كيف تطلب من زميل أن يرتدي الكمامة دون إحراجه؟

4 دقائق
ارتداء الكمامة في العمل

ملخص: ماذا ستفعل إذا اضطررت إلى إجراء محادثة محرجة ومزعجة مع أحد زملائك لمطالبته بـ "ارتداء الكمامة في العمل"؟ لا أحد ينكر أن ارتداء الكمامة في العمل أصبح أمراً مشحوناً أخلاقياً، ما يجعل هذه المحادثة صعبة للغاية. تقدم المؤلفة 3 اقتراحات حول كيفية جعل الطلب أكثر فعالية: 1) كن مستعداً. إذا كنت تعرف ما ستقوله مسبقاً، بدلاً من الاضطرار إلى التفكير فيما ستقوله في لحظتها، فستصبح هذه المهمة أسهل بكثير. 2) اطلب بطريقة لا تحرج فيها الشخص الآخر. ينبغي لك التأكيد أنك لا تعتقد أن الشخص الآخر سيئ وأنك لا ترفضه شخصياً. ويجب أن يعبر النص الذي ستجهزه في جوهره عما يلي: "أنت شخص جيد، ونحن جميعاً أشخاص جيدون. لكنني فقط أريدك أن تفعل هذا الشيء". 3) كن مباشراً. فالطلب المباشر يُعد أكثر فعالية بكثير في ضمان امتثال شخص ما له، على عكس الالتفاف حول الموضوع بطريقة غير مباشرة.

يدخل أحد العملاء إلى مكتبك وهو يضع الكمامة أسفل ذقنه.

تدخل المصعد وتلاحظ أن الشخص الذي يقف بجانبك لا يرتدي كمامة.

يتكئ زميلك في العمل على مكتبك للدردشة معك، وفي أثناء حديثه يسحب كمامة وجهه لأسفل.

نظراً إلى أن الكثير من القيود المتعلقة بـ "كوفيد - 19" في حالة تغير مستمر مع زيادة حدة المتغير "دلتا"، تواجه الشركات تحدياً يتمثل في جعل الموظفين الذين توقفوا عن ارتداء الكمامات في أماكن أخرى يرتدونها في المكتب.

قد يحضر أي موظف إلى العمل دون كمامة لعدة أسباب. ربما عاد ببساطة إلى العادات القديمة ونسي أن يرتديها، وقد لا يعرف ما هي السياسة الحالية لشركتك فيما يتعلق بارتداء الكمامة، وقد يرى أن التوصية بارتداء الكمامة ما هي إلا مجرد توصية، وقرر ألا يعمل بها، أو حتى يعترض عليها بوضوح.

بغض النظر عن السبب وراء عدم ارتداء الكمامة في العمل، قد تفضل أن يرتديها الأشخاص وهم بجوارك. أو قد تجد نفسك في موقف تحتاج فيه إلى إنفاذ سياسات أوسع نطاقاً تُلزم بارتداء الكمامة.

إذاً، ما الذي يجب أن تقوله لتشجيع شخص ما على ارتداء الكمامة في العمل أو الحفاظ على مسافة كافية بينك وبينه، بحيث يُقابل هذا الطلب بالموافقة وليس بالشعور بالإهانة أو الغضب؟ بصفتي اختصاصية في علم النفس الاجتماعي، فقد درست التأثير الاجتماعي والامتثال لأكثر من 15 عاماً. وبناءً على هذه البحوث، لدي 3 اقتراحات حول كيفية جعل طلبك أكثر فعالية.

كن مستعداً

لا أحد ينكر أن ارتداء الكمامة أصبح أمراً مشحوناً أخلاقياً. وهذا هو ما يجعل مطالبة شخص ما بالامتثال لهذا الطلب أمراً صعباً للغاية. فمن المزعج للغاية التلميح إلى قيام شخص آخر بشيء يمكن تفسيره على أنه خطأ من الناحية الأخلاقية. في الواقع، أظهرت البحوث أننا عندما نفكر في بعض المواقف من الناحية النظرية، مثل أن نصف شخصاً ما بأنه عنصري أو نتصدى للتحرش، نتخيل أننا سنتمكن من القيام بذلك ولكن من غير المرجح أن نفعل ذلك في الواقع.

من المحتمل أيضاً أن يكون هذا هو الحال عند مواجهة شخص لا يرتدي كمامة. فمن الناحية النظرية، قد نتخيل فعل ذلك بثقة بل حتى بشجاعة كبيرة. ومع ذلك، عندما نجد أنفسنا في موقف مباشر نحتاج فيه فعلياً إلى التحدث ومواجهة شخص ما بشأن سلوكه، فقد نجد الأمر أكثر إحراجاً، وبالتالي يصعب المضي قدماً في هذا الأمر حتى النهاية، أكثر مما تخيلنا.

لهذه الأسباب، فإن اقتراحي الأول هو التحضير. غالباً ما نتردد في التحدث لأننا نشعر في لحظة حدوث الموقف بالإحراج ونكافح لإيجاد الكلمات المناسبة. ولكن إذا كنت تعرف ما ستقوله مسبقاً، بدلاً من الاضطرار إلى التفكير فيما ستقوله في لحظتها، فستصبح هذه المهمة أسهل بكثير. لذلك، جهّز مسبقاً بعض النصوص التي يمكنك استخدامها في مثل هذا النوع من المواقف في المستقبل وتدرّب عليها في ذهنك عدة مرات، والأفضل أن تفعل ذلك بصوت عالٍ.

اطلب بطريقة لا تحرج فيها الشخص الآخر

السبب في أن هذه الأنواع من الطلبات محرجة للغاية هو أن مهاجمة السلوك الأخلاقي لشخص ما يمكن أن يهدد الصورة التي يحاول الكثير منا إظهارها للآخرين بأننا صالحون وفاضلون. ويمكن أن يهدد أيضاً حاجة الشخص الأساسية إلى القبول الاجتماعي إذا اعترض شخص آخر على سلوكه، خاصة على الملأ. خلاصة القول، يُفهم هذا الطلب ضمنياً هكذا "هذا الشخص لا يحبني ويعتقد أنني شخص سيئ". والشعور بالخجل والإحراج الذي يتبع ذلك هو ما يمكن أن يجعل الشخص الآخر يتصرف بشكل سيئ ويرفض الطلب.

هذا هو السبب في أن الطلب الناجح لا يحرج الشخص الآخر من خلال معالجة كل من هذه الشواغل. ينبغي لك التأكيد على أنك لا تعتقد أن الشخص الآخر سيئ وأنك لا ترفضه شخصياً. ويجب أن يعبر النص الذي ستجهزه في جوهره عما يلي: "أنت شخص جيد، ونحن جميعاً أشخاص جيدون. لكنني فقط أريدك أن تفعل هذا الشيء".

من الطرق العملية لإجراء ذلك هي الإشارة إلى أنك تطلب من الجميع ارتداء الكمامة هذه الأيام، حتى لا يشعر الشخص أن الأمر خاص به وحده. يمكنك تقديم إسناد يسمح لهم بحفظ ماء وجههم ("أعتقد أنك ربما نسيت؛ أعلم أن سياساتنا تتغير باستمرار...") أو يمكنك استخدام أسلوب "الأمر لا يتعلق بك، بل بي" للإشارة إلى أنك لا تعرف ما إذا كنت قد تعرضت لكوفيد وتريد حماية الشخص الآخر ("أطفالي يذهبون إلى حضانة، ولا أريد أن أصيبك بعدوى") أو يمكنك استخدام أسلوب التفاوض الشائع المتمثل في الإشارة إلى أن هناك طرفاً ثالثاً يقيد حريتك ("سيقتلني مديري إذا لم أتبع هذه البروتوكولات..." أو "أحاول فقط أن أكون أكثر حذراً لأن والدي من الفئات المعرضة للإصابة").

نتيجة كل من هذه الاقتراحات هي السماح باستبعاد أي حكم أخلاقي على الشخص الآخر أو لومه بسبب عدم ارتدائه الكمامة أو عدم استخدامها بشكل صحيح. فهذا يسمح بحفظ ماء وجهه بسهولة، والموافقة على طلبك، وارتداء الكمامة في العمل أو رفعها.

كن مباشراً

وهذا يوصلنا إلى خطوة الطلب الفعلي. في حين أن النص الذي ستعده يجب أن يسمح للطرف الآخر بحفظ ماء وجهه، يجب موازنته بطلب واضح ومباشر. فنظراً إلى أنه من غير المريح مواجهة شخص ما، غالباً ما يكون حلنا هو التلميح فقط إلى ما نريده أن يفعله بدلاً من طلب ما نريده بوضوح ومباشرة. إلا أن بحثي الذي أجريته مع فرانك فلين، الأستاذ في جامعة "ستانفورد"، أظهر أن الطلب المباشر يُعد أكثر فعالية بكثير في ضمان امتثال شخص ما له، على عكس الالتفاف حول الموضوع بشكل غير مباشر. إذ إنه من الأصعب بكثير على الشخص رفض طلب مباشر بارتداء كمامته من التظاهر بأنه لا يعرف أو يفهم ما تطلب منه فعله.

لذا، من الأفضل أن تُتبع النص الذي أعددته لحفظ ماء وجه الشخص الآخر، مثل "سيقتلني مديري إذا لم أتبع هذه البروتوكولات"، بطلب واضح ومباشر مثل "إذاً، هل يمكنك ارتداء كمامتك؟".

هذه الفترة الانتقالية التي تتغير فيها القواعد باستمرار وتختلف من مكان إلى آخر، مع اشتراط بعض الأماكن ارتداء الكمامة والبعض الآخر لا يشترط ذلك، ستتطلب منا ممارسة نوع جديد من إتيكيت استخدام الكمامة: توضيح التوقعات في كل موقف (هل يلزم ارتداء الكمامة في العمل أم لا)، مع عدم إحراج أي طرف.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي