القادة الناجحون هم المتعلمون الجيدون

2 دقائق
القادة الناجحون

كيف يصف القادة الناجحون أنفسهم؟ على الرغم من أن المؤسسات تُنفق أكثر من 24 مليار دولار سنوياً على تطوير القيادة، يعاني العديد من القادة، الذين يحضرون برامج قيادية من تطبيق ما تعلموه ضمن هذه البرامج. وهذا لا يعود سببه إلى سوء البرامج، بل لأن أفضل طريقة لتعلم القيادة هي التجربة.

ومع ذلك، فإن مجرد أن يكون شخص ما قائداً متمرساً لا يرفع ذلك من مستوى مهاراته. فالقادة مثل معظم الناس يمرون بتجاربهم بغفلة، لأنهم يكملون المهام بالكامل لكنهم لا يتعلمون سوى القليل جداً عن أنفسهم وتأثيرهم.

يُظهر بحثنا حول تطوير القيادة أن القادة الذين هم في وضع التعلم يطورون مهارات قيادية أقوى من أقرانهم. وقد أظهرت دورة تعلم تجريبية أقامتها سوزان أشفورد وسكوت ديرو أن القادة الذين يظهرون عقلية النمو يعملون بجد خلال كل مرحلة من المراحل الثلاث التالية لدورة التعلم التجريبي

أولاً، يصيغ القادة أهداف التعلم الصعبة على النحو التالي: "أريد أن أتعلم كيفية…". ويكون الهدف لبعض القادة أن يصبحوا أكثر إقناعاً أو قبولاً. من خلال وضع هدف معين، يستطيع القادة تحديد الفرص التي تساعد على التقدم نحو هذه الأهداف. ويتضمن هذا مشروعاً جديداً أو مهمة دولية أو تناوباً وظيفياً أو السعي للاقتراب من اللقاءات الروتينية غير المتوقعة بطريقة مختلفة تماماً.

وبعد ذلك يجدون طرقاً لتجربة استراتيجيات بديلة. على سبيل المثال، يجرّب القادة المهتمون بمهارة الإقناع لديهم الجلوس في مكان مختلف أو التحدث أولاً أو آخيراً في اجتماع مهم. كما يمكن تعزيز خلق فرص التعلم والاستفادة منها عن طريق الآراء المقدمة من قبل مدرب أو زميل وهي اختبار للفكرة.

وأخيراً، يمكن للقادة في وضع التعلم إجراء مراجعات جريئة لاحقة مصممة بهدف جمع أفكار مفيدة من نتائج تجاربهم. يُعد التفكير في الجوانب التي سارت جيداً والجوانب التي لم تكن جيدة جداً وما هو الأفضل في المستقبل مبادرة أساسية، ولكن غالباً ما تكون مبادرة مهملة للتعلم من التجربة وتمييز ما يجب التركيز على تعلمه في المرة القادمة. إن فهم هذه المبادئ مهم للمؤسسات ليس لأنها تعني أن تطوير القيادة لا يجب أن يكون أمراً مكلفاً فقط، وإنما لأنها تعني أيضاً أنه يمكن تعلم وممارسة المهارات القيادية بمنهجية.

كيف يدخل القادة الناجحون في وضع التعلم؟

يُفسر القادة النكسات بعدم تطويرهم للقدرات المطلوبة بعد، بدلاً من أنهم غير مؤهلين للمهمة الحالية. كما يمكنهم أيضاً تجنب فخ البحث المتواصل عن الأماكن والمهام التي تبرز نقاط قوتهم وكذلك الآراء التي تؤكد مواهبهم الفطرية واحترام الذات. إن سؤالهم لأنفسهم "هل أنا في وضع التعلم حالياً؟"، يمكن أن يكون تلميحاً قوياً إلى تركيزهم بصدق، أو إعادة تركيزهم، على تطورهم القيادي وأدائهم القيادي كذلك، وبالتالي، يتعلمون من تجاربهم فعلاً.

كيف يمكن للمؤسسات أن تساعد القادة على الدخول في وضع التعلم والبقاء فيه؟

يمكن لأصحاب المؤسسات أن يساعدوا القادة على زيادة تركيزهم أكثر وأن يصبحوا أفضل تدريجياً مما كانوا عليه سابقاً بدلاً من مقارنة أنفسهم بالآخرين دائماً. كذلك أن يُصبحوا قدوة في تفسير الأخطاء على أنها فرص تعلم محتملة بدلاً من أنها مؤشرات على عدم الأهلية القيادية. عند التوظيف والترقية، وقد يُعطي قادة المؤسسات الأولوية لأولئك الذين من المرجح أن يتطورا في منصب معين. وأخيراً فإنه يمكن لهؤلاء القادة إجراء تدقيق على العقلية الثابتة في مؤسساتهم مثل استخدام اختبار القياس النفسي لاختيار أكثر القادة "الموهوبين بالفطرة" وأصحاب الإمكانات العالية، واستخدام طريقة الترتيب القسري في تقييم الأداء، وأنظمة المكافأة التي تعتمد مبدأ الفائز يحظى بكل شيء وتعديلها للتركيز أكثر على التطوير بدلاً من تشخيص القدرات القيادية.

خلاصة القول، إذا ساعدنا القادة على دخول وضع التعلم، فإنه يمكن للمؤسسات أن تطور القدرات التي يحتاجها القادة الناجحون بحيث يكون بمقدورهم التوقع والاستجابة والتعلم المستمر من تيار التحديات المستجدة لتحقيق ازدهار المؤسسة.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي