قانون براندوليني Brandolini's Law

ما المقصود بقانون براندوليني؟ 

قانون براندوليني (Brandolini’s Law): يسمى أيضاً مبدأ عدم تناظر الأكاذيب (Bullshit Asymmetry Principle)؛ وهو مصطلح يشير إلى أن الأكاذيب والمعلومات المضللة المنشورة تحتاج إلى جهد لدحضها أكبر بكثير من الجهد المبذول في تلفيقها. 

صاغ هذا المصطلح المبرمج الإيطالي ألبرتو براندوليني (Alberto Brandolini) عام 2013 وحصل على الإلهام في استنتاج هذا القانون من كتاب التفكير السريع والبطيء (Thinking Fast & Slow) للمفكر الاقتصادي الحائز جائزة نوبل دانيال كانمان (Daniel Kahneman). 

تاريخ المعلومات المضللة

لطالما أنتج البشر معلومات مضللة ويوجد العديد من الأمثلة عنها عبر التاريخ، ففي روما مثلاً استخدمت القصص الملفقة والمضللة لكسب المال وتغيير الآراء؛ وهذا ما حصل خلال فترة صراع أوكتافيان الابن بالتبني للجنرال يوليوس قيصر مع مارك أنتوني أحد أكثر قادة قيصر ثقة؛ إذ لجأ أوكتافيان إلى نشر الأخبار الكاذبة ضد مارك والتي تدعي أنه لم يحترم القيم الرومانية التقليدية مثل الإخلاص والاحترام وذلك من أجل كسب تأييد الجماهير والفوز بالحكم.

وبعد اختراع المطبعة في القرن الخامس عشر زاد انتشار الأخبار الحقيقية والمزيفة على حد سواء، وبحلول أوائل القرن التاسع عشر ظهرت الصحف الحديثة وزادت معها القصص المزيفة والمضللة ومن أشهر القصص في هذا السياق خدعة القمر العظيم في عام 1835 التي نشرتها صحيفة نيويورك صن الأميركية. ونشرت الصحيفة سلسلة من المقالات التي زعمت اكتشاف أحد أشهر علماء الفلك في ذلك الوقت السير جون هيرشل حضارة غريبة على سطح القمر. 

مقالات قد تهمك:

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات المضللة

أصبحت المعلومات المضللة شعاراً عالمياً على مدى الأعوام الأربعة الماضية خاصة بعد التدخل في الشبكات الاجتماعية في أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، وفي عام 2017، أصبحت “الأخبار الكاذبة” كلمة العام لقاموس كولينز (Collins) وظلت في العناوين الرئيسية للأخبار منذ ذلك الحين.

ومنذ تلك الأعوام وضّح الخبراء مخاوفهم من تحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى أسلحة باستمرار، وغالباً ما كانت هذه التحذيرات تلاقي رفضاً على اعتبارها غلواً. 

وبصفة عامة، فإن نموذج العمل الذي تتبعه شركات وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة فيسبوك ويوتيوب وتويتر في السعي إلى التوسع جعلها أكثر عرضة لإساءة الاستخدام. 

استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التزييف 

مع التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي مكّنت الباحثين من التلاعب بالصوت والفيديو وحتى التلاعب في مقاطع فيديو البث المباشر زادت المخاوف من انتشار المعلومات المضللة وظهر ما يسمى بالتزييف العميق وهو مصطلح يعني صنع فيديوهات مزيّفة عبر برامج الحاسوب، ظهر عام 2017، ويستبدل ضمن الفيديو سمات شخص بمظهر شخص آخر بالاعتماد على التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال مقطع فيديو يبدو أصلياً لرئيس تنفيذي يقول إن شركته ستتبرع بمبلغ 100 مليون دولار لإطعام الأطفال الذين يتضورون جوعاً.

اقرأ أيضاً: