بشدة وسيفقد نكهته العلمية.
- الاستكشاف المنهجي: يتبنى التحقيق العلمي إجراءً تسلسلياً معيناً، أو خطة منظمة، أو تصميم بحث لجمع وتحليل البيانات حول المشكلة قيد الدراسة. وتشمل هذه الخطة عموماً صياغة الفرضيات، وتجميع الحقائق، وتحليل الحقائق (مثل التصنيف، والترميز والجدولة) والتعميم والتنبؤ العلمي.
- الموثوقية: سمة أساسية لعمل بحثي مؤهل ليكون علمياً أن يكون موثوقاً به. تعني الموثوقية بهذا المعنى أنه يمكن لأي شخص آخر تكرار نتائج مماثلة باتباع الإجراءات المنهجية الموضوعة.
- الدقة: يجب أن تتمتع جميع أعمال البحث العلمي بهذه الخاصية البالغة الأهمية المتمثلة في الدقة. عادة ما يحدد العمل البحثي الأهداف في مرحلة البداية والنتائج التي تهدف إلى تحقيقها في النهاية. يجب تحقيق هذه النتيجة النهائية بنسبة 100%. تزيد الطبيعة الدقيقة للعلم من مصداقية أعمال البحث العلمي.
- القدرة على التنبؤ: يجب أن يكون عمل البحث العلمي الجيد يمكن التنبؤ به. هذا يعني ببساطة أنه في المراحل المبكرة جداً من العمل البحثي، يجب أن يكون الباحث قادراً على التنبؤ بالنتيجة، نظراً للطبيعة الدقيقة للعلوم حيث لا يسمح العلم بوجود شكوك كبيرة ومتغيرات غير معروفة.
- خاضعة للرقابة: عادة ما تُفحص جميع أعمال البحث العلمي في ظل بيئة خاضعة للرقابة. هذا يسمح لمتغيرات محددة أن تُعرف لأن معرفة هذه المتغيرات تسمح بسهولة تكرار العمل البحثي المذكور.
أهمية البحث العلمي
يكتسي البحث العلمي أهمية كبيرة إذ يساهم فيما يلي:
- توسيع الاطلاع والإحاطة بالمصادر والمراجع الخاصة بموضوع معين؛
- صقل الشخصية العلمية لدى الباحث وتنمية قدرة الاستنتاج؛
- إبراز مدى قدرة استيعاب الباحث للمعلومات وكيفية التعبير عنها بشكل منهجي؛
- التعرّف على كيفية جمع البيانات وتحليلها واستخراج المعلومات المساعدة في اتخاذ القرارات؛
- تعويد الباحث على ترتيب الأفكار وتنظيمها.
أنواع البحث العلمي
يمكن تقسيم أنواع البحث العلمي حسب تصنيفين أساسيين كالآتي:
- التصنيف على أساس الطبيعة: وينقسم إلى بحوث نظرية تهدف إلى التعمق في الحقائق والنظريات والقوانين العلمية الحديثة؛ وبحوث تطبيقية تهدف لتحصيل نتائج جديدة تساعد في معالجة مشكلات قائمة؛
- التصنيف على أساس طريقة النشر الأكاديمي: ويضم مختلف أشكال نشر نتائج البحث العلمي مثل المقالة والمذكرة والأطروحة.
ما هي حدود البحث العلمي؟
يوجد للبحث العلمي عدد من القيود ومن أبرزها:
- مقيد بمدى المعرفة الموجودة: إذ يعتمد تطوير فرضية وتصميم تجربة على المعرفة البشرية الحالية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك أن العلم عجز عن تفسير العديد من الأمراض قبل اكتساف الفيروسات.
- يقتصر تصميم التجربة على طريقة وأداة المراقبة: على سبيل المثال اعتمد اكتشاف الفيروسات على اكتشاف المجهر الإلكتروني.
- التحيز: يمكن أن تؤثر الثقة المسبقة في صحة أو خطأ الفرضية في دقة الملاحظة وتفسير النتائج.
- تفسير البيانات: نتائج البحث محدودة بقدرة الإنسان على تفسير النتائج، حيث يمكن أن تؤدي التفسيرات الخاطئة إلى استنتاجات خاطئة.
اقرأ أيضاً: