10 دقائق من التيقظ الذهني في اليوم تغير استجابتك كلياً

3 دقائق
التيقظ الذهني

يشعر القادة حول العالم بأنّ الانشغال غير المسبوق الذي تتطلبه القيادة هذه الأيام يجعلهم يعتمدون على رد الفعل أكثر من الاعتماد على المبادرة. هناك حل لهذا الأسلوب المكبل والمبرمج من القيادة: الحل هو التيقظ الذهني.

بتدريبنا لآلاف القادة على تقنيات هذه الممارسة القديمة، رأينا بشكل متكرر أنّ أسلوباً يعتمد المواظبة في ممارسة التيقظ يمكنه مساعدة الناس على خلق ثانية من الفراغ العقلي بين حدث ما أو منبه واستجابتهم لها. قد لا تبدو الثانية وقتاً طويلاً، لكن يمكنها أن تحدث الفرق بين اتخاذ قرارات متسرعة تؤدي إلى الفشل والتوصل لاستنتاجات ناتجة عن تفكير عميق تؤدي إلى رفع الأداء. إنه الفرق بين التصرف مدفوعاً بالغضب والتحلي بالصبر. إنها ثانية واحدة تجعلك متقدماً على عقلك ومشاعرك وعالمك.

وجدت البحوث أنّ التدريب على التيقظ يغير عقلنا وكيفية تفاعلنا مع أنفسنا ومع الآخرين ومع عملنا. ويمكن للتيقظ تغيير نظام تشغيل العقل عند التدرب عليه وممارسته. فمن خلال تكرار التدريب على التيقظ، يُعاد توجيه نشاط العقل من الأجزاء القديمة والانعكاسية بما فيها الجهاز الحوفي إلى الجزء الأحدث والأكثر عقلانية في النظام، القشرة المخية أمام الجبهية.

بهذه الطريقة يقلل التيقظ النشاط في الأجزاء المسؤولة عن استجابات "قاتل أو اهرب" وردات الفعل غير المحسوبة بينما يزيد في الوقت نفسه النشاط في الجزء من الدماغ المسؤول عما يصطلح على تسميته الأداء التنفيذي. هذا الجزء من الدماغ، والأداء التنفيذي الذي يدعمه، هو مركز التحكم بأفكارنا وكلماتنا وأفعالنا. هو مركز الفكر المنطقي والتحكم بالاندفاعات. ببساطة، يجعلنا الاعتماد أكثر على الأداء التنفيذي قادرين على التحكم بعقولنا، وبالتالي بحياتنا.

يمكن لثانية واحدة أن تصنع الفارق بين تحقيق النتائج المرغوب فيها أو لا. ثانية واحدة هي كل ما يتطلبه الأمر لتكون أقل تفاعلية وأكثر تناغما مع اللحظة. في تلك الثانية تكمن الفرصة لتحسين طريقة تفكيرك وتوجيهك، وطريقة تفاعلك وقيادتك. إنها ميزة هائلة للقادة الذين يشغلون مناصب تتصف بضغوط عالية ووتيرة سريعة.

إليكم هنا 5 خطوات سهلة التطبيق لمساعدتك لتصبح أكثر تيقظاً:

تمرن 10 دقائق على التيقظ في اليوم

يجد معظم الأشخاص أنّ وقت الصباح أفضل وقت لممارسة التيقظ، لكن بإمكانك ممارسته في أي وقت خلال اليوم. ستجد هنا برنامجاً تدريبياً على التيقظ من 10 دقائق، ودليل إرشادات قصير، ورابطاً إلى تطبيق مجاني يمكن تحميله. جربه لأربعة أسابيع.

تجنب أن تكون قراءة البريد الإلكتروني أول ما تفعله في الصباح

تكون عقولنا عادة في قمة تركيزها وإبداعها وتوسعها في الصباح. هذا هو الوقت المناسب للتركيز والعمل الاستراتيجي وخوض حوارات مهمة. إن تصفحت بريدك عندما تستيقظ، فإنّ عقلك سوف يتشتت وسوف يبدأ بالانزلاق نحو قيادة تفاعلية. جعل قراءة البريد الإلكتروني أول ما تفعله في اليوم يفوت عليك فرصة استخدام أقصى إمكانات عقلك. جرب الانتظار لمدة 30 دقيقة، أو حتى ساعة، بعد أن تصل إلى العمل قبل تفقد بريدك.

أوقف تشغيل جميع التنبيهات

التنبيهات التي تأتيك من هاتفك أو جهازك اللوحي أو الكمبيوتر المحمول مسببات أساسية للقيادة التفاعلية. فهي تبقيك مشغولاً عقلياً وتضعك تحت الضغط، وبهذا تحفز الاستجابات التفاعلية. وتتسبب بضرر أكبر بكثير مما تضيفه من فائدة. جرب هذا: حاول أن تطفئ لأسبوع واحد جميع تنبيهات البريد الإلكتروني على جميع الأجهزة. تفقد أولاً بريدك الإلكتروني مرة كل ساعة (أو بحسب احتياجات عملك)، لكن لا تجبر نفسك على تفقد كل رسالة حال وصولها إلى صندوق بريدك.

توقف عن العمل على أكثر من مهمة معاً

هذا يبقي عقلك مليئاً ومشغولاً وتحت الضغط. ويجعلك تفاعلياً. جرب المحافظة على تركيزك على مهمة واحدة ومن ثم حاول ملاحظة متى ينجرف عقلك بعيداً عن المهمة (هي إشارة بأن عقلك يتمنى العمل على أكثر من مهمة). عندما يحدث هذا، أطفئ عقلياً جميع المهام غير الضرورية التي تدخل لفكرك مع إبقاء تركيزك على المهمة التي بين يديك.

ضعها في مفكرتك

ضع موعداً لنفسك في المفكرة كل أسبوع لتقييم جودة أداءك على أساس النصائح السابقة، أو لتكون تذكيراً لك للعودة إلى هذه المقال لتنشيط ذاكرتك. جرب التفاعل مع أحد زملائك لفعل نفس الشيء. سوف يمنحك هذا فرصة لتقييم بعضكما لبعض، وهو ما قد يكون مساعداً ومحفزاً لك.

نشجعك على محاولة تطبيق هذه النصائح. ليس التيقظ الذهني سحراً بالطبع، لكنه سيساعدك لتكون أكثر نشاطاً في اختيار استجاباتك والقيام بخيارات محسوبة.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي