7 أسئلة تحدد إن كان عليك قبول عرض عمل أو رفضه

5 دقيقة
عرض العمل
الرسم التوضيحي: آنا مورينو

ملخص: حصلتَ على عرض العمل، وعليك الآن أن تقرر إذا كنت ستقبل به أو لا. من المستحيل التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور إذا قبلت بالعرض، لكن ثمة أسئلة عنك وعن الآخرين تعطيك أجوبتها صورة أوضح عما يمكنك توقعه. تشارك المؤلفة في هذه المقالة نصائح خبيرتين وتقدم 7 أسئلة تساعدك على اتخاذ قرار مستنير وتجنب الندم مستقبلاً: 1) ما الذي أغفل عنه؟ 2) كيف هي ثقافة الشركة؟ 3) كيف هو مديري المستقبلي وهل سأتوافق معه شخصياً ومهنياً؟ 4) ما هي إمكاناتي للنمو في هذه المؤسسة؟ 5) كيف ستكون علاقاتي مع الآخرين؟ 6) ما هي الجوانب التي يمكنني التفاوض عليها والتي ستعود عليّ بالمنفعة في هذا الدور، بخلاف الراتب؟ 7) ما هي استراتيجية إنهاء الخدمة في الشركة؟

بعد طول انتظار، حصلت على عرض العمل الذي كنت تتمناه، تهانينا.

تقول مؤلفة كتاب "المتنقلون: كيف يغير الموظفون الأذكياء مسارهم المهني ويحققون النجاح" (Switchers: How Smart Professionals Change Careers — and Seize Success)، دون غراهام: "عندما يصبح عرض العمل في متناول اليد تبدأ عملية صنع القرار". عند تقييم عرض العمل، من المهم أن تنظر في أكثر من مجرد الراتب والمزايا إذ يجب أن تقيّم ما يوفره لك الدور من تطور ونمو مهنيين وتوازن بين العمل والحياة الشخصية وأن تحدد إذا كانت أجواء الشركة وقيمها تتوافق مع مشاعرك وقيمك. تقول غراهام: "خلال المقابلة تكون الشركة هي صاحبة السلطة، لكن الأمور تتغير عندما يقدم لك المعنيون عرض عمل، إذ إنهم يرون أنك تتمتع بالإمكانات اللازمة لشغل هذا الدور، ما يمنحك موقع قوة فريداً".

قد تبدو الاستفادة من هذه القوة أمراً صعباً، لكنها تمثل فرصة يجب ألا تفوتك، وذلك وفقاً لمدربة التطوير المهني والقيادة، تشيلسي جاي، إذ تقول: "يجب أن تجري تأملاً ذاتياً حتى تعرف ما يعنيه عرض العمل لك على الصعيدين الشخصي والمهني، فهذا التزام كبير ويجب أن يكون متوافقاً مع نمط حياتك وأهدافك الشخصية والمهنية".

تقترح غراهام و جاي أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير في العرض وأن تطرح على نفسك 7 أسئلة خلال النظر في خياراتك:

1. ما الذي أغفل عنه؟

ينصب تركيزك خلال المقابلة بالكامل على الحصول على الوظيفة، وتوضح غراهام أن التركيز على جانب واحد يجعلك تضع افتراضات أو تغفل عن تفاصيل مهمة حول المنصب أو الشركة، وتضيف: "يركز الأفراد عادة على جوانب معينة من الوظيفة ومن ثم فإنهم يتجاهلون الإشارات التحذيرية". على سبيل المثال، قد تفتنك مكانة الشركة أو إمكانية الحصول على راتب أكبر لدرجة أنك تتغاضى عن التشتت الذي يبدو على مدير التعيينات، أو عن أن متطلبات الحضور الصارمة للشركة يمكن أن ترهق حياتك العائلية. وتقول غراهام لا تفترض أن الصعوبات ستنحل تلقائياً بمجرد أن تبدأ العمل فمن غير المرجح أن يغيّر رئيسك سلوكه وقد لا يكون التفاوض على جدول أعمال هجين ممكناً.

تنصحك جاي بمناقشة تفاصيل عرض العمل مع أناس موثوقين، مثل زوجتك أو أصدقائك أو مدربك المهني، واجه شكوكك وحدد النقاط التي لا تفهمها كما يجب، وراجع الجوانب التي لا تتوافق تماماً مع توقعاتك سواء في الوظيفة أو المؤسسة، وتقول: "خذ أولوياتك كلها في الاعتبار، قد يكون التنازل عن واحدة منها مقبولاً، المهم هو ألا تتنازل عنها بالكامل".

2. كيف هي ثقافة الشركة؟

قد يصعب عليك التوصل إلى صورة واقعية عن ثقافة الشركة لأنك لا تعمل فيها، لذا كن متيقظاً للإشارات الدقيقة.

وتقول غراهام إن الخطوة الأولى هي التفكر في تجربتك في المقابلة، انتبه إلى أي علامات تشير إلى اختلال التوازن بين الحياتين المهنية والشخصية، ومثال ذلك، أن تجدول الشركة المقابلات في وقت متأخر من الليل أو ترسل رسائل البريد الإلكتروني باستمرار خلال عطلة نهاية الأسبوع. ثم تواصل مع زملائك المحتملين واطرح عليهم أسئلة مفتوحة، وتفضل غراهام طرح هذا السؤال: "ما الذي فاجأك عندما توليت هذا الدور؟". يشارك الموظفون السعداء تجارب إيجابية عن فرقهم أو المزايا التي حصلوا عليها، وتقول غراهام: "أما الموظفون التعساء فيركزون على السلبيات، فجرّب أن تسألهم عن جانب سلبي واحد وستراهم يخبرونك بالعديد".

تنصح جاي بمعرفة المزيد عن عمليات إعداد الموظفين الجدد في الشركة، وتقول: "إذا عرفت أنك سترافق زملاءك وستحضر دورات تدريبية فهذا يعني أن الشركة تتبع نهجاً استباقياً ومدروساً في إعداد الموظف وتستثمر في نجاحه، بدلاً من أن تتركه وحده ليكتشف كل شيء بنفسه".

3. كيف هو مديري المستقبلي وهل سأتوافق معه شخصياً ومهنياً؟

توصي جاي بإجراء محادثة مفتوحة مع مديرك المحتمل حول أسلوب إدارته ومدى توافقه مع أسلوب عملك وتفضيلاتك،

وتقول: "يجب أن تتحدث عن هذه الأمور بثقة لأنك ستضطر إلى مناقشتها بطبيعة الحال إذا قررت قبول الوظيفة، إذا وجدت نفسك متردداً في التعبير عن نفسك واحتياجاتك فقد لا يكون العمل في هذه الشركة مناسباً لك".

تحدث إلى مديرك المحتمل حول رؤيته للنجاح في الفريق وما الذي يتوقعه من الأفراد الذين يعملون تحت إدارته، واسأله كيف يدعم موظفيه لتنمية مهاراتهم والارتقاء في الشركة.

من المفيد أيضاً أن تعرف السمات والمهارات التي يريد المدير توافرها في الموظف المثالي، وتقول جاي: "قد يقول مثلاً إنه يفضل الموظف الذي يعمل باستقلالية ويمسك بزمام الأمور، أو الموظف الذي يفهم التسلسل القيادي، الأمر الذي يكشف لك الكثير عن أسلوب المدير في الإدارة والعمل".

4. ما هي فرص النمو في هذه المؤسسة؟

من النقاط المهمة الأخرى تحديد إذا كانت هذه الوظيفة ستساعدك على التطور، وتنصحك بالتفكير أولاً في أهدافك المهنية على المدى الطويل، ويشمل ذلك ما ترى نفسك عليه بعد 5 إلى 10سنوات من الآن. ثم حدد إذا كان هذا الدور سيوفر لك ما تحتاج إليه من مهارات أو تعليم أو الإرشاد اللازم لدعم نموك المهني.

اسأل مدير التعيينات عن الأمثلة الملموسة للموظفين الذين تقدموا في حياتهم المهنية ضمن المؤسسة، واستفسر عن الميزانية المخصصة للتطوير المهني والفرص المتاحة للموظفين لحضور الدورات التدريبية أو حضور المؤتمرات أو الحصول على الشهادات، وتقول جاي: "انتبه إلى العلامات التي تشير إلى التزام الشركة بتنميتك وتطويرك".

ضع في اعتبارك أن الشركات قد تزين فرص النمو عندما تحاول جذب الموظفين، لذلك من الضروري أن تجري تحريات كافية حول الموضوع على منصة لينكد إن، تمعن في المسارات الوظيفية للموظفين الحاليين للتعرف إلى الترقيات الداخلية ومتوسط ​​مدة تولي الوظيفة ومعدلات دوران الموظفين، وتقول غراهام إنه إذا لم تتجاوز مدة بقاء معظم الموظفين في المؤسسة العامين، فيجب أن تفكر ملياً في العمل فيها.

5. كيف ستكون علاقاتي مع الآخرين؟

تقول غراهام: "مع تزايد انتشار أسلوب العمل عن بعد والعمل الهجين، أصبح من الصعب بناء علاقات مع الزملاء، وقد يكون العثور على رعاة أصعب"، ولهذا السبب من المهم أن تعرف كيف ستكون تفاعلاتك اليومية، وكذلك كيف ستبني شبكة علاقات في الشركة.

تواصل مع المرؤوسين المباشرين والأقران والزملاء المحتملين في الأقسام الأخرى، اسألهم عن أساليبهم في إنشاء العلاقات والعثور على مرشدين، واكتشف إذا كانت بيئة الشركة تدعم هذه الجهود أو لا. انتبه إلى الأفراد الذين تتفاعل معهم، هل هم أذكياء وداعمون ومتعاونون أم أنهم يبدون متحفظين وغير متعاونين ويركزون تركيزاً مفرطاً على الإنجاز الفردي؟

تقول غراهام: "تذكر أن زملاءك في العمل مسؤولون عن نجاح تجربتك أو فشلها".

6. ما هي الجوانب التي يمكنني التفاوض عليها والتي ستعود عليّ بالمنفعة في هذا الدور، بخلاف الراتب؟

قد يستصعب البعض التفاوض خشية أن يؤدي إلى الإضرار بعلاقتهم مع المدير المحتمل، لكن هذه العملية لا تعزز العلاقة فحسب، بل توضح حقائق مهمة أيضاً. لاحظ كيف يرد عليك مديرك المحتمل: هل هو عقلاني ومنفتح أم متعالٍ ويفتقر إلى المرونة؟ قد يكشف هذا عن أسلوبه في التعامل مع المواقف المستقبلية عندما تحتاج إلى الدعم.

تنصحك غراهام بالتفكير خارج الصندوق عند التفاوض على المزايا أو البَدَلات، يمكن أن تطلب مثلاً بدلاً لرسوم الهاتف الخليوي، أو مزايا لتغطية الرسوم الدراسية، أو رسوم العضوية في جمعية مهنية. اختر العنصر أو العنصرين الأنسب لك وأوضح كيف سيعودان بالنفع عليك وعلى الشركة في آن معاً، وتقول غراهام: "هناك دائماً ما يمكن التفاوض عليه".

7. ما هي استراتيجية إنهاء الخدمة في الشركة؟

قد يبدو التفكير في ترك الوظيفية قبل قبولها أمراً سلبياً للغاية، لكن غراهام تؤكد أهمية التعامل مع الأمر بطريقة عملية، وتقول: "هذه علاقة عمل، ولدى الشركة بكل تأكيد استراتيجية لإنهاء خدمتك إذا كان أداؤك ضعيفاً أو خلال الظروف الاقتصادية الصعبة".

استكشف سوق العمل المرتبطة بالقطاع الذي تعمل فيه وفكر في الخيارات المتاحة أمامك، أجرِ تقييماً للصحة المالية في الشركة ومدى استقرارها من خلال الاطلاع على المعلومات المتاحة للجمهور حول أدائها المالي وتصنيفها الائتماني ومكانتها في السوق، فهذا سيعطيك فكرة عن آفاق نجاحها على المدى الطويل.

ضع في اعتبارك أنك قد تقرر أيضاً ترك الوظيفة في وقت أقرب من المتوقع لعدد من الأسباب. تقول تشيلسي جاي: "آمل أن أمورك في الشركة ستكون على ما يرام خلال السنتين إلى 5 سنوات القادمة، لكن من الحكمة أن تكون لديك خطة بديلة".

من المستحيل التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور إذا قبلت بالعرض، لكن ثمة أسئلة عنك وعن الآخرين تعطيك أجوبتها صورة أوضح عما يمكنك توقعه. تقول غراهام إن هدفك بكل وضوح وبساطة، هو اتخاذ قرار مستنير وتجنب الندم في المستقبل، فالحياة أقصر من أن تواجه موقفاً تتحسر فيه على ما لم تعلمه مسبّقاً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي