فرق العمل التي يتشارك أفرادها قصصهم الشخصية هي أكثر فعالية

3 دقائق
القصص الشخصية في العمل
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في أي صناعة ووظيفة، العمل مع فريق متفكك يسبب شعوراً بالإحباط. والمقصود بالفريق أن نقاشاته تتميز بأنها حامية أو متعبة أو عقيمة مما يُصّعب عملية التواصل الفعال بين أعضائه، وهو ضرورة للفريق ليؤدي وظيفته بالشكل الصحيح. فما الذي يمكنك فعله لتحسين التواصل الفعال؟ وماذا عن سرد القصص الشخصية في العمل بشكل فعال؟

فكر فيما يحدث عندما ينضم أشخاص جدد إلى الفريق. لدى الأعضاء الجدد رغبة قوية في أن يتقبلهم الأعضاء الآخرون، وقد يقودهم هذا لوضع “الاندماج” في رأس أولوياتهم على حساب المساهمة بمعلومات فريدة تعاظم من قيمة الفريق.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن أعضاء الفرق ينزعون نحو تكرار المعلومات بدلاً من إدخال معلومات جديدة إلى النقاش. لماذا؟ لأن التكرار يساعدهم على الظهور بمظهر أكثر كفاءة في عيون الآخرين.

أضف إلى هذا أنه من المرجح أن يتحدث أعضاء الفريق عن معلومات مشتركة بينهم وبين أعضاء الفريق أكثر من التحدث عن المعلومات التي يمتلكونها بمفردهم. أي أن حاجة أفراد الفريق إلى القبول الاجتماعي تعيق قدرة الفريق على مشاركة وتوظيف المعلومات التي يحتاجونها لإنجاز مهامهم.

القصص الشخصية في العمل

يكمن أحد علاجات هذه المشكلة بأن يكرس أعضاء الفريق بعض الوقت لتسليط الضوء على مختلف أفكارهم وخلفياتهم ومفاهيمهم. فقد وجد كل من روبن إيلي من جامعة “هارفارد”، ودافيد توماس، العميد الحالي لـ “كلية الأعمال مكدونوه” في “جامعة جورج تاون” (Georgetown University)، ضمن دراسة نوعية على فرق تتصف بالتنوع أن المناقشة العلنية للمزايا الفريدة لمختلف أعضاء الفريق ودمج مختلف وجهات نظرهم أسهم في منح الأفراد شعوراً بالقيمة والاحترام، كما أنه مكّن أعضاء الفريق من تطبيق معرفتهم ووجهات نظرهم وهوياتهم الفريدة على المهمة التي بين أيديهم ممّا عزز من أدائهم وتعلمهم العابر للثقافات.

اقرأ أيضاً: لا فائدة لعمل الفريق إن كان أفراده متوافقين حول كافة المواضيع

أحد الإجراءات النفسية التي يمكن اتخاذها لزيادة مساهمات وإنجازات أعضاء الفريق هو ما يعرف بـ “التأكيد النقابي”. لقد وجدت هذا مؤخراً في دراسة أجريتها مع جوليا لي من جامعة “ميشيغان” (University of Michigan)، ودانيال كابيل من “كلية لندن للأعمال”، وبرادلي ستاتس من “جامعة كارولينا الشمالية” (University of North Carolina) في تشابل هيل. يتضمن تأكيد الذات النقابية مطالبة الأشخاص داخل الشبكة الشخصية الموجودة مسبقاً لأعضاء الفريق (مثل الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل) بكتابة قصة تروي حادثة كان للعضو مساهمة مميزة فيها.

لتطبيق هذا الإجراء طلبنا من المشاركين في دراساتنا تقديم قائمة بأسماء أشخاص في شبكة علاقاتهم الشخصية والمهنية. ثم تواصلت مع هؤلاء الأشخاص لأطلب منهم أن يخبروني قصة عن حالة كان فيها المشارك في قمة أدائه. فيما يلي مثاليين لقصتين عن مشاركين اثنين في بحثنا (تم تغيير الأسماء لغرض الخصوصية):

تتمتع لورا ببصيرة نافذة في الأعمال، وهي مستعدة لفعل أي شي وكل شيء لتستمر الشركة في العمل. عندما ضرب إعصار “ساندي” الساحل الشرقي في عام 2012 لم نلقِ له نحن هنا في فلوريدا بالاً كبيراً. لكن كان واضحاً قلق لورا حيال تأثيره على عملها بسبب حسابات العملاء الدائنة في مناطق نيوجرسي. وفعلاً، اضطرت لورا إلى اقتراض المال من مدخرات تقاعدها للحفاظ على استمرارية العمل. أتذكر حتى أنني اقترحت عليها الاستغناء عن العاملين بدوام جزئي لكنها أجابت أن هؤلاء لم يبخلوا يوماً على الشركة بأفضل ما لديهم. استمرت الأمور على هذا المنوال لمدة 6 أشهر قبل أن تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي، وقد تمكنا جميعاً من الاحتفاظ بوظائفنا بفضل لورا.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن لنزاع فرق الإدارة أن يكون بناء؟

كان أول لقاء لي مع مارك في الثمانينيات. أتذكره وهو يجلس في كرسيه المتحرك مبتسماً. كان الألم يعتصره لدى عودته إلى المدرسة إلا أن عزيمته كانت قوية. نحن كمراهقين لم نرَ شيئاً خاصاً فيه (بمعنى مختلف)، فقد أراد أن يكون الطالب الأول في الصف، وكانت ابتسامته تشرق على الجميع. اليوم أستطيع أن أفهم مقدار التصميم الذي تتطلبه تلك الابتسامة.

بعدها سلَّمنا لكل عضو في الفريق قصته، وطلبنا منه تحديد القوى التي أظهرها في القصة. من خلال جعل الأفراد أكثر إدراكاً لقواهم الفريدة، زاد هذا التدريب من احتمالية مساهمتهم بما لديهم من معلومات وسمات فريدة. في الواقع، قلل هذا الأسلوب من هواجس القبول الاجتماعي لدى الأفراد، ما نتج عنه تبادل أفضل للمعلومات ضمن الفريق.

اقرأ أيضاً: كيف تتأكد من أنّ فرق نظام الإدارة الرشيقة تستطيع العمل معاً؟

على الرغم من أن الفرق لديها إمكانية تحقيق أداء يتجاوز الأداء الفردي لأعضائها بفضل ما تتمتع به من تنوع في القوى، فإنها غالباً ما تفشل في توظيف هذه الإمكانية. من خلال إيجاد طرق تجعل أفراد الفريق يدركون التأثير الإيجابي لسلوكهم على الآخرين في الماضي، يمكن تخليصهم من هواجس القبول الاجتماعي التي تترافق عادة مع الإفصاح للآخرين عن هويتهم ومنظورهم الفريد. يؤدي إدراكهم لقواهم الشخصية إلى تواصل أفضل ضمن أعضاء الفريق وبالتالي مستويات أعلى من الأداء بسبب سرد القصص الشخصية في العمل بشكل مستمر ومدروس.

اقرأ أيضاً: كيف أسست شركتي برنامج تدريب لتشكيل فرق عمل متنوعة الموظفين في قطاع التكنولوجيا؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .