نظام المكافأة في الدماغ Brain Reward System

1 دقيقة

ما هو نظام المكافأة في الدماغ؟

نظام المكافأة في الدماغ (Brain Reward System): مسار عصبي يتضمن عدة مناطق في الدماغ البشري، يتم تحفيزه عند الحصول على ما يعتبره الدماغ مكافأة ويُسمى"محفز المكافأة"، وقد يكون هذا المحفز قطعة من الشوكولاته، أو طعاماً مفضلاً أو مشاهدة برنامج ممتع. يؤدي تفعيل هذا النظام إلى إفراز مادة الدوبامين كاستجابة تلقائية، مما يعطي شعوراً بالانتشاء والسعادة.

تطوّر علم الأعصاب كثيراً خلال العقود الماضية، ما مكننا من فهم كيفية عمل نظام المكافأة، وتغيّر نظرة العلماء له إذ بات يُعرف على أنه مجموعة معقدة ودقيقة الهندسة من الشبكات تقع في منتصف الدماغ تماماً، والتي تعمل على إخبارك، من خلال اتصالها مع كل الشبكات العصبية الأخرى بكل ما يحدث لك بشكل لحظي، بالإضافة إلى تصفيتها عن طريق مخزن واسع من تجاربك السابقة. تتصل الخلية العصبية العادية بما يقارب الـ 10,000 خلية أخرى، وتملك أجزاء من "نظام المكافأة" خلايا قادرة على تكوين اتصالات أكثر بخمسين مرة من الخلايا العادية.

نظام المكافأة في الدماغ وغريزة البقاء

يتشكل "نظام المكافأة" من المصدر نفسه الذي عزز غريزة البقاء خلال تاريخ التطور البشري الواسع، فعلى سبيل المثال، لأن أدمغتنا تطورت بشكل عام في الأوقات التي كان الغذاء فيها شحيحاً، ولأن امتلاك البشر للرغبة في الأكل عند توفر الطعام هو الفرق بين البقاء والزوال، يجد معظم البشر أنّ تناول الطعام أمر مجز، بحيث يستهلكونه بشكل أكبر من حاجتهم الفورية، وذلك استعداداً لاحتمالية عدم الأكل مجدداً ليومين قادمين. لهذا إذا كنت جالساً في غرفة مؤتمرات محدّقاً إلى علبة كعك محلّى، ربما تصعب عليك مقاومة أكل قطعة منها. وبالنسبة لأغلبنا، يحتاج ركن السيارة بعيداً عن وجهتنا جهداً واعياً، متجاوزين تلك الراحة البسيطة التي نشعر بها عندما نجد أقرب مكان فارغ في موقف السيارات، لأن الحفاظ على الطاقة يعني البقاء على قيد الحياة في هذه الحالة.

تطورت أدمغتنا ليتم مكافأتها بالتجديد والإبداع، وهو اتجاه يستغله المصمّمون والمعلنون، فقد تم الحفاظ على هذا التفضيل في تراثنا الجيني لأنه أعطانا القدرة على البقاء، وبدونه ما كنا لنكتشف أشياء جديدة وما كنا لنقدر على اختراع حلول مبتكرة للمشاكل التي فرضتها الظروف دائمة التغيّر.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي