ماهي الإنتاجية السامة؟
الإنتاجية السامة (Toxic productivity): ظاهرة غير صحية تشير إلى الدافع القهري لدى الموظفين لتحقيق الإنتاجية طوال الوقت، وغالباً ما يكون ذلك على حساب علاقاتهم وصحتيهم النفسية والبدنية وجودة حياتهم عموماً.
دوافع الإنتاجية السامة
إن الإنتاجية السامة هي أحد الميول الشائعة في ثقافة العمل المعاصرة التي تحتفي في معظم الأحيان بالدافع لتحقيق الإنتاجية باستمرار، بل تنتظر من العاملين أن يتحلوا بهذا الدافع. ترسخت معايير الإنتاجية بعمق نتيجة النشأة في بيئات تربط العمل الشاق بالفضيلة، والراحة بالكسل، ويتعزز هذا الاعتقاد في ظل انتشار الثقافة التي تشجع على طلب الكمال، حيث يشعر المرء بأن تقديره الذاتي يرتبط بإنجازاته.
وتؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشعور الدائم بالمنافسة، وتخلق المزيد من المقارنات الاجتماعية مع الآخرين، ما يعزز الشعور بالاكتئاب وعدم تقدير الذات لدى الموظفين، فيبرز إدمان العمل بوصفه وسيلة للتغلب على مشاعر القلق.
ومع انتشار جائحة كوفيد-19، تغيرت عادات العمل، حيث أصبحت هناك مبالغة في عقد الاجتماعات، وإشراك الموظفين في التفاصيل، وتعزيز التعاون المفرط بينهم، فضلاً عن انتشار تصور أن زيادة ساعات العمل تؤدي بالضرورة إلى زيادة الإنتاجية. وقد سيطرت على الشركات "ثقافة الأبطال" التي تحتفي بالموظفين الذين يعملون حتى ساعات متأخرة، ويرفضون أخذ إجازاتهم، ويعملون في عطلات نهاية الأسبوع، ما يخلق شعوراً بالذنب لدى الموظف الذي يأخذ إجازته بالكامل، إذ يتخوف من أن ينظر إليه زملاؤه ومدراؤه على أنه غير جاد أو متفانٍ في العمل.
كيفية التخلص من الإنتاجية السامة
تلقى ثقافة الانهماك المستمر في العمل مقاومة من جيل زد والنساء، إذ تؤثر الإنتاجية السامة على النساء أكثر من الرجال؛ لأنهن يتحملن غالباً عبء المسؤوليات المنزلية والأسرية بعد الانتهاء من العمل الرسمي، فيما يمكن اعتباره "وردية عمل ثانية".
وهو ما يتطلب من قادة الشركات اتخاذ إجراءات واتباع ممارسات تحافظ على الموظفين وتخلق بيئة عمل منتجة وفعالة، تتلخص فيما يلي:
- التوقف عن الممارسات غير الصحية، مثل إرسال رسائل إلكترونية في وقت متأخر من الليل وعدم الحصول على الإجازات وتمجيد الإفراط في العمل.
- وضع حدود واضحة بين وقت العمل ووقت الحياة الشخصية.
- أن يوضح القائد مدى التزامه برفاهه ورفاه الفريق.
- مراجعة الاجتماعات وتقييم جدواها وتحديد تلك التي لا تحقق قيمة مضافة.
اقرأ أيضاً: