هل تملك فكرة عن نشاطات مسؤولي المبيعات لديك؟

5 دقائق
مراقبة مسؤولي المبيعات
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعتمد المدراء التنفيذيون للمبيعات على البيانات لمساعدتهم في مراقبة مسؤولي المبيعات وفهم النشاطات والسلوكيات التي تؤدي إلى أفضل النتائج، حتى لو كانت قوتهم العاملة في المبيعات متواضعة الحجم والتوزع. ومع ذلك، فإن كثيراً من البيانات التي تصدر، مثل تقارير إدارة علاقات العملاء (CRM) أو دراسات الوقت، ما هي إلا تقارير يُحضّرها موظفو المبيعات بأنفسهم، لذا من الطبيعي أن تكون مضللة، ومن ثم يصعب على المدراء التنفيذيين معرفة ما يجري فعلاً ضمن خطوط العمل الأمامية، أو ما إذا كانت هذه النشاطات سوف تحقق النتائج المرجوة أو تعيقها.

ولكن استخدام البرنامج الجديد الذي يعتبر أداة لتحليل الانشغال الرقمي من أجل تقييم العمل، وتعريف البيانات في البريد الإلكتروني، يوفر وسيلة عملية للحصول على لمحة دقيقة عن كيفية قضاء مديري ومندوبي المبيعات أوقاتهم في الصفوف الأمامية، ومع من يتفاعلون داخلياً أو خارجياً، وما تأثير تفاعلهم على أداء المبيعات؟

وبالنظر في أين وكيف يقضي الأشخاص وقتهم بالضبط، وبعيداً عن الاعتماد على التذكر أو القصص أو الافتراضات، يستطيع التنفيذيون اتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع الإنتاجية. كما أن هذه الرؤية عند مزجها مع المصادر التقليدية مثل بيانات تحقيق نصاب المبيعات، والخطط الإقليمية، وخطط الحسابات، والملاحظات النوعية من الجولات التفقدية وجلسات التدريب، تسمح للتنفيذيين أن يحددوا بثقة النشاطات والسلوكيات الأكثر أهمية في أداء المبيعات.

مراقبة مسؤولي المبيعات

وبهدف تحسين فعالية المبيعات، عملنا مع العديد من الشركات المتخصصة في مجال التواصل بين الشركات لاستخدام “أداة تحليلات مايكروسوفت لمكان العمل” (Microsoft Workplace Analytics). وسنركز هنا على الكيفية التي تستطيع من خلالها البرمجيات المساعدة في توضيح ثلاث حالات، هي تصميم إطار تغطية المبيعات (sales coverage)، وتناسب موارد المبيعات مع فرصة السوق، والتحديد والتكيف واسع النطاق للسلوكيات ذات التأثير الإيجابي على أداء المبيعات.

تحسين هيكل وأدوار فريق المبيعات

في المستويات العليا، يمكن أن يوفر تحليل مكان العمل أساساً واقعياً للقرارات المتخذة حول أدوار وهيكلية المبيعات. خذ، على سبيل المثال، عندما قررت إحدى الشركات أن تتفحص كيف تقضي فرق المبيعات وقتها عندما شهدت نمواً ضعيفاً في المبيعات، خاصة خارج فئة إنتاجها الأساسي.

واستطاع مورّد يبيع لوازم أساسية للشركة من خلال استبيانات العملاء معرفة أن 60% منهم يفضلون التفاعل مع مندوبي المبيعات عن طريق البريد الإلكتروني، في حين يفضل أقل من 10% منهم فقط الاجتماعات المباشرة. هذه النتيجة ليست بالغريبة على مندوبي المبيعات فهم لطالما استشعروا هذا التفضيل، ومع ذلك، فإن بيانات تحليل مكان العمل أظهرت أن معظم وقتهم كان مستهلكاً تماماً في مراسلات داخلية، حيث كانوا يقضون في أفضل الأحوال أقل من خُمس وقتهم في التواصل مع العملاء، ما طرح تساؤلاً مهماً: ما الغرض من قوة العمل الميدانية أصلاً؟

اقرأ أيضاً: ماذا تفعل عندما تحتاج لمندوبي مبيعات من المتخصصين؟

بناءً على بيانات الوقت الجديدة، تحولت الشركة إلى نموذج يعتمد على المبيعات الداخلية بالدرجة الأولى. وتوصلت إلى هذه النتيجة لأن التعويضات التي يحصل عليها المندوب الداخلي تشكل حوالي 55% مما يحصل عليه المندوب الميداني، ولأن المندوب الداخلي يمكنه العمل على أكثر من حساب، تمكنت الشركة من توفير 40 مليون دولار في السنة مع زيادة تغطيتها للسوق وللوقت الذي يتم قضاؤه مع العملاء.

المواءمة بين أولويات المبيعات والمكافآت

يسعى قادة المبيعات إلى معرفة ما إذا كان توزيعهم للمبيعات متلائماً مع الفرص الأكثر جاذبية في السوق. واجهت إحدى شركات برمجيات المشاريع هذه المشكلة بعد أن حوّلت استراتيجيتها إلى البيع المتقاطع (cross-selling) في الفئتين الأولى والثانية من حسابات العملاء التي تديرها، وهما الفئتان اللتان لديهما أكبر إمكانات الإنفاق على مختلف منتجات الشركة. بعدها بعدة أشهر، اكتشفت الشركة أن مدراء الحسابات لا يقضون إلا ثلث وقت اجتماعاتهم مع العملاء، علماً أن التقارير التي يرفعونها تُظهِر قضاء وقت أطول، والأسوأ من ذلك، أنهم كانوا يقضون 40% من الوقت مع عملاء الفئات الثالثة فما أدنى.

واستناداً إلى هذا الدليل، حصل مسؤولو المبيعات في شركة البرمجيات على حجة لإجراء تغييرات جذرية فيما يخص إعادة توزيع حوالي 30 مدير حساب و20 متخصصاً وتعديل خطة المكافآت، بحيث تُدفَع من أجل مندوبين محددين فقط عند بيعهم لحسابات ذات أولوية عالية.

حدد ما يفعله أصحاب الأداء العالي بشكل مختلف عن الآخرين

لطالما سعى مسؤولو المبيعات إلى فهم سبب قدرة بعض مندوبيهم دائماً على تحقيق أهدافهم أو تجاوزها، في حين يعجز آخرون عن ذلك، إلى جانب معاناتهم في جعل المزيد من المندوبين يرتقون إلى مستويات رفيعة من الأداء، إضافةً إلى تصارعهم مع قضايا الهيكلية والمواءمة.

وهنا يبرز سؤال مهم: هل يولد الأشخاص الأفضل في المبيعات بإنتاجية عالية بطبيعتهم، أم أن ذلك سببه ممارستهم لسلوكيات معينة ناجحة يمكن تعليمها للآخرين؟ نحن نرى أن الافتراض الثاني هو الصحيح، وأن مسؤولو المبيعات يمكنهم استخدام بيانات موثقة لتحديد السلوكيات الأكثر أهمية.

وجدنا أن أحد المورّدين العاملين في مجال التواصل بين الشركات، حاول الوصول إلى إجابات لنفس السؤال، من خلال دمج مقاييس من برنامج تحليلات مكان العمل مع مصادر أخرى تقيس العوامل التي بإمكانها تحسين أداء المبيعات، كالبيع المتقاطع لفئات جديدة من المنتجات باستخدام تقنيات إحصائية، كما حددنا العوامل التي تفسر الفرق بين الأفراد الأفضل أداءً ونظرائهم متوسطي الأداء، وأجرينا بحثاً نوعياً تقليدياً، كالمقابلات والجولات التفقدية، لتسليط الضوء على الأسباب الجذرية للاختلاف.

في النهاية، توصلنا إلى نتيجة مفادها أن أصحاب الأداء الأفضل كانوا يقومون ببعض الأشياء بشكل مختلف. فبعضهم يتبع حدسه، كقضاء أربع ساعات إضافية في الأسبوع للتواصل مع العملاء أكثر من المندوبين الآخرين، أو أن يكون احتمال بيعهم لمنتجات من فئات أخرى أكبر بـ 25% من غيرهم.

ووجدنا أن احتمال تفاعل أصحاب الأداء العالي مع مجموعات متعددة داخل الشركة أكبر بثلاث مرات، وبالإضافة إلى عملهم مع متخصصين في المبيعات، يعملون أيضاً مع أشخاص يتمتعون بخبرة يمكنهم الاستفادة منها أو تساعدهم على تسريع التعامل مع قضايا الزبائن، كالموظفين في الأقسام المالية والقانونية والتسعير والتسويق، فكان حجم الشبكة الداخلية للمندوب دوماً مؤشراً ينبئ بنجاح المبيعات.

كما تبين أن احتمال تعاونهم المتكرر مع نظرائهم من المندوبين غير المتخصصين أكبر بمرتين، حتى لو كانت هيكلية فرق المبيعات لا تسمح بعمل الزملاء معاً على نفس الصفقة.

في حين من المحتمل أن يكون لدى أصحاب الأداء العالي مراجعات أسبوعية لخطوط الإمداد مع مدرائهم المباشرين أكبر بـ 50%.

بعد الأخذ بالاعتبار أن الأدوات البرمجية توفر عادة مقاييس إرشادية أكثر من تقديم شرح كامل النطاق للسلوك الكامن، تبين أن دمج الرؤى الكمية مع الملاحظات النوعية يساعد التنفيذيين على فهم الأسباب الكامنة وراء الاختلافات في الأداء.

وبعد مراجعة مجموعتي المعلومات، علمت الشركة ما يلي:

  • أن المندوبين الأكثر نجاحاً كانوا يحضرون إلى اجتماعاتهم مع العملاء باستعداد أكثر. وبدلاً من الحضور إلى اجتماعات المراجعة ربع السنوية لمناقشة مقدار ما يريد العميل طلبه، كانوا يجرون تقييماً مسبقاً للاحتياجات المحتملة للعميل، ويجلبون معهم خبراء في المنتجات التي قد يرغب في شرائها. ما يجعلنا نلاحظ أن هذا السلوك مكّنهم من الدخول في نقاشات أكثر غنى مع العملاء، ومنحهم أيضاً أحقية عرض خط آخر من المنتجات لبيعه.
  • يسعى المندوبون الذين يحققون أعلى المبيعات وراء فرص للحصول على التدريب والتوجيه، سواء كان ذلك في شكل تدريب رسمي أو تدريب من مديرهم المباشر أو من نظرائهم. لهذا السبب أصبح “وقت الزملاء” مؤشراً على نجاح المبيعات.
  • يعمل عادة أفضل موظفي المبيعات في فرق يستغل فيها المدير المراجعات الأسبوعية ضمن خطوط العمل الأمامية، وذلك لتدريب المندوبين على كيفية استغلال الفرص، بدلاً من مجرد الاطلاع على خططهم.

إننا لا نقول إن برنامجاً سيتمكن في يوم ما من ابتكار خوارزمية تصنع موظفين يحققون أعلى المبيعات كما تصنع الآلات، لكن البيانات تصبح أفضل عندما تدمج مع مجموعات أخرى من المعلومات النوعية.

بالإضافة إلى هذا، ستبقى الرؤى المستمدة من التحليلات عديمة الفائدة ما لم تستخدم لتدريب المندوبين وتحسين عاداتهم، وهذا ما يتطلب جعل ذوي الأداء المتواضع يغيرون أدائهم لإظهار فوائد التغيير لهم وللشركة، وتدريبهم على سلوكيات مختلفة وتوفير الأدوات الصحيحة لهم، وحث المشرفين على تدريبهم.

فمثلاً، كي تتمكن من وضع خطة فعالة لإدارة حساب عميل، قد تحتاج إلى تدريب مندوب المبيعات على منتجات إضافية، وتسهيل وصوله إلى أداة إرشادية تساعده في حساب حجم ميزانية العميل، كما يمكن لمدير المندوب تعزيز الخطة بالإشارة إليها دورياً في جلسات التدريب.

إن الكشف عن كيفية قضاء موظفي المبيعات وقتهم في خطوط العمل الأمامية يمهد الطريق لإدارة قائمة على الحقائق، وليس الخرافات. فهي توضح المزيج المطلوب من التغطية والمواءمة والسلوكيات التي تولّد أفضل النتائج، كما أنها تمنح مديري الصف الأول جدول عمل محدد للتدريب والتعليم، كل هذا الأمر المتعلق في مراقبة مسؤولي المبيعات يسهم في خدمة إلهام فريق المبيعات لتحقيق إنتاجية أكبر.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .