اتفاقية بريتون وودز Bretton Woods Agreement

ما هي اتفاقية بريتون وودز؟

اتفاقية بريتون وودز (Bretton Woods Agreement): هي اتفاقية بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من أجل إنشاء نظام أسعار صرف العملات الخاصة بالدول المتقدمة، إذ أصبحت بموجبها عملة الدولار الأميركي هي عملة الاحتياطي الدولي. نتج عن مؤتمر بريتون وودز إنشاء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة (الجات).

تاريخ اتفاقية بريتون وودز

وضعت الاتفاقية خلال الفترة الواقعة ما بين 1 إلى 22 يوليو/تموز عام 1944 في غابات بريتون في نيوهامبشر بالولايات المتحدة، وحضر المؤتمر 44 دولة عضو في الأمم المتحدة مَثلها 730 موفداً.

استمر العمل بالاتفاقية حتى 15 أغسطس/آب 1971 عندما أعلن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون بإيقاف تبديل الدولار إلى ذهب وهو ما عرف لاحقاً باسم “صدمة نيكسون”.

بنود اتفاقية بريتون وودز

ويعتبر نظام ثبات أسعار الصرف مرتكز الاتفاقية التي تقوم على أساس “قاعدة الصرف بالدولار الذهبي”، وبذلك تحول الدولار من عملة محلية إلى دولية. وكان على كل دولة عضو في صندوق النقد الدولي تحديد قيمة تبادل عملتها المحلية بالنسبة للذهب أو الدولار الأميركي على أساس الوزن والعيار من تاريخ 1 يوليو/تموز 1944. وحددت قيمة 1 دولار بمقدار 0.88671 غرام من الذهب الصافي.

التزمت الولايات المتحدة بتبديل الدولارات الموجودة لدى المصارف المركزية الأخرى بالذهب على أساس سعر محدد وثابت وهو كل 1 أونصة ذهب تساوي 35 دولاراً. وسمح صندوق النقد الدولي بتقلبات أسعار صرف الدول الأعضاء ضمن هامش حركة 1% صعوداً ونزولاً قبل أن يتدخل المصرف المركزي عبر عمليات السوق المفتوحة لإعادة السعر للهامش المسموح به.

سمح صندوق النقد الدولي بتغيير قيمة العملات بنسبة 10% كحد أقصى من سعر التعادل الأساسي.

أسباب انهيار نظام بريتون وودز

يرجع سبب انهيار نظام بريتون وودز إلى تراجع احتياطي الذهب في الولايات المتحدة الأميركية؛ ما قد يسبب عدم قدرة الدولة على تغطية الدولارات المتداولة. وبصفة عامة، يرجع ذلك إلى سببين رئيسين هما:

  • الإنفاق الحاصل بسبب برامج مجتمع عظيم المحلية في أميركا التي أطلقها الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون لتحقيق عدة أهداف تتمثل في القضاء على الفقر والظلم بسبب التمييز العنصري.
  • زيادة الإنفاق العسكري في أميركا نتيجة حرب فيتنام.

مقالات قد تهمك:

ما أبرز النتائج التي تحققت بفضل اتفاقية بريتون وودز؟

يُعد تحقيق الاستقرار المالي للعملات من أبرز نتائج اتفاقية بريتون وودز خلال فترة سريانها إضافة إلى إنشاء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة (الجات).

هل ما زالت الاتفاقية سارية المفعول في الوقت الحالي؟

لم تعد اتفاقية بريتون وودز سارية المفعول؛ إذ توقف العمل بها على عدة مراحل تتمثل في الآتي:

  • في عام 1971، توقف العمل بالاتفاقية مؤقتاً وحينها تُركت العملة الأميركية للسعر الذي تستحقه بالفعل في السوق.
  • في عام 1973، انهار نظام بريتون وودز نهائياً وأصبح للدول مطلق الحرية بتعويم عملاتها وتحديد قيمتها من خلال حجمها في السوق العالمية والمقارنة بعملة بلد أخرى أو بسلة عملات.

أهداف اتفاقية بريتون وودز

كان الهدف من اتفاقية بريتون وودز تحسين الوضع الاقتصادي، وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، والمحافظة على استقرار العملة بما يعزز عملية تجارة السلع والخدمات وعمليات التمويل وذلك من خلال منح البنك الدولي قروضاً ومنحاً دولية.

تأثير الحرب العالمية الثانية في الاقتصاد العالمي

خلفت الحرب العالمية الثانية الكثير من الخراب في أوروبا وآسيا خسائر بشرية ومادية ودماراً للبنى التحتية، وظهر العديد من المشكلات الاقتصادية؛ ومنها التضخم وتراكم الديون التي كان معظمها لصالح الولايات المتحدة الأميركية، وعانى العديد من الدول عجزاً تجارياً وعجزاً في ميزان المدفوعات.

وعلى الرغم من الآثار السلبية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية على اقتصاد العديد من الدول فإنها كانت فترة لتحقيق الإنجازات بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية التي استفادت من الحرب في خلق الأعمال التجارية والصناعية التي انعكست إيجاباً على وضعها الاقتصادي.

اقرأ أيضاً: