المحادثتان اللتان تجريهما عند التفاوض

2 دقائق
المحادثتان الصعبتان للتفاوض

تخيّل أنك تخوض نقاشاً محتدماً مع زميلك وترغب في أن تبدو أكثر ثقة بنفسك، إلا أنك تشعر وكأنك الظبية بامبي في فيلم "عالم بامبي". ويوجد محادثتان تحدثان في الوقت نفسه خلال ذلك التفاوض الصعب. المحادثة الأولى واضحة وضوح الشمس، ألا وهي المحادثة التي تحدث علناً والتي نركز عليها عادة، سواء كانت مع زميلنا أو عميلنا أو مديرنا أو مرؤوسنا المباشر أو صديقنا. وتحظى المحادثة الأخرى بالقدر نفسه من الأهمية، وتتمثل في المفاوضات التي نجريها داخل أنفسنا حول مدى استعدادنا وقدرتنا على تخطي منطقة الراحة. والأمر المثير للاهتمام هو أنه يمكنك تطبيق الاستراتيجيات نفسها التي تستخدمها عند إجراء محادثات صعبة مع شخص آخر على المفاوضات التي تفكر فيها مع ذاتك.

الاستراتيجية رقم 1: حدّد موقفك من النقاش

مع شخص آخر: من أكثر النصائح شيوعاً للتفاوض مع شخص آخر هو أن تنظر إلى ما وراء موقفك وموقف زميلك المعلن للعثور على اهتمامات قد تكون مشتركة بينكما تقود إلى حل متبادل المنفعة.

داخل نفسك: يمكنك تطبيق الاستراتيجية نفسها داخلك أيضاً، خاصة في المواقف التي تواجه فيها مقاومة داخلية تمنعك من تخطي منطقة راحتك. على سبيل المثال، قد يكون "موقفك" هو أنك لا ترغب في أن تكون أكثر حزماً، لكن هل يمكنك التعمق قليلاً لتسأل نفسك عن سبب عدم رغبتك في أن تكون حازماً؟ هل هو تحد عاطفي؟ هل أنت خائف من أن تكون حازماً؟ أم أنه تحد يعتمد على المهارات؟ ألا تعرف في الواقع كيف تتصرف بحزم؟ تتمثّل الخطوة الأولى في إدراك سبب عدم رغبتك في تجاوز منطقة راحتك.

الاستراتيجية رقم 2: حافظ على هدوء أعصابك

مع شخص آخر: يتمثل أحد أكبر تحديات التفاوض في الحفاظ على هدوئك. فمن غير المرجح أن تسير المفاوضات على أكمل وجه عندما تغضب أو تشعر بالإحباط وتهاجم الشخص الآخر.

محادثة مع النفس: النصيحة ذاتها مجدية أيضاً في المحادثات الذاتية مع النفس. إن لم تنظم مشاعرك داخلياً، سيصعب عليك جداً إيجاد حل يتناسب مع مصالحك في العالم الخارجي. على سبيل المثال، إن لم تشعر بالتعاطف كما يجب قد ينتهي بك الأمر بالانهيار عندما لا ينبغي أن يحصل هذا، أو قد تواجه صعوبة في إيصال رسالة سلبية قد تكون مهمة للدفاع عن مصالحك. إن خرجت مخاوفك عن السيطرة أيضاً قد يصعب عليك التمسك برأيك أو التفكير بمرونة تجاه الحلول الإبداعية التي توصلك إلى اتفاقات مربحة للطرفين. تقول بحوث علم النفس إننا عندما نكون قلقين جداً "تضيق" رؤيتنا بدلاً من أن تتسع. وهذا يصعب انتهاج استراتيجية إبداعية عند التفاوض والنظر بإيجابية تجاه فن التفاوض بحد ذاته، مع أن هذه الأمور مهمة، وفقاً للأبحاث، للتعامل مع هذه المواقف بفاعلية.

الاستراتيجية رقم 3: البحث عن حلول تحقق النفع للطرفين

مع شخص آخر: عند التفاوض مع شخص آخر، غالباً ما نبحث عن حلول "تحقق النفع للطرفين". غالباً ما ننجح في التوصل إلى اتفاق ما عند تحقق المنفعة للطرفين على حد سواء.

محادثة مع النفس: يمكن تطبيق فكرة "تحقيق النفع للطرفين" عندما تتفاوض مع نفسك أيضاً. هل هناك طريقة يمكنك من خلالها الخروج من منطقة راحتك، بأن تتصرف وفقاً لما تعتقد أنه المناسب وإن كان يشعرك ذلك بعدم الراحة، وأداء المهمة وفقاً لشروطك الخاصة (وهذا هو المفتاح)؟ بعبارة أخرى، اتبع استراتيجية تحقيق النفع للجميع حتى في مفاوضاتك مع نفسك. على سبيل المثال، قد تكون موقناً في قرارة نفسك أن عليك تطبيق القانون والتعامل بحزم، ولكنك أيضاً تشعر أنك تريد أن تبدأ بمدح الشخص أولاً أو أن تسبق ملاحظتك بأسف صادق "أنا آسف من كل قلبي ولكن...". باختصار هناك طرق كثيرة لتؤدي المهمة بطريقتك الخاصة. وبتحقيق منفعة الطرفين في حديثك مع نفسك، سيكون لديك فرصة أفضل لإيجاد أرضية مشتركة مع الشخص الآخر الذي تتعامل معه.

في النهاية، كلنا نريد أن ندافع عن معتقداتنا وأن نحصل على ما نستحقه في أي محادثة صعبة. لكن من المهم أيضاً أن ندرك أنه في أغلب الحالات هناك محادثتان صعبتان فعلياً تجريان في الوقت ذاته. ستمر حتماً بفترة صعبة لتحقيق أهدافك النهائية ما لم تدرك ذلك وتحاول إدارة المحادثتين معاً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي