اسمع آراء منتقديك كي ترتقي في وظيفتك

3 دقائق
فوائد الانتقاد في العمل

ماذا تعرف عن فوائد الانتقاد في العمل تحديداً؟ يكافح الأفراد عادة لمعرفة ما يحتاجون إليه كي يرتقوا إلى مستوى أعلى. واحدة من أفضل الاستراتيجيات التي بإمكان القادة الطموحين العمل عليها للارتقاء في مناصب المؤسسة إنشاء مجلس إدارة شخصي. يتكون هذا المجلس من ستة إلى ثمانية أشخاص تختارهم لمساعدتك في تطورك المهني، وهم أفراد يمكنهم مساعدتك لاكتشاف نقاط ضعفك، وتقييمك في أثناء العمل، وحتى الدفاع عنك أيضاً. يمكن لهؤلاء مساعدتك لتخطي الاضطرابات السياسية في الشركة وتقديم رؤى دورية في شكل معلومات تبني عليها أسلوب عملك وتفكيرك، أو حتى تغيّر بها آراء أعند منتقديك.

خذ مثلاً حالة ريم، وهي مديرة عامة في شركة في قطاع خدمات الإنترنت. ريم ناجحة جداً في تحقيق النتائج، ونتائج شركتها ممتازة ومتنامية. كانت ريم أحد أكثر الأشخاص معرفة بمجالها ومتحدثة على الدوام في الفعاليات حول التوجهات المستقبلية في صناعتها. لكن تمكنها من عملها لم يحُل دون معاناتها مع أسلوب ممارسة عملها. عندما سُئل الآخرون عنها، اعترفوا أنهم يعاملونها بحذر شديد. اعتبرت ريم نفسها شخصاً صريحاً لكن الآخرين رأوها متعالية ومعارضة وقليلة الصبر. ووجدوا أيضاً أنها كانت تستثمر في تقوية برنامج عمل فريقها فقط ولو على حساب أهداف الفرق الأخرى. ومع أن أفراد فريقها كانوا يستقون حماسهم للعمل من نجاحات الشركة، إلا أنهم كانوا يخافون من ريم ويتوقون للحصول على إشادة منها. قلة فقط ثمنّوا أسلوب "الجدية" الذي كانت تعمل به. ما لم تضع ريم حدّاً لمشاكل التواصل هذه، فستكون فرصها في الترقية ضئيلة.

احتاجت ريم لمجلس إدارة شخصي. ولأن أغلب من عملوا معها كان لديهم أصلاً نظرة متأصلّة عنها، فقد كانت بحاجة إلى مجموعة متنوعة من الأشخاص ممن بإمكانهم أن ينشطوا في مراقبتها وإخبارها بما يلاحظونه عن تفاعلاتها مع الآخرين. لكن هذا المجلس الذي ستبنيه ريم لا يجب أن يقتصر على داعميها، بل منتقديها أيضاً.

وكما هو الحال في أي مجلس إدارة، هناك أدوار وتخصصات مختلفة يجب شغلها حتى تكون فعاليته في أقصاها. قال ويليام ريغلي الابن: "إذا اتفق شريكان دائماً، فإن أحدهما لا حاجة له". وبالمثل، إن اتفق العديد من أعضاء مجلس الإدارة مع بعضهم البعض، فإن مجلساً من عضو واحد قد يكون كافياً. بهذا فإن المجلس المنوع يوسع مهاراتك القيادية من خلال جعلك تفهم دوافع مختلف أصناف الناس، كما أن تنوع وجهات النظر سيكشف لك عن مجموعة أوسع من الملاحظات التي يمكنك أخذها بالاعتبار.

فوائد الانتقاد في العمل

إليك هنا ثلاثة أدور مهمة وغير تقليدية عليك تضمينها في مجلس إدارتك الشخصي لضمان فوائد الانتقاد في العمل بنجاح:

المعجبون بك

يساعدك هؤلاء الأشخاص على تعلم التغيير. باستطاعتهم إعانتك في تحديد ما عليك العمل عليه بفضل آرائهم البنّاءة حول ما تكافح من أجله، وكل ذلك بعيداً عن نبرة التقييم القاسية التي لا ترغب بسماعها. هم يعطونك التقييم بود ونية حسنة لكونهم معجبين بك، ما يجعل شعورك بقلة الحيلة والهزيمة أمام المصاعب التي تواجهك يختفي فجأة. لتضيء أمامك مجموعة واضحة من الخطوات للتقدم.

لكن مطالبة معجبيك بمعلومات محددة تبقى مسؤوليتك. اطلب رأيهم حول السلوك الكامن وراء كل نظرة سلبية واجتهد في تجاوز الأمور الواضحة. على سبيل المثال: "ما الذي تراه في أفعالي ولا يمكنني رؤيته" أو "ما هي العشرة بالمائة المتبقية التي لم تخبرني عنها بعد؟" يمكن لهذا النوع من الأسئلة أن يساعدك في تحديد نواحٍ أنت غافل عنها.

الرعاة المحتملون

هؤلاء الأشخاص هم القادة الكبار الذي يناصرونك عندما يحين وقت الترقية. قد يكون من ضمنهم مديرك أو نظراء مديرك أو قادة من أقسام مختلفة أو أشخاص مؤثرون آخرون ممن يتخذون القرارات بشأنك وعن زملائك في العمل. كي تعمل بفعالية مع هؤلاء الناس، ابقَ تحت ناظريهم لتبرهن لهم على قوة فريقك. شارك معهم معلومات لا يمكنهم الوصول إليها- مثل معلومات من زيارة زبون أو أفكار من اجتماع للموظفين. كذلك اعترف بفضلهم. اذكر كيف كان لهم تأثير على نتائج الشركة. سيجعلهم هذا مسرورين بعملهم، وهي فرصة لك لإظهار نتائجك.

من المهم أن تتذكر الاحتفاظ بقائمة مُحدّثة من الرعاة المحتملين، خاصة مع تغير اللاعبين حولك. لن يكون لديك مجال للتطور إن لم يعد لديك لاعب مؤثر في مجلس إدارتك. على سبيل المثال، كان لدى ثلاثة نواب للرئيس في إحدى الشركات علاقة قوية مع شخص مهم أعلى منهم خلال العام الماضي. وعندما ترك ذلك الشخص الشركة، فقد الثلاثة داعمهم وانتهى بهم الأمر بمغادرة الشركة بعد غياب ذلك الراعي الداخلي.

منتقدوك

هذه الفئة هي الجزء الأصعب في مجلسك والأكثر تجاهلاً. لدى منتقديك نظرة متأصلة عنك وبإمكانهم منعك من التطور. هناك سببان يحتّمان عليك ضم منتقديك: لتحويل نظرتهم عنك إلى نظرة أكثر إيجابية ومنحك رأياً محدداً يمكنك العمل بمقتضاه حول ما يمكنك فعله جيداً كي تتطور.

ابحث عن معارضين مؤثرين يشيرون إلى تفاصيل محددة ويتصيدون الأخطاء. لكن بدل جعلهم يشيرون إلى نقائصك، اطلب منهم تحديد نقاط قوتك، وأظهر لهم أنك ملتزم بالعمل على تحسينها. واطلب منهم إبداء رأيهم عندما يرونك تمارس السلوك الجديد المطور. ثم حاول الحصول على المهم من تقييمهم. كما هو الأمر مع معجبيك، اطلب منهم سلوكيات محددة، على سبيل المثال، اسأل أحدهم "ما الذي رأيتني أفعله وأدى لخلق انطباع لديك أنني مهتم ببناء علاقة مع نظرائي في العمل؟".

بعد عشرة أشهر من عملها مع المجلس، مُنحت ريم ترقية، ما زاد من مسؤوليات عملها ومكافأتها. لقد آتى عملها الدؤوب ثماره. ولأن أعضاء المجلس رأوا عن قرب كيف أسهمت جهودها في التطوير، تمكنوا من الحديث بثقة عن تغييرات يمكنهم ملاحظتها، واجتهدوا في الدفاع عنها.

لتحسين نفسك كفائد ومهني، لا يمكنك الاعتماد فقط على وجهة نظرك. اطلب تقييماً من مجموعة من الأفراد الأذكياء والمؤثرين- ممن يدعمونك أو ممن لا يفعلون ذلك. سيساعدك تكوين مجموعة متنوعة من الأفراد المختارين بعناية على خلق تأثير أكبر وعلى الارتقاء، وهذا سيولد لك داعمين أكثر تحتاجهم لتحقيق النجاح.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي