كيف تجعل الناس تشترك في النشرة الإخبارية الخاصة بك؟

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يستخدم معظم المهنيين البريد الإلكتروني في كل أيام العمل – وفي الواقع سيكون من الصعب عدم القيام بذلك، إذ يجري إرسال 281 مليار رسالة وتلقيها يومياً. (بحسب إحصاءات 2018) لكن عندما يتعلق الأمر بالتسويق، يتركز معظم الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه الوسائل، على الرغم من أنها شعبية ومرئية للغاية، إلا أن معدل تحويل المستخدمين إلى زبائن محتملين يقل عن نصف ما يحققه التسويق عبر البريد الإلكتروني (4.29% في مقابل 1.81%)، وفقاً لتحليل حديث في العام 2018. وفي الواقع، كشفت دراسة أجريت في العام 2015 أن التسويق عبر البريد الإلكتروني حقق عائداً متوسطاً للاستثمار قدره 38 جنيهاً إسترلينياً (حوالي 50 دولاراً) لكل دولار مستثمر.

ومع عائدات من هذا القبيل، يكون السؤال واضحاً: كيف يمكننا بناء قوائم البريد الإلكتروني الخاصة بنا؟ سأشارك ثلاث استراتيجيات تعلمتها في السنوات الخمس الماضية، إذ عملت على بناء قائمتي البريدية لما يقرب من 50 ألف شخص. لكن أولاً، ثمة ملاحظة مهمة: يجب عليك السماح للمشتركين باختيار الاشتراك من عدمه. فإضافة أشخاص من دون إذنهم تمثل انتهاكاً لقوانين مكافحة البريد غير المرغوب به وإزعاجاً عميقاً لجمهورك المستهدف (وهذا يشمل جهات الاتصال في “لينكد إن” أو الأشخاص الذين أعطوك بطاقة أعمالهم). وبالإضافة إلى ذلك، إذا توفر لك مشتركون في الاتحاد الأوروبي، فستحتاج إلى معرفة القوانين الجديدة مثل قانون حماية البيانات العامة (GDPR )..

أولاً، من الضروري وضع عامل جذب رئيس – مثلاً هدية مجانية يمكن للأشخاص تنزيلها في مقابل مشاركة عنوان بريدهم الإلكتروني. (هنا مثال على واحدة من عندي). نعم، يمكنك ببساطة الحصول على رابط يقول “اشترك في النشرة الإلكترونية الخاصة بي”، وسيشترك البعض، لكنهم استثناء.

فمعظم المحترفين غارقون في النشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني هذه الأيام، وهم لا يرغبون في الاشتراك بخدمة أخرى. لكن إذا كان بإمكانك تقديم شيء يمكن أن يراه القراء قيماً – ككتاب إلكتروني، أو رابط إلى ندوة مرغوبة عبر الإنترنت، أو الوصول إلى مقابلات فيديو – فمن المحتمل أن يكونوا على استعداد لمنح قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بك فرصة.

ثانياً، يجب التأكد من إظهار رابط فائق لعامل الجذب الرئيس لديك في شكل بارز في أي محتوى تقوم بتقديمه، كما هي الحال في القسم المتعلق بالسير الذاتية في مشاركات المدونات، والتأكد من ذكر الرابط أثناء المقابلات الصوتية. وهذه أشياء بسيطة للغاية، لكنها تحدث فرقاً كبيراً. مثلاً، أثناء إطلاق كتابي الأول، “كيف تعيد ابتكار نفسك” (Reinventing You)، لم يكن لدي عامل جذب رئيس، ولم يحدث لي أن اقترحت خلال المقابلات أن يزور المستمعون موقعي على الإنترنت. ونمت قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بي بشكل هامشي بسيط فقط.

وبعد ذلك بسنتين، مع الترويج لكتابي التالي، أصبحت ببساطة أكثر انضباطاً في شأن ذكر فرصة تنزيل كتابي المجاني المؤلف من 42 صفحة “دليل التقييم الذاتي للتميز” (Stand Out self-assessment workbook) في نهاية أي مقابلات عبر البودكاست، وهذا مكنني من تنمية قائمتي البريدية بأكثر من 15 ألف مشترك في 10 أشهر فقط. وبطريقة مماثلة، بدأت بكتابة نصوص أصغر للمنشورات التي لم تسمح لي بتضمين عامل الجذب الرئيس في القسم المتعلق بالسيرة الذاتية من المقالة، وأعطيت الأولوية لكتابة نصوص للمنشورات التي سمحت لي بذلك.

ثالثاً وأخيراً، يمكنك تنمية قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بك عبر الترويج المتبادل. فكما أوضحت في كتابي الأخير، “رائد الأعمال هو أنت” (Entrepreneurial You)، إذا كانت لديك علاقة جيدة مع شخص ما وكانت منتجاتكما ومجال التركيز الخاص بكما متوائمة، يمكن للدخول في ترتيب مشروع مشترك أن يكون وسيلة رائعة لتقديم كل منكما إلى جمهور الآخر، وزيادة حجم القوائم البريدية الخاصة بكما، وكسب بعض الإيرادات. وإليك كيف يعمل هذا الأمر.

عندما أقمت شراكة مع دوف غوردون، وهو مستشار يدير قائمة بريدية للمسوقين المهتمين بالمشاريع المشتركة، أرسلت بريداً إلكترونياً إلى قائمتي أروج فيها لندوة مجانية عن بعد كان يديرها هو حول كيفية تحسين عملية التسويق. وشرحت علاقتي به، واحترامي لعمله، ولماذا قد يهتم القراء بالندوة.

وعندما سجل أي متابع من متابعيني في ندوته، أُضيفوا إلى قائمة البريد الإلكتروني الخاصة به (والتي يمكنهم اختيار إلغاء الاشتراك فيها في أي وقت). وإذا سجلوا في خدماته الاستشارية، أستلم حصة من الإيرادات. ما هي النتيجة الصافية؟ المئات من المشتركين الجدد في البريد الإلكتروني بالنسبة له، و 3,500 دولار من العمولات ذات الصلة بالنسبة لي. ويتمثل العامل الأساسي، بالطبع، في التأكد من أنك تختار شريكك بحكمة، لأن محتواه وتكتيكاته تنعكس على علامتك التجارية.

يقول كثير من النقاد إن البريد الإلكتروني قد مات، أو هو يموت على الأقل، لتحل محله برامج مثل “سلاك “، أو “واتساب”، أو قناة اتصال غير معروفة إلى الآن. وحتى الآن – في كل الأحوال – ما نزال جميعنا نستخدم البريد الإلكتروني كل يوم. ويُعتبَر قبول قراءة رسالة شخص ما في بريدنا الوارد عملاً من أعمال الثقة العميقة في هذا العصر المشبع بالرسائل. وباتباع هذه الاستراتيجيات، يزيد احتمالات تحقيقك لمكاسب وجني الثمار.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .