شارك
الرئيسية
3 دقائق 
ملخص: مررنا جميعاً بتلك اللحظة التي تتعرض فيها الطائرة إلى مطبات هوائية. قد تستيقظ من نومك بشكل عنيف بسبب هزة مفاجئة. وفي غضون ثوانٍ قليلة، تسمع صوت الطيار عبر نظام الاتصال الداخلي. ما الذي تتوقع سماعه؟ بالتأكيد تتوقع سماع ما يطمئنك بسبب حالة القلق الناجمة عن المطبات الهوائية. فماذا عن الأخبار المخيفة وفريق العمل؟
في ظل المخاوف من "كوفيد-19" في جميع أنحاء العالم، ليس قطاع الطيران وحده الذي أصبح في وضع حرج. يسأل الكثير من قادة الشركات كيف يمكنهم التعبير عن حالة القلق وعدم التيقن داخلياً لفرقهم وخارجياً لعملائهم، سواء كان الأمر يتعلق بالمشاركة في مؤتمر قادم أو الوفاء باتفاق مُوقّع. إذ يُعد التواصل في ظل حالة عدم التيقن تحدياً أمام القادة.
كيف تطمئن فريقك؟
بالإضافة إلى العمل مع قطاع الطيران حول هذا الموضوع، عملت أنا وفريقي أيضاً مع شركات مدرجة في قائمة "فورتشن 500" حول العالم وتحتاج إلى إدارة التواصل مع جماهير متعددة على نحو متزامن حال التعرض لمخاطر عالية. فيما يلي 5 خطوات وجدنا أنها فعالة للغاية في هذه الظروف:
1. احرص على تصفية ذهنك والتنفس بعمق
قبل أن تبدأ في التواصل مع الآخرين، خذ دقيقة لتصفية ذهنك والتنفس بعمق. عندما تكون أكبر شخص في الغرفة من حيث الرتبة، فإن فريقك يتأثر ويقتدي بك فيما يتعلق بكيفية التصرف والشعور. عندما تأخذ دقيقة لتهدئة أعصابك، فإن ذلك سيضمن أن تنقل الهدوء والعقلانية إلى زملائك وعملائك. وهذا ينطبق على التواصل عبر الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني أيضاً. ولكن عندما تشعر بالقلق، فإنك تنقل هذا الشعور للآخرين. أظهرت دراسة حول "التوتر الناتج عن التعاطف" أن رؤية أشخاص آخرين يعانون من التوتر قد تجعل الرائي يشعر بمزيد من التوتر.
2. ضع نفسك مكان جمهورك
من المهم معرفة جمهورك قبل مخاطبته. وفي الأوقات التي تسودها حالة من القلق، يصبح هذا الأمر بالغ الأهمية، بغض النظر عن الوسيلة. أجرِ تحليلاً استراتيجياً دقيقاً للجمهور الذي ستتواصل معه. ما هي شواغلهم أو أسئلتهم أو اهتماماتهم؟ وما الذي يحتاجون إلى إجابة فورية عنه؟ يمكنك استخدام عبارة مثل "أعلم أن كثيرين منكم قد يظنون أن...". وكلما أسرعت في التطرق إلى ما يدور في أذهانهم، زادت قدرتك على تهدئتهم. وإذا لم تتناول الأمور ذات الأهمية الملحة بالنسبة إليهم، فقد لا يستمعون إليك حتى.
3. أجرِ البحوث اللازمة
في الأوقات المشحونة بالتوتر، يمكن أن تكون المعلومات المضللة مدمرة بوجه خاص. ابحث عن مصادر موثوقة للمعلومات، واقرأ المعلومات بالكامل قبل تلخيصها بلغة واضحة وموجزة. وشارك هذه روابط هذه المصادر مع الآخرين حتى يكون لديهم أيضاً مصدر موثوق. بصفتي عضو هيئة تدريس بجامعة "هارفارد"، أقدّر إنشاء الجامعة صفحة ويب منفصلة تضم مصادر موثوقة للاطلاع على مزيد من المعلومات، كما أنها ترسل رسائل عبر البريد الإلكتروني بشكل متكرر للإعلام بأحدث المعلومات.
4. تحدث بوضوح وثقة
يمكنك التحدث بثقة حتى لو لم تكن متأكداً مما تقوله تماماً. ويمكنك التعبير عن الشك أو عدم التيقن بثقة، بينما لا تزال تبدو وكأنك مسيطر على الموقف. يمكن أن تقول "لا تزال هناك تقارير تَردنا، ولكن ما نفهمه حتى الآن هو...". تواصل بشكل متكرر مع جمهورك، حتى إن لم تكن هناك أخبار لإعلامهم بها، كي يعرفوا أنك تتابع المشكلة بنشاط. كتبت زميلتي نانسي دوارتي، الخبيرة في التواصل، مقالة متعمقة حول هذا الموضوع منذ عدة سنوات وذكرت فيها: "سيكون الأشخاص أكثر استعداداً لقبول أفكارك قيد التطور، إذا شعروا أنها جزء من العملية".
5. أخبر الفريق بالخطوات المحددة المقبلة
في الأوقات التي يكتنفها الغموض، من المفيد تزويد فريقك ببنود عمل ملموسة. إذ إن مناقشة خطواتك القادمة أو التوصية بخطوات تالية لجمهورك يمنحهم إحساساً بالسيطرة، فسيشعرون أنهم يسهمون في تحقيق الاستقرار. استخدم عبارات مثل "هذه هي الخطوات التي سنتخذها" أو "هذا هو ما يمكنكم فعله" لتوضيح الإجراءات.
وفي نهاية الحديث عن الأخبار المخيفة وفريق العمل، يُعد التواصل خلال حالة من القلق وعدم التيقن من مهارات القيادة الأساسية، بغض النظر عما إذا كنت تضطلع بدور قيادي رسمي أم لا. في الواقع، تُعد القدرة على التواصل خلال هذه الحالة جزءاً من الأمور التي توضح للآخرين مدى استعدادك للقيادة. استخدم الخطوات المذكورة أعلاه لتتمكن أولاً من التركيز وطمأنة نفسك ثم طمأنة الآخرين.