كيف تستفيد من ساعتك البيولوجية في تحسين الكاريزما لديك؟

5 دقائق
تحسين الكاريزما
فريق هارفارد بزنس ريفيو/يوغورو/أزيتفاليف/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: أظهر بحث جديد أنه يمكنك تحسين الكاريزما الخاصة بك وقدرتك على إلهام الآخرين بأن تكون أكثر وعياً بالوقت من اليوم الذي تسعى فيه إلى فعل ذلك. فقد اتضح أن لساعتنا البيولوجية دوراً كبيراً في مقدار الكاريزما التي نتمتع بها، لأنها محرك قوي للوظائف الإدراكية والحالة المزاجية والسلوكات. فنحن نتواصل بوضوح أكبر ونُظهر قدراً أكبر من المشاعر الإيجابية عندما نكون في أعلى مستويات الانتباه خلال فترات اليقظة المعتادة ونكون أقل فعالية في القيام بالأنشطة خلال فترات النوم المعتادة، حتى إن كنا مستيقظين في تلك الأوقات. تناقش هذه المقالة كيف يمكنك الاستفادة من ساعتك البيولوجية للمساعدة في تحسين الكارزيما الخاصة بك، ما يؤدي إلى زيادة فعاليتك في إلهام الآخرين.

توصف الكاريزما في وسائل الإعلام الشهيرة بأنها شيء إما أنك تمتلكه وإما لا. والأشخاص الذين يمتلكونها هم في الغالب قادة ملهمون ومستعدون لتحفيز الآخرين وقادرون على ذلك دائماً. ومع ذلك، فإن هذا الوصف يغفل واقعاً مهماً من الناحية الفسيولوجية: الساعة البيولوجية.

الساعة البيولوجية هي دورة بيولوجية مدتها 24 ساعة تؤثر في مجموعة من العمليات الفسيولوجية وأبرزها مواعيد النوم واليقظة. وهي محرك قوي للوظائف الإدراكية والحالة المزاجية والسلوكات. فنحن نتواصل بوضوح أكبر ونُظهر قدراً أكبر من المشاعر الإيجابية عندما نكون في أعلى مستويات الانتباه خلال فترات اليقظة المعتادة ونكون أقل فعالية في القيام بالأنشطة خلال فترات النوم المعتادة، حتى إن كنا مستيقظين في تلك الأوقات. ولكن لكل شخص ساعة بيولوجية مختلفة؛ يميل بعض الناس إلى الاستيقاظ في الصباح الباكر والخلود إلى النوم في وقت مبكر أيضاً. وغالباً ما يُشار إلى هؤلاء الأشخاص باسم “القنابر” (نوع من أنواع الطيور). يميل البعض الآخر إلى الاستيقاظ متأخراً والخلود إلى النوم في وقت متأخر أيضاً، ويُعرفون باسم “البوم”. ويشار إلى هذه الاختلافات على أنها السمة الزمانية للشخص.

تُظهر الشخصية الكاريزمية مشاعر إيجابية مثل الأمل والتفاؤل والحماس. لذا، يجب على القادة الذين يسعون إلى أن يكونوا شخصيات كاريزمية التحكم في المشاعر التي يظهرونها لغرس هذا الحماس في موظفيهم. توقع فريق المؤلفين المكون من باحثين من جامعتي “إنديانا” و”واشنطن” أنه عندما تكون إيقاعات الساعة البيولوجية للقادة في أدنى مستوياتها نسبياً (أي عندما تكون لديهم مستويات منخفضة من الانتباه والطاقة وفي حالة مزاجية سيئة)، سيكون لديهم قدر أقل من الكاريزما. وعلى النقيض من ذلك، عندما تكون إيقاعات ساعتهم البيولوجية في مستويات عالية نسبياً، سيكون لديهم قدر أكبر من الكاريزما. وهكذا، افترضنا أن القنابر سيتمتعون بكاريزما أكبر في الصباح الباكر مقارنة بوقت متأخر من الليل، وأن البوم سيكونون أكثر كاريزما في وقت متأخر من الليل مقارنة بالصباح الباكر.

توضح مقالتنا التي نُشرت في مجلة “القيادة الفصلية” (Leadership Quarterly) كيف اختبرنا هذه الفكرة في تجربة معملية. طلبنا من مجموعة من طلاب الجامعات ملء استبيان لمعرفة ما إذا كانوا من القنابر أو البوم. تعبر هذه الاختلافات الفردية في الساعة البيولوجية عن تفضيلاتنا العامة فيما يتعلق بدورة النوم والاستيقاظ، والمعروفة أيضاً باسم السمة الزمانية. ثم اخترنا 131 شخصاً من القنابر أو البوم للمشاركة في مهمة لتمثيل الأدوار سيكونون فيها قادة للهيئة الطلابية وسيلقون خطاباً في حفل تخرج. وزعنا المشاركين عشوائياً لإلقاء هذه الخطابات إما في الصباح الباكر (في الجلسات التي تبدأ في السابعة صباحاً) وإما في وقت متأخر من الليل (في الجلسات التي تبدأ عند منتصف الليل). ثم طلبنا من 3 مراقبين تقييم مدى إلهام الخطابات. كان تواؤم السمة الزمانية مؤشراً مهماً للكاريزما، وهو ما يتسق مع توقعاتنا. فقد ألقى القنابر خطابات أكثر إلهاماً في جلسة السابعة صباحاً مقارنة بجلسة منتصف الليل، وألقى البوم خطابات أكثر إلهاماً في جلسة منتصف الليل مقارنة بجلسة السابعة صباحاً.

لتوسيع نطاق هذه الفكرة، فحصنا أيضاً دور “المرؤوسين”. وتَبين أن تصورات المرؤوسين للكاريزما التي يمتلكها قادتهم مدفوعة جزئياً بأفعال القائد، وأيضاً بما شعر به المرؤوسون في تلك اللحظة. توقعنا أن ما شعروا به سيكون مدفوعاً جزئياً بساعتهم البيولوجية. فعندما يكون المرؤوسون في أدنى مستويات طاقتهم، ستتأثر حالتهم المزاجية سلباً، وسيعزون قدراً من ذلك إلى افتقار قادتهم إلى الكاريزما. وتكون خطابات القادة “الحماسية” أقل فعالية عندما يكون المرؤوسون متعبين ولا يريدون سماعها. وبالتالي توقعنا أن ينظر المرؤوسون من القنابر إلى قادتهم على أنهم أكثر كاريزما في الصباح الباكر مقارنة بوقت متأخر من الليل، وأن ينظر المرؤوسون من البوم إلى قادتهم على أنهم أكثر كاريزما في وقت متأخر من الليل مقارنة بالصباح الباكر.

لاختبار هذه الفكرة، طلبنا مرة أخرى من عينة من طلاب الجامعات ملء استبيان لقياس سمتهم الزمانية، ثم دعونا مجموعة من القنابر والبوم إلى معمل البحوث الخاص بنا لعرض بعض الخطابات التي سجلناها في مرحلة القادة في الدراسة. طلبنا من المشاركين في هذه الدراسة تقييم التسجيلات لتحديد مدى الكاريزما التي يتمتع بها القائد الذي يلقي الخطاب. ووزعنا القنابر والبوم عشوائياً على جلسة السابعة صباحاً أو جلسة منتصف الليل. رأى القنابر أن المتحدثين في مقاطع الفيديو يتمتعون بقدر أكبر من الكاريزما في جلسات الصباح الباكر مقارنة بالجلسات التي كانت في وقت متأخر من الليل، ورأى البوم أن المتحدثين يتمتعون بكاريزما أكبر في الجلسات التي كانت في وقت متأخر من الليل مقارنة بجلسات الصباح الباكر، وهو ما كان متسقاً مع توقعاتنا. يشير هذا إلى أنه من الأسهل إلهام القنابر في الصباح الباكر، والبوم في وقت متأخر من الليل.

استخدم هذا البحث الأولي عينة مقيدة من طلاب الجامعات، وبالتالي ينبغي اعتباره اختباراً أولياً، ومن المحتمل أن تعرض أماكن العمل العديد من التعقيدات والاحتمالات للتأثيرات التي نناقشها. ومع ذلك، تقدم هذه الدراسات دعماً تجريبياً مؤقتاً لنظريتنا القائلة إن الساعة البيولوجية تؤثر في كاريزما كلا طرفي معادلة القيادة (القادة والمرؤوسين). هذا يعني أنه إذا كنت تريد إلهام مرؤوسيك، فيجب أن تضع في اعتبارك الوقت من اليوم من زاويتين. أولاً، اعرف في أي وقت من اليوم تمتلك أكبر قدر من الكاريزما. إذا كنت من القنابر، فمن الأفضل أن تسعى إلى إلهام مرؤوسيك في الصباح (أو على الأقل ليس في وقت متأخر من اليوم). أما إذا كنت من البوم، فمن الأفضل أن تسعى إلى ذلك في وقت متأخر من فترة الظهيرة (أو على الأقل ليس في الصباح الباكر). ثانياً، اعرف في أي وقت من اليوم يكون مرؤوسوك أكثر استعداداً للاستفادة من الإلهام الذي ستقدمه لهم. إذ قد لا يتجاوب بعض مرؤوسيك مع كاريزمتك في الصباح الباكر، وقد لا يتجاوب البعض الآخر في وقت متأخر من اليوم. وقد تجد أنه من المفيد ملء استبيان حول السمة الزمانية، وشجع فريقك على القيام بذلك أيضاً. إذ يمكن أن يساعدك هذا في معرفة ما يجب أن تفعله على مدار اليوم.

أسهل السياقات هي التي يكون لديك فيها السمة الزمانية نفسها التي لدى مرؤوسيك. إذا كان الجميع من القنابر، فاستغل فترة الصباح لإلهامهم، وإذا كان الجميع من البوم، فاستغل الأوقات المتأخرة من اليوم. لكن في معظم السياقات، لن يكون هناك تواؤم تام بينكم. عندما يكون هذا هو الحال، ستحتاج إلى إيجاد حلول وسط. عادة ما يتمثل النهج الجيد في تجنب الأوقات المبكرة للغاية أو المتأخرة للغاية، ربما يجب أن تستغل فترة منتصف اليوم. قد يكون الوقت المناسب الذي ينبغي لك استغلاله هو الساعة الحادية عشرة صباحاً، فهو ليس مبكراً للغاية بالنسبة إلى البوم ولا متأخراً للغاية بالنسبة إلى القنابر، كما أنه بعيد عن وقت الغداء وعن الثالثة مساءً التي تصيبنا فيها حالة من التعب والخمول. وبالطبع يجب مراعاة ظروفك عند اختيار هذا الوقت المحدد من اليوم. قد يكون من المفيد أيضاً تغيير أساليب عملك وقيادتك على مدار اليوم، وفقاً لما تشعر به.

خلاصة القول هي أنه يمكنك تحسين الكاريزما الخاصة بك وقدرتك على إلهام فريقك من خلال أن تكون أكثر وعياً بالوقت من اليوم الذي تسعى فيه إلى فعل ذلك. لذلك لا تتجاهل ساعتك البيولوجية، واستخدمها لزيادة فعاليتك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .