القيادة الديمقراطية Democratic Leadership

ما هو أسلوب القيادة الديمقراطي؟

القيادة الديمقراطية (Democratic Leadership): أحد الأنواع الستة لأساليب القيادة حسب تصنيف عالم النفس الأميركي “دانييل غولمان”، ونُشر هذا التصنيف في مقال بهارفارد بزنس ريفيو عام 2000.

يعزز القائد الديمقراطي المرونة وروح المسؤولية من خلال السماح للعاملين بإبداء آرائهم في القرارات التي تؤثر في أهدافهم، وفي الكيفية التي يؤدون بها عملهم. ويدرك القائد الديمقراطي ما يتعين عليه القيام به لرفع معنويات الموظفين من خلال الاستماع إلى مخاوفهم. ونظراً لأن الأشخاص العاملين في نظام ديمقراطي يُبدون آراءهم في تحديد أهدافهم وتحديد معايير تقييم النجاح، فإنهم غالباً ما يكونون واقعيين للغاية بشأن ما يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه.

خصائص القيادة الديمقراطية

لخّصه غولمان في عبارة “ما رأيك؟”، ويقوم هذا الأسلوب على بناء القائد الثقة والاحترام والالتزام بينه والآخرين من خلال قضاء وقت في مشاركة الأمر معهم والحصول على أفكارهم. وينطوي على خصائص أساسية عدة تظهرها الفرق التي تُقاد بهذا الأسلوب، ومن أبرزها:

  • تشجيع التعاون والعمل الجماعي: يشجع القادة الديمقراطيون أعضاء فريقهم على العمل معاً للتوصل إلى أفكار مختلفة وحلول إبداعية للمشكلات المعقدة، ويسهّلون لحظات التعاون بين أعضاء الفريق.
  • المشاركة العالية للموظفين: أي مشاركة الفريق في عملية صنع القرار، من خلال تشجيعهم على الخروج بأفكار وحلول إبداعية والاستماع إليها.
  • تعزيز الإبداع: نتيجة ثقة القادة في فرقهم لتوليد الأفكار والتوصل إلى حلول، يُحفَّز الإبداع التنظيمي لديهم ويسعون إلى العمل معاً بطرق جديدة، ويشجع القادة الديمقراطيون مثل هذه السلوكيات من خلال مكافأة التفكير الإبداعي.
  • الإنصاف: عبر وضع القادة مبادئ توجيهية واضحة، وإرشادات للأهداف التي ينبغي تحقيقها، وعدم إظهار أي علامة على التحيز أو المحسوبية.

إيجابيات القيادة الديمقراطية

تمتلك القيادة الديمقراطية العديد من الجوانب الإيجابية، ومن أبرزها نذكر:

  • المساعدة في حل المشكلات المعقدة بطريقة تعاونية.
  • تعزيز الرضا الوظيفي.
  • تشجيع الثقة والاحترام بين أعضاء الفريق.
  • بناء فريق عمل أكثر قوة.
  • زيادة الإنتاجية.
  • خلق تواصل بين المدير ومرؤوسيه.
  • تعزيز التدفق الحر للأفكار.
  • تحسين الوعي بقيم الشركة.

سلبيات القيادة الديمقراطية

رغم إيجابياته، فإن أسلوب القيادة الديمقراطي له أيضاً جوانبه السلبية، ومن أبرزها:

  • بطء عملية اتخاذ القرارات: وذلك لأن القيادة الديمقراطية تتطلب مساهمة العديد من الأشخاص في عملية صنع القرار، والتوصل إلى إجماع مشترك كفريق. ما قد يتسبب في تباطؤ سير العمل وتأخيره.
  • انخفاض فعاليته في الأزمات: يواجه القادة الذي يتبعون هذا النمط صعوبة في اتخاذ قرارات فورية دون استشارة أعضاء الفريق في حالة الأزمات الطارئة.
  • نقص الخبرة اللازمة لاتخاذ قرار مستنير: ينصب التركيز في أسلوب القيادة الديمقراطي على مراعاة وجهات نظر الجميع، بغض النظر عما إذا كانوا يتمتعون بالخبرة الكافية لاتخاذ القرارات الصحيحة، ما قد يتسبب في اختيارات مضللة لا تحل المشكلة.
  • تصعيد النزاعات: يستخدم بعض القادة الديمقراطيين هذا الأسلوب لتأجيل اتخاذ القرارات الحاسمة على أمل أن تُسفر دراسة الأشياء عن رؤية باهرة في نهاية المطاف. وفي الواقع، ينتهي الأمر بشعور موظفيهم بالحيرة وأنهم بلا قائد، بل إنّ من شأن مثل هذا النهج تصعيد حدة النزاعات.

الفرق بين القيادة الديمقراطية والقيادة الأوتوقراطية

تتجلى أبرز الاختلافات بين نمطي القيادة فيما يلي:

  • تمنح القيادة الديمقراطية المرؤوسين فرصة متساوية للمشاركة في عملية صنع القرار المتعلقة بما يجب القيام به، وآلية تنفيذه، أما القيادة الأوتوقراطية فيوجه فيها القائد المرؤوسين فيما يتعلق بما يجب القيام به، وآلية تنفيذه.
  • تكون القيادة الديمقراطية موجهة أكثر نحو العلاقات، وتهدف إلى تحسين العلاقة بين المرؤوسين، أما القيادة الأوتوقراطية فهي موجهة نحو المهام التي تعطي مزيدًا من التركيز على إكمال المهمة بنجاح.
  • تنطوي القيادة الديمقراطية على مستوى منخفض من السيطرة، على عكس القيادة الأوتوقراطية التي تمتلك مستوى عال من السيطرة.

اقرأ أيضاً: