شغلي الشاغل: حوار مع مايكل ستراهان

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

استطاع مايكل ستراهان من مركزه كنجم خط الدفاع في فريق “نيويورك جاينتس” (العمالقة) أن يقود فريقه لتحقيق الكثير من الانتصارات بما فيها الفوز بمباراة “السوبر بول” الذي كلل مساره المهني في دوري كرة القدم الأميركية، لكن خطواته التي اتخذها بعد التقاعد- من تقديم البرنامج التلفزيوني “مباشر! مع كيللي ومايكل” (Live! with Kelly and Michael) ثم برنامج “صباح الخير يا أميركا” (Good Morning America)- منحته نوعاً مختلفاً من الشهرة. وهو الآن يدير مع كونستانس شوارتز موريني شركة “سماك” (SMAC) للإنتاج الفني وإدارة المواهب.

كيف حققت هذه القفزة الهائلة واتخذت قرار العمل في الإعلام بعد مسيرتك كلاعب كرة قدم؟

عندما كنت لاعب كرة قدم، كرست لها كل شيء، لكنني أدركت أن حياة أخرى تنتظرني بعد الاعتزال، وبالنسبة لي كان هذا العمل يتمثل في إجراء المقابلات، كانت شبكة “فوكس” تذيع برنامجاً بعنوان “أفضل برنامج رياضي” الذي يتابع أخبار دوري كرة القدم (The Best Damn Sports Show Period)، لكنّ تقديم شيء مثل برنامج “مباشر! مع كيللي ومايكل” لم يكن متوقعاً على الإطلاق. لقد اتصلوا بي لأحلّ محل ريجيس مؤقتاً إلى حين عودته من عطلته، فكانت الحصيلة استضافة 20 ضيفاً، وعندها عرضوا عليّ العمل معهم بشكل دائم، أما مع برنامج “صباح الخير يا أميركا” فما زلت أتساءل: “ما الذي أتى بي إلى هنا؟” كل ما في الأمر أنني استمتعت بعملي، وبذلت أقصى جهدي، ولم أقيد نفسي ضمن حدود ضيقة. لطالما ظننت أن كرة القدم هي أعظم عمل احترافي يمكنني أداؤه على الإطلاق، ولكن عندما علمت أن أطفال اليوم ليس لديهم أدنى فكرة أنني لعبت كرة القدم يوماً، أدركت أن مسيرتي الإعلامية تجاوزت وفاقت مسيرتي الرياضية.

هل سبب لك أي من هذه الانتقالات إحساساً بالتوتر البالغ؟

يراودني الإحساس بالتوتر كل يوم، بطبيعة الحال، ولكن تلك هي الإثارة التي تحثني على الاستيقاظ كلّ صباح: برامج التلفزيون المباشرة، ومواجهة المجهول. أول ما قمت به من أعمال بعد الاعتزال، كان من نوعية مسلسلات الست كوم الكوميدية على شبكة “فوكس” باسم “الإخوة” (Brothers)، سجلنا 12 حلقة ثم توقف عرضه، ربما يقول البعض: “لقد فشلتَ”، لكنني لا أنظر إلى الفشل مثل هذه النظرة، بل أتساءل: “ماذا تعلمت؟”، وقد تعلمت من مسلسلات الست كوم أنني لا أريد أن أكون ممثلاً. إنني أحب البرامج التي تتميز بالسرعة وتركز على نقطة محددة، وتتصف بالحيوية والمحتوى المحفز.

هل يحتاج كل رياضي/ممثل/موسيقي/مسؤول تنفيذي رفيع المستوى إلى علامة تجارية شخصية فريدة في عصرنا الحالي؟

لا أحب ذلك، بل أعتقد أنّ العمل ينبغي أن يتحدث عن نفسه، ويتعين على كل شخص أن يتمسك بأصالته ومصداقيته، لقد أدركت ذلك منذ زمن بعيد، عندما بدأ الاتحاد الأميركي لكرة القدم يزود اللاعبين بميكروفونات داخل الملعب. لم أكن متحدثاً لاذعاً أو هجومياً، وكنت أكتفي بالابتسامة داخل حدود الملعب، لكنهم وضعوا لي الميكروفونات بضع مرات، وهي تجربة تجعلك تشعر بأنك تحولت إلى شخص مختلف، بعد أن تعلم أن الكاميرات مسلطة عليك، وأن من واجبك أن تقدم شيئاً. وفي النهاية رفضت الميكروفون لأنني شعرت معه أنني لم أكن ذاتي، وهو رأيي نفسه في وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً، فلستُ بالشخص الذي ينشر مئات المنشورات، ولكن إذا وضعت منشوراً فإنه يعبر عني برسالتي وكلماتي، وأعتقد أن هذا هو المهم.

ما هو سر نجاحك في عملك الثاني؟

عندما يخبرني أي رياضي بأنه يريد العمل في مهنتي أجيبه: “ركز على ما تقوم به الآن، فكل ما عدا ذلك ليس سوى غصن في شجرة العمل، ثم ابحث عن شغفك وما أنت مستعد للعمل لأجله بالجد نفسه الذي تبذله في الرياضة”، إنني شغوف بالعقارات والبناء، وذلك ما كنت سأعمل فيه لو لم أعمل في الإعلام.

كيف تحفّز الآخرين على تقديم أداء أفضل؟

يجب أن تجعل كلّ شخص يشعر بتمكنه وفعالية دوره، كان عليّ أن أتعلم هذا لأنني امتهنت الرياضة، فكر في اللاعب في الفرق الخاصة الذي يجلس على مقاعد البدلاء، ولكنه يبقيك مستعداً طوال الأسبوع، يجب أن يشعر بأنك تقدر قيمته، وأنه جزء من نجاح المجموعة، ولذلك كنت- قبل كلّ مباراة لعبتها- أسير عبر غرفة الملابس وأتنقل بين مدير المعدات والمدربين والأطباء وصولاً إلى اللاعبين، وأربّت على كتف كل شخص أو أصافح أو أعانق. فمع براندون جاكوبس- وهو لاعب ماهر في مركز العدّاء الخلفي وشاب قوي- كنت أصرخ في وجهه، أمّا مع إيلي مانينغ [لاعب مركز خط الوسط المدافع] فكنت فقط أشير بيدي إلى الخارج وأقول: “اذهب واستمتع”. يجب أن تكون قريباً من زملائك، فهناك طرق عدة للتحفيز. وقد كان رفاقي يعرفون ذلك الروتين، كانت طريقتي في التواصل أنني إذا لمستك فأنا أعتمد عليك، وهذه طريقتي التي حملت كل رسائلي. عندما أسير في مكاتب شبكة “جي إم أيه” (GMA) أتحدث إلى رجال الأمن والمصور مثلما أتحدث إلى زملائي وزميلاتي في البرنامج التلفزيوني. لا أعامل أحداً معاملة خاصة، لأننا جميعاً هنا لتحقيق هدف واحد: أن نجعل البرنامج ناجحاً، ولا يمكنني أن أنجح فيما أقوم به دون هؤلاء الأشخاص، فنحن جميعاً يحتاج أحدنا الآخر.

أنت الآن تدير شركة “سماك”. كيف تختار الموظفين المعينين في شركتك؟

أعمل مع من يحب الالتزام ويرغب في العمل بأقصى درجات الجد على أمور متعددة، ولكن دون أن يتسلل إليه الإحساس بالملل، بل أن يجد في العمل متعة وإثارة حقيقية، وجميع العاملين معنا هم في العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات من أعمارهم، وجميعهم شغوفون يرون أموراً لا نراها، ونحن نؤكد لهم بوضوح: “لا تخشوا الإفصاح عن آرائكم ومشاركة الآخرين بها”. ثمة أمر آخر مهم هو أنهم يرغبون في أن يكونوا جزءاً من فريق، وهم يتلاءمون مع فريقنا، هذا ما تعلمته من كرة القدم، الأمر لا يتعلق بك وحدك، فقد نرى البعض يتصدرون المشهد وينالون الثناء، ولكن هؤلاء الأشخاص متواضعون بما يكفي ليعرفوا أن الآخرين هم من يضعونهم في الصدارة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .