كيف تضع أهدافك المهنية وأنت محبَط؟

3 دقائق
أهداف منطقية
shutterstock.com/patpitchaya

ملخص: لوضع أهداف منطقية بحيث تحفزنا وتحفز الآخرين في مثل هذه الأوقات الغريبة والمثبِّطة للمعنويات في كثير من الأحيان، نحتاج إلى وضع الأهداف باستخدام عقلية النمو. ولكن امتلاك عقلية النمو يُعد أكثر تعقيداً (وتأثيراً) من مجرد الاعتقاد أن التحسين أمر ممكن، كما أنه يساعدك على أن تكون أكثر تقبُّلاً لعدم اليقين وأكثر ترحيباً بفكرة وضع الأهداف البعيدة الأجل. تقدم المؤلفة في هذه المقالة استراتيجيتين لمساعدتك على ذلك، ويمكنك استخدامهما لنفسك أو مع فريقك.

 

إنه موسم وضع الأهداف الفردية والجماعية في العديد من المؤسسات. ونريد أن يكون اتخاذ قرار بشأن هدف ما ممارسة منطقية وقائمة على الأدلة، بحيث تجمع بين الدراسة المتأنية للإمكانات والموارد والعقبات مع وضع المقدار المناسب من الأهداف الجامحة. ولكن ماذا تفعل عندما تشعر أنك لا تستطيع تحديد ما هو ممكن؟ أو عندما تظهر عوائق جديدة في كل جانب وتتغير الأحوال دائماً؟ ومتى يبدو وضع أهداف جامحة فكرة سخيفة نظراً إلى ما يشعر به معظمنا من إجهاد وإحباط؟

قد يبدو أنه لا جدوى من وضع أهداف في الأوقات التي نشعر فيها بعدم اليقين والإنهاك، لكن الأمر ليس كذلك. إذ تشير البحوث إلى أنه لإشراك أنظمتنا التحفيزية وتوجيه طاقة دماغنا إلى اتخاذ الإجراءات الصحيحة (بصورة واعية)، يجب أن يكون لدينا فهم واضح لوضعنا الحالي وما نرغب في أن نكون عليه في المستقبل وإذا ما كنا نعمل على سد الفجوة بين الاثنين بالمعدل الصحيح. دون وضع أهداف، سنتخذ قرارات خاطئة ونضيع فرصاً. ولكن ما على القدر نفسه من الأهمية هو أننا لن نشعر بالفعالية، وهو ما يعتقد العديد من علماء النفس أنه أقوى مصدر للرفاهة والشعور بالرضا في الحياة.

لوضع أهداف منطقية بحيث تحفزنا وتحفز الآخرين في مثل هذه الأوقات الغريبة والمثبطة للمعنويات في كثير من الأحيان، نحتاج إلى وضع الأهداف باستخدام عقلية النمو. ولا أعني بذلك أن “تؤمن أنه يمكنك التحسن” فحسب أو أي من العبارات الشائعة الأخرى الدالة على المبالغة في التبسيط والمستخدمة في وصف عقلية النمو؛ فامتلاك عقلية النمو أمر أكثر تعقيداً (وتأثيراً) من مجرد الاعتقاد أن التحسين أمر ممكن.

عقليتك هي ما تعتقد أنه المعنى الأكبر أو الغاية الكبرى وراء العمل الذي تقوم به كل يوم. وتتمحور عقلية النمو حول الاعتقاد أن التطور وإحراز التقدم هما الغرض مما تفعله. وكما قلت من قبل، يتعلق الأمر بالتحسن بدلاً من أن تكون جيداً فحسب. ويتعلق أيضاً باتباع الاستراتيجيات والعادات المقترنة بعقلية النمو للمساعدة في إبقاء تركيزك على إمكانات النمو في كل ما تفعله.

عند وضع الأهداف بعقلية النمو، فإنك تصبح أكثر تقبلاً لعدم اليقين وأكثر ترحيباً بفكرة وضع أهداف بعيدة الأجل. فيما يلي استراتيجيتان لمساعدتك على تحقيق ذلك، ويمكنك استخدامهما لنفسك أو مع فريقك.

استخدم الكلمات المحفِّزة لعقلية النمو عند صياغة أهدافك.

عندما يرغب الباحثون في دراسة تأثيرات عقلية النمو، فإن إحدى الطرق التي نستخدمها هي وصف الهدف أو المهمة التي يوشك شخص ما على القيام بها باستخدام كلمات معينة تثير فكرة القيام بها بشكل أفضل بدلاً من فكرة القيام بها بشكل جيد، وتتضمن هذه الكلمات: التحسّن والتطور وبمرور الوقت وإحراز تقدم وأن أُصبح، وبالطبع النمو.

فهذه الكلمات تهيئ تفكيرك بشكل صريح وضمني. بعبارة أخرى، تغير هذه الكلمات معنى الهدف نفسه ليصبح متمحوراً حول التطور، وتغير عقليتك معه. لاستخدام تلك الكلمات، ابدأ بكتابة هدفك بالطريقة التي تفكر فيه بها عادة. على سبيل المثال، قد يكون هدفك هو “أن أكون متحدثاً ناجحاً” أو “زيادة المبيعات بنسبة 5%”.

ثم أعد كتابته باستخدام واحدة أو أكثر من الكلمات المحفِّزة لعقلية النمو. والآن ستتحول عبارة “أن أكون متحدثاً ناجحاً” إلى “أن أصبح متحدثاً ناجحاً”، وستتحول “زيادة المبيعات بنسبة 5%” إلى “تطوير شبكتنا من العملاء المحتملين لتحسين مبيعاتنا بنسبة 5%”.

هذه الطريقة في صياغة أهدافك لا تتعلق بخفض معاييرك أو تقبُّل الأداء الضعيف. في الواقع، تُظهر البحوث أن الأشخاص الذين يضعون أهدافهم بعقلية النمو يضعون أهدافاً جامحة أكثر تحدياً لأنفسهم، ولا يرضون بأقل من ذلك. على سبيل المثال، في دراسة أُجريت على مندوبي مبيعات المستلزمات الطبية، وجد الباحثون أن أولئك الذين تعاملوا مع عملهم بعقلية نمو أقوى وضعوا أهداف مبيعات أكثر طموحاً، وبذلوا جهداً أكبر، وشاركوا بشكل أكبر في تخطيط المناطق الجغرافية للمبيعات وحسابات العملاء، وباعوا عدداً أكبر من الوحدات في نهاية المطاف.

حدد النقاط المحورية وتتبع التقدم المحرز.

في مثل هذه الأوقات التي يسودها عدم اليقين، من المهم تتبع التقدم المحرز وتحديد نقاط محورية بشكل صريح على مخطط زمني من البداية، حتى تتمكن من مراقبة كل من معدل تقدمك والحاجة إلى إجراء تغيير في ضوء أي معلومات جديدة.

إذ من السهل أن تفقد المسار نحو تحقيق أهدافك، أو ألا تفكر فيها كثيراً إلى أن يقترب الوقت الذي توقعت أن تحققها بحلوله. وعندما يحدث ذلك، قد تفشل في التكيف عندما يكون التقدم بطيئاً، أو تتشبث بهدف كان عليك إعادة النظر فيه عندما بدأت الموارد أو توقعات العملاء بالتغير. على سبيل المثال، يمكنك وضع هدف لنفسك يتمثل في تنمية مهارة معينة أو تحقيق هدف مبيعات معين بحلول نهاية العام. فما الذي يجب أن تنجزه في الشهر الأول للنجاح في ذلك؟ وما الذي يجب أن تنجزه في غضون 6 أشهر؟ إذا كنت لا تعرف، فلن تتمكن من تصحيح المسار، وإذا لزم الأمر، فجرب استراتيجية مختلفة أو عدِّل هدفاً لإحداث التأثير الذي تريده لنفسك أو لفريقك.

باستخدام هاتين الاستراتيجيتين للتحضير للمحادثات المتعلقة بوضع أهداف منطقية والمشاركة فيها، كقائد أو كعضو في الفريق، ابدأ ببناء أساس راسخ لعقلية النمو بحيث يمكنك الحفاظ عليه بينما تسعى إلى تحقيق أهدافك في ظل عدم اليقين والنكسات والتحديات من جميع الأنواع، فهذا شيء نحتاج إليه جميعاً الآن أكثر من أي وقت مضى.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .