ترافق النجاحَ أمور عديدة منها العلاقات الكثيرة والمزيد من طلبات المساعدة، فماذا عن إدارة شبكة العلاقات بشكل صحيح؟
لقد اتسعت دائرة علاقاتي بشكل مضاعف في اليوم الذي أعلنت فيه احتضان شبكة للمستثمرين الملائكة (المستثمر الملاك هو الذي يساهم بماله الخاص في تمويل الشركات الناشئة). ظهرت فجأة فئة جديدة من الناس الذين كانوا "ودودين" تجاهي. من الجميل أن تحس أنك مفيد لكن هناك مرحلة ما يصبح فيها كمّ العلاقات والطلبات مربكاً. كيف لك إذاً أن تبقى على تواصل مع كل هؤلاء الناس؟ وكيف يمكنك تلبية كل طلباتهم؟
اقرأ أيضاً: كيف يمكنك إقامة علاقات جديدة في ظلّ غياب فعاليات بناء العلاقات؟
إن الإحساس بالإرباك يمكن أن يسبب لنا الشلل -مثل أرنب علِق أمام أضواء سيارة قادمة- إننا نتسمر في أماكننا ولا نعرف الطريق الذي يجب أن نسلكه. أو قد نحاول إرضاء الجميع بقبول كل الطلبات -مثل أرنب آخر يتنقل عشوائياً في أرجاء حديقة. إن محاولة القيام بكل شيء، ترهقنا. وكيفما تصرفنا فإننا لن نصل أبداً إلى هدفنا.
كيفك يمكن إدارة شبكة العلاقات بشكل صحيح؟
هناك بديل عن الإحساس بالشلل أو إرضاء الجميع: راجع علاقات بيئة عملك المتكاملة وأعد ترتيب أولوياتها لتتمكن من توزيع مواردك وفقاً لها.
اقرأ أيضاً: كيف يجد الآباء العاملون الوقت للعلاقات العامة؟
خصص بعض الوقت من جدول مواعيدك لكتابة قائمة أو رسم خريطة ذهنية عن كل الأشخاص الذين تقضي معهم وقتاً وكل الأشخاص الذين كنت تتمنى لقاءهم أو محادثتهم لمرات عديدة. وقد يكون من المفيد نفض الغبار عن مفكرتك وشبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بك وعن الأرقام المسجلة في هاتفك.
وبمجرد أن تكتمل الصورة عن علاقات بيئة عملك أُحسب العدد الإجمالي لأسماء معارفك وطبق عليه قاعدة "باريتو 80/20" (Pareto): فكر في أهم علاقاتك وسلط الضوء على أفضل 20% فيها. على سبيل المثال إذا دونت 150 اسماً، فإن 20% تمثل 30 اسماً. هذه الأسماء الثلاثون هي التي أوصيك أن تخصص لها 80% من وقتك وطاقتك ومواردك. حدد مسبقاً مواعيد لقاءات على الغداء وأخرى في شكل نزهة أو في المقاهي أو على شكل مقابلات مباشرة وجهاً لوجه. يمكنك أن تكون مبدعاً وترافقهم في طريق العمل أو تمارس معهم هواية أو تشاركهم اهتماماً مشتركاً، أو تشكل مجموعة صغيرة من الزملاء الذين يمكنهم تشجيع بعضهم البعض ثم اشرع في تكوين مجموعة تفكير.
أنظر الآن كيف يمكنك أن تستثمر الـ 80% المتبقية من علاقاتك في بيئة عملك المتكاملة (نظامك الإيكولوجي). وغالباً ما يمثل ذلك التحدي الأصعب لأن وقتك وطاقتك وتخصيص مواردك يكون محدوداً.
إن نهج "التعارف" قد يقتضي "التخلي"عن 80% المتبقية من الناس أو "الانتقاء" من بينهم، والتركيز على أولئك الذين يمكن أن يكونوا أكثر إفادة لك. وبينما لا يمكنك أن تبني علاقة عميقة مع كل من تعرفهم، فإن بناء العلاقات الأصيلة يعني معاملة الكل بشكل جيد. لهذا وفر 20% من وقتك وطاقتك ومواردك لهذه العلاقات الأخرى. وطور نهجاً لتحقيق هدفين هما البقاء على تواصل مع هؤلاء الأشخاص، وإيجاد طرق فعالة لمساعدتهم إذا طلبوا ذلك.
اقرأ أيضاً: كيف تنوع شبكة علاقاتك المهنية؟
البقاء على تواصل
إذا غيرت وتيرة لقاءاتك النصف شهرية إلى شهرية، والشهرية إلى مرة كل شهرين، وحصرت اللقاءات التي تعقد كل ثلاثة أشهر في لقاء كل ستة أشهر فإنك ستضاعف الوقت الذي ستوفره لمعارف الدرجة الثانية.
كما أن خلق حدث اجتماعي منتظم يمكن أن يشكل طريقة عظيمة للحفاظ على العلاقة مع هؤلاء. في هذا الإطار قد تفكر في تنظيم حدث ما مرة أو مرتين في السنة لتحقيق هذا الهدف. وبدلاً من ذلك يمكنك أن تؤسس مجموعة محادثة عبر الإنترنت للبقاء على تواصل. وتتيح لك هذه الأساليب ميزة إضافة القيمة لعلاقاتك من خلال تعريف هؤلاء الناس ببعضهم البعض.
تلبية الطلبات
لا يمكنك دائماً أن توافق على كل الطلبات التي تتلقاها، لذلك ابحث عن طرق فعالة لتلبية الطلبات. تواصل عبر الهاتف بدلاً من اللقاءات المباشرة. أحِل أصحاب الطلبات إلى أشخاص آخرين يمكنهم المساعدة، وخصوصاً إذا كانوا يستطيعون فعل ذلك أفضل منك. ويتعين أحيانا أن يكون الجواب عل الطلبات ببساطة كما يلي "لا، أنا آسف، لا أستطيع المساعدة حالياً".
ويمكنك بهذه الأساليب المتعلقة بموضوع إدارة شبكة العلاقات أن تواصل استثمار وتغذية وحماية علاقات بيئة عملك -التي تمثل المحدد الأكبر لسعادتك الشخصية الدائمة ونجاحك المهني.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن للعلامات التجارية بناء علاقات ناجحة مع المؤثرين؟