كيف تحدد المهارة التي يجب عليك تنميتها لاحقاً؟

2 دقائق
shutterstock.com/Andrii Yalanskyi

معظمنا يعلم أن تحقيق النجاح في عالم الأعمال اليوم يتطلب التنمية الدائمة والانفتاح المستمر على التعلم، حيث لا يمكنك الاعتماد على معرفتك وخبراتك الحالية فقط إذا كنت تطمح للاستمرار في عالم الأعمال ناهيك عن التقدم. ولكن كيف يمكننا تحديد المجالات التي ستدر أفضل العوائد من خلال استثمار جهود التطوير فيها؟

خلال عملنا في تدريب المدراء التنفيذيين، لاحظنا أنا وزملائي أن الأشخاص الذين حققوا التطور بطرق تدعم نجاحهم على أفضل وجه ممكن، كانوا يبحثون عن النقاط المشتركة بين ما تحتاجه مؤسساتهم وما سيحقق لهم أكبر قدر من الرضا. لقد اكتشفنا أن تطبيق مفهوم (القنفذ) الذي طرحه جيمس كولينز في كتابه “من جيد إلى عظيم” (Good to Great) سيساعد العملاء على التفكير ملياً في هذا الأمر. فقد وجد كولينز أن المؤسسات العظيمة تُركز على ثلاثة عوامل وهي: المجال الذي سيدفع بالعجلة الاقتصادية للمؤسسة، والمجال الذي يتفوقون فيه، بالإضافة للمجال الذي يثير شغفهم. لقد كانت المقاربة التي أشار إليها الكاتب مفيدة حتى عند استخدامها لمعرفة كيف يمكنك أن تصبح عظيماً على الصعيد الشخصي أيضاً. فيما يلي سنذكر آلية عمل هذه العوامل:

المجال الذي سيدفع بالعجلة الاقتصادية: نحن نعمل على تشجيع المسؤولين التنفيذيين للتركيز على هذا العامل أولاً. كيف يمكنك النمو بطريقة تنعكس على نجاح المؤسسة؟ على سبيل المثال، إذا كنت تعمل في قسم العمليات، يمكنك تحديد العديد من المجالات الجوهرية للتطور. فمن خلال تعلم كيفية إدارة مشاريع العملاء التخصصية الكبيرة، يمكنك تقليص مدة التنفيذ والتسليم بشكل ملحوظ. وعندما تحيط بمجال تعهدات الموارد على نحو أفضل، سيصبح بإمكانك خفض النفقات. وعبر تطوير مهارات التواصل الخاصة بك، ووضع توجيهات إدارية أكثر وضوحاً لموظفيك يمكنك تعزيز الإنتاجية في المؤسسة. جميع تلك العوامل الثلاثة السابقة يمكنها ترك الأثر الإيجابي في جميع النتائج المحققة.

المجال الذي تتفوق فيه: ما إن تتلمس تلك المؤهلات المفيدة التي يمكن أن تعمل على تنميتها، فكر فيما إذا كان بإمكانك حقاً التميز بها. إن أحد سُبل تحقيق هذه الغاية هو النظر فيما إذا كنت تجيد القيام بالمهام المتشابهة، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعتمد طريقة منظمة ومرتبة في إنجاز مهامك، فهذا يدل على أنك تستطيع تعلم إدارة المشاريع المعقدة. وإذا كانت لديك رؤية واضحة حول المهام الواجب إنجازها والأشخاص الأنسب لأداء تلك المهام، فعلى الأرجح يمكنك تعلم كيفية تبادل هذه الأفكار مع فريق عملك بفاعلية أكبر. ومن ناحية أخرى إذا كان لديك مستوى مقبول فقط في مجال البحث، فهذا يعني أنه من الصعب أن تجيد العمل في مجال تعهدات الموارد.

المجال الذي يثير شغفك: وبمجرد أن تتعرف على أماكن تقاطع نقاط قوتك مع مجالات التطور المفيدة، حدد وبشفافية درجة اهتمامك بهذه المجالات. فلنطرح المثال التالي، أنه وبين تلك المهارتين (إدارة المشاريع، وتقديم التوجيهات الواضحة) اللتين تعتقد أن بوسعك التفوق فيهما، وجدت أنك أكثر اهتماماً وتحمساً لمهارة إدارة المشاريع. وكشخص يعمل في مجال العمليات، ستبدو فكرة التسجيل في حلقة دراسية رسمية حول هيكلية العمليات جذابة حقاً، على عكس فكرة العمل على تطوير مهاراتك الشخصية. لذا باشر بالتسجيل في تلك المحاضرات الخاصة بالعمليات. ولكن عليك أن تدرك أيضاً أنه بإمكانك السيطرة على هذا العامل أكثر من أي عامل آخر من العوامل المذكورة في نموذج (القنفذ). في الواقع، يمكنك تحفيز رغبتك في تعلم بعض المهارات ببساطة عبر تحديد المصالح الشخصية التي ستحققها من خلال تعلم تلك المهارات، ثم تصوَر مستقبلك بعد تحقيق تلك المصالح. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي رفع مستوى أدائك في التحدث مع الموظفين حول الأهداف والجداول الزمنية وإعطائهم ملاحظات متوازنة، إلى خلق ثقافة فريق أكثر إيجابية، وبالتالي ستثبت أنك تستحق الترقية لشَغل منصب في الإدارة العليا. على الأرجح سيزداد اهتمامك بالعمل على تحسين هذه المهارات، عندما تتخيل صورة فريقك وهو يشعر بالفخر والسعادة ومديرك وهو يهنئك على إنجازاتك.

بالنظر إلى كل الطرق التي تتغير بها المؤسسات والوظائف، فإنه من الصعب تحديد أي المهارات عليك تطويرها ومتى. يكمن السر في التركيز على المهارات التي ستدفع مؤسستك إلى الأمام، تلك التي تظهر نقاط قوتك، والتي لديك الشغف لتعلمها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .