5 مهارات يجب تعلمها إذا أردت أن تصبح قائداً عظيماً

6 دقيقة
البحث عن مناصب جديدة
shutterstock.com/Who is Danny

ملخص: يسعى القادة إلى تعزيز قدراتهم وتنميتها من خلال البحث عن مناصب جديدة، لكن ذلك قد يُفوّت عليهم فرص النمو المتاحة في مناصبهم الحالية، إذ تظهر الأبحاث التي أجريناها أنه بمقدور القادة تنمية مهاراتهم القيادية عبر تولي مهام جديدة ضمن مناصبهم الحالية، ومن أبرز هذه المهام: 1. المشاركة في مشاريع غير مألوفة، إذ يمكن اكتساب مهارات جديدة وتوسيع المعرفة من خلال تبادل المشاريع مع زملاء أو التطوع لمهام جديدة. 2. قيادة التغيير التي تسهم في تطوير التفكير الاستراتيجي وتعزيز مهارات التعامل مع المواقف غير المتوقعة. 3. تبنّي مخاطر ومسؤوليات أكبر، ما يزيد من قدرة القادة على اتخاذ قرارات حاسمة والعمل تحت الضغط. 4. الإدارة خارج حدود السلطة، وهي تعزز مهارات التأثير والإقناع من خلال التعاون مع أطراف متعددة. 5. التعامل مع التنوع، ما يوفر فرصة لفهم الاختلافات واحترامها وتعزيز التعاون الفعّال.

يسعى معظم القادة للبحث عن مناصب جديدة لتعزيز قدراتهم القيادية وتوسيع نطاقها. ولا عيب في ذلك؛ فالمناصب الجديدة تقدم العديد من فرص التعلم والنمو. لكن هذه الفرص لا تأتي كثيراً، وفي بحثك المستمر عن الجديد قد تفوتك فرص النمو الأقرب إليك.

هل هذه الفرص قريبة؟ نعم، قريبة جداً. في مؤسسة سنتر فور كريتيف ليدرشيب (Center for Creative Leadership) في مدينة غرينزبورو بولاية كارولينا الشمالية، أجرينا مقابلات مع مئات القادة تناولت تجاربهم الخاصة بتطوير القدرات، وأجرينا دراسات استقصائية على العديد منهم لمعرفة فرص التعلم التي توفرها مناصبهم الحالية. وقد أظهرت أبحاثنا أن القائد يمكنه دائماً مواجهة تحديات تسهم كثيراً في توسيع معرفته ومهاراته القيادية دون أن يزيد من عبء عمله كثيراً، ويمكنه تحقيق ذلك من خلال توسيع مهام منصبه الحالي، أو الاشتراك في مهام مؤقتة، أو تبني أدوار قيادية خارج مكان العمل.

لكن مهما كانت التحديات القيادية الجديدة التي تبحث عنها، اخترها بحكمة، فبعض أنواع التحديات تحفز التعلم أكثر من غيرها. تسهم التحديات الخمسة الآتية أكثر من غيرها في تعزيز قدرات القائد وتوسيع نطاقها. نختتم هذه المقالة باقتراحات لاستقطاب الدعم والملاحظات الضرورية للحصول على أقصى استفادة من كل تحدٍّ جديد تخوضه.

1. المشاركة في مشاريع غير مألوفة

تعمل أمل مديرة إدارة بحوث السوق في شركة رعاية صحية، وتعمل زميلتها كوثر في قسم العلاقات العامة، وكانتا تشعران بأنهما تفتقران إلى التحدي في وظيفتيهما. فكّرتا في تبادل بعض المشاريع وتمكنتا من إقناع مدرائهما بالفكرة باعتبار أنها نوع من التطوير المهني في أثناء العمل. وكانت النتيجة أنهما اكتسبتا مهارات جديدة ومنظوراً أوسع حول مؤسستهما والقطاع الذي تعملان فيه.

طرق أخرى لتحمل مسؤوليات جديدة:

  • أَدِّ جزءاً من عمل زميلك في أثناء إجازته المؤقتة.
  • مثّل مجموعتك في فريق عمل أو لجنة تؤدي عملاً لا تعرف عنه الكثير. فمثلاً إذا كنت تعمل في قسم العمليات، فابحث عن طرق للتفاعل مع قسم المبيعات أو الموارد البشرية.
  • تطوع في مهمة لم تعمل بها من قبل في مؤسسة مجتمعية أو مهنية، مثل تنظيم حملة لجمع التبرعات أو استقطاب متطوعين أو إدارة حلقة نقاش.

2. قيادة التغيير

تتمحور قيادة التغيير حول أخذ زمام المبادرة ومعالجة المشاكل وتنظيم الموظفين لتحقيق الأهداف. عندما تقود التغيير تزداد قدرتك على التفكير الاستراتيجي وتصبح أقدر على التعامل مع الغموض.

يعمل خالد مديراً في شركة محاسبة، وقد قبل التحدي المتمثل بإصلاح العلاقة بين شركته وأكبر عملائها، وهو بنك تجاري كان يهدد بإنهاء العلاقة. قضى خالد بعض الوقت في اكتشاف الخلل وأسبابه وأشرك آخرين في حل المشكلة. ولكن الجزء الأصعب بالنسبة له كان ما أطلق عليه "إحياء العلاقة"؛ أي إعادة حماسة العمل بين موظفي البنك وموظفي الشركة مرة أخرى بعد كل هذا التوتر. تضمنت قيادة هذا التغيير تغيير السلوكيات المتجذرة بقوة. كانت المهمة صعبة، ولكن خالداً كان سعيداً بها لأنها علمته الكثير عن بناء الفِرق وإحلال الالتزام محل الشكوك، وساعده نجاحه في هذا الأمر على الوصول إلى منصب إداري رفيع في مؤسسته.

لاكتساب الخبرة في قيادة التغيير:

  • تولَّ دور "المصلح" مثل خالد، إذ تطوع للتعامل مع العملاء الأكثر استياءً أو الموردين الأصعب أو المشاريع المتعثرة، أو للإشراف على مبادرات خفض التكاليف.
  • انضم إلى فريق يعمل على مشروع يفتح آفاقاً جديدة في مؤسستك، مثل فريق يفتتح سوقاً جديدة أو يثبّت نظاماً جديداً.
  • ادعم تغييراً يقاومه فريقك. على سبيل المثال، كان أحد مدراء المستشفيات قلقاً بشأن عدم استخدام موظفيه لنظام الإبلاغ عن الأخطاء الطبية الجديد، فتولى مهمة معرفة سبب المقاومة وتغيير موقف الموظفين من الخوف إلى الفخر بتحسين سلامة المرضى.
  • شارك بنشاط جديد خارج نطاق العمل، مثل البرامج التطوعية في مدرسة طفلك، أو الدوريات الرياضية في مجتمعك، أو الشبكات المهنية في منطقتك.

3. تبني مخاطر ومسؤوليات أكبر

عندما تبادر لتولي إدارة عمل ضمن إطار زمني ضيق وينطوي على ضغوط من القادة وظهور كبير أمامهم ومسؤولية عن قرارات حاسمة، ستعزز قدراتك على اتخاذ القرارات الحاسمة والعمل والتعلم تحت الضغط. وصفت مريم في إحدى المقابلات كيف زاد حس المسؤولية لديها عندما تولت إدارة مشروع بحثي كبير متعدد المواقع بإطار زمني ضيق، إذ قالت: "تحسنت قدرتي على أداء مهام ذات وتيرة سريعة، وتعلمت أيضاً الكثير عن كيفية الاستفادة من إمكانات مديري في العمل، وتمكنت من العمل معه من كثب وكنت نظيرته فعلياً". أُعجب مدير مريم بأدائها لدرجة أنه رشحها لبرنامج الشركة لأصحاب الإمكانات العالية ودعم ترقيتها.

لاكتساب الخبرة في العمل تحت ضغوط كبيرة:

  • تطوع للتعامل مع عملاء أو شركاء عمل ذوي أهمية كبيرة، ستتعلم كيفية التعامل مع مسؤوليات متعددة تجاه مؤسستك وجهات خارجية.
  • ترأس مجلس إدارة مؤسسة مجتمعية أو غير ربحية كبيرة أو ذات أهمية بارزة.

4. الإدارة خارج حدود سلطتك

ماجد من كبار المسؤولين التنفيذيين ويتمتع بخبرة طويلة في إحدى الشركات المدرجة في قائمة فورتشن 500 (Fortune 500). نظراً لمهاراته في إدارة الموظفين وتحفيزهم للتفكير بطرق جديدة، طلب منه الرئيس التنفيذي العمل يومين في الأسبوع مع اتحاد مؤسسات حكومية ومؤسسات غير ربحية يعمل على مكافحة مشكلة المخدرات في المدينة. وافق ماجد لأنه آمن بقدرته على إضافة قيمة إلى الاتحاد وكان يعلم أن هذا العمل سيمثل تحدياً له، إذ لن يكون لديه امتياز السلطة الرسمية أو العلاقات القوية.

عندما تتولى مهام تتطلب منك التعاون مع أقسام أو وحدات عمل مختلفة أو أشخاص ليس لديك سلطة عليهم، مثل العملاء، والموردين، والشركاء، والنقابات، والهيئات التنظيمية، ستزيد قدرتك على التأثير في الآخرين. لتعزيز قيادتك خارج حدود سلطتك:

  • ابحث عن فرص للعمل مع مجموعات خارجية، أو شارك في مفاوضات مع العملاء أو الموردين، أو قُد فريقاً متخصصاً بمقارنة الأداء المعيارية يزور مؤسسات أخرى ويتعلم منها.
  • شارك في قيادة مشروع مع قائد آخر من قسم مختلف. تطرح القيادة المشتركة تحديات إضافية تتعلق بالأدوار، والسلطة، والتوقعات.
  • اضطلع بدور فعال في إحدى مؤسسات المناصرة. أخبرنا أحد القادة بانضمامه إلى مجموعة بيئية ليس لحماسته لقضيتها فحسب، بل لأنها توفر له مجالاً للتفاوض مع أصحاب مصلحة متعددين لديهم الحماسة نفسها، وكان الوضع مشابهاً لبيئة عمله.

5. التعامل مع التنوع

يحتاج القادة اليوم إلى العمل بفعالية مع مجموعات متنوعة من الأشخاص واحترام الاختلافات بينهم والسعي في الوقت نفسه إلى العثور على نقاط مشتركة تساعد على بناء علاقات إيجابية وتعاون فعّال. تشمل طرق تطوير قدرتك على القيادة في بيئة يسودها التنوع الآتي:

  • أداء مهمة قصيرة الأجل في مكتب مؤسستك في بلد آخر؛ يدعم العديد من المؤسسات هذا النوع من المهام لسد الثغرات المؤقتة في الموظفين، وتوسيع نطاق خبرات المدراء، وخلق روابط أفضل عبر المؤسسة.
  • العمل مدرباً أو مرشداً لأفراد من جنسيات أو مجموعات عرقية أو دول مختلفة؛ ستتعلم منهم بقدر ما سيتعلمون منك.
  • العمل في فريق أو لجنة تضم أعضاء من دول أخرى؛ ستحصل على تجربة دولية دون مغادرة الوطن بهذه الطريقة.
  • التطوع للعمل في مؤسسة غير ربحية تعمل في الخارج؛ على سبيل المثال، يقضي عمار أسبوعين كل عام مع مجموعة خدمية تبني المنازل في الدول النامية، ويعمل في موقع جديد مع أشخاص جدد كل عام، ويقول: "يذكرني هذا العمل دائماً بقوة القيم الموحدة التي تحفز الناس من خلفيات متنوعة على الإسهام في عمل الفريق".

هيئ نفسك للنجاح

احرص على اتخاذ التدابير اللازمة لتهيئة نفسك للنجاح قبل أن تتولى مسؤوليات جديدة في مؤسستك. ستحتاج إلى الدعم في أثناء توسعك في المهام الجديدة، بالإضافة إلى أخذ الملاحظات لتعزيز تعلمك من التجربة.

في حال توليت مهمة مؤقتة تزيد أعباء عملك، اطلب من مديرك تقليل المسؤوليات الأقل أهمية، وابحث عن طرق للعمل بكفاءة أفضل مثل التخلي عن المهام التي يمكن تفويضها، وإنشاء أنظمة أفضل لمراقبة العمل وتتبعه بحيث لا تضطر إلى "التدخل" في المشاريع في كل خطوة، وهكذا. وأشرك زملاءك الداعمين في خططك؛ قد يكونون على استعداد كبير لمساعدتك. على سبيل المثال، قد يأخذ زميل مهتم بتوسيع آفاقه وزيادة ظهوره مكانك في اجتماع دوري.

تأكد من مراعاة الإيجابيات والسلبيات من وجهات نظر الآخرين واحصل على موافقتهم. ذكرت أمل، وهي مديرة إدارة بحوث السوق تبادلت المسؤوليات مؤقتاً مع زميلتها في قسم العلاقات العامة، أنها أخطأت عندما لم تتحدث منذ البداية إلى أعضاء فريق المشروع الجديد. وتقول: "واجهت بعض المقاومة الخفية التي استغرقت بعض الوقت للتعامل معها، كان أعضاء الفريق يرون أن هذا المشروع كان مجرد تسلية بالنسبة لي، لكنني طمأنتهم وعملت بجد لإثبات التزامي بالعمل".

اطلب التوجيه والملاحظات. ستقل أخطاؤك إذا حظيت بمدرب خبير؛ إذ يمكنه تقديم النصائح والإجابة عن الأسئلة، وتوجيهك إلى موارد أخرى داخل المؤسسة. عرّف زملاءك ومديرك على المهارات التي تحاول تحسينها؛ فعندها يمكنهم التركيز أكثر على هذا الجانب من عملك وتقديم ملاحظات أفضل. ومن المفيد أن يكون لديك شخص موثوق للتحدث إليه، شخص بعيد عن المهمة يمكنه مساعدتك في تقييمك لتقدمك والاستفادة من ملاحظات الآخرين بأقصى درجة. يجب أن يكون هذا الشخص على معرفة جيدة بك، مثل زميل مقرب، أو مدير سابق، أو صديق خارج نطاق العمل.

أين تجد تحديات قيادية جديدة؟

أعِد تشكيل وظيفتك الحالية بحيث تتضمن تحديات جديدة؛ أعِد النظر في أسلوب تعاملك مع مسؤولياتك الحالية، أو تبادل المهام مع زميل، أو تولى دوراً مهماً لم يتوله أحد بعد.

تولّ مهام مؤقتة تتضمن تحديات جديدة؛ ابحث عن مشاريع أو فرق عمل أو أحداث وأنشطة مؤقتة يمكنك المشاركة فيها لفترة قصيرة من الزمن.

ابحث عن التحديات خارج مكان العمل؛ فتش عن طرق لتطوير قدراتك القيادية في المؤسسات غير الربحية والدينية والاجتماعية والمهنية.

سينثيا ماكولي (Cynthia D. McCauley): مؤلفة كتاب "المهام التطويرية: خلق خبرات تعلّمية دون تغيير الوظيفة (Developmental Assignments:  Creating Learning Experiences Without Changing Jobs)، (سنتر فور كريتيف ليدرشيب برس، 2006) وهي من كبار الباحثين في سنتر فور كريتيف ليدرشيب (Center for Creative Leadership). يمكنكم التواصل معها عبر البريد الإلكتروني: [email protected].

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .