الاستراتيجية الطارئة Emergent Strategy

ما الاستراتيجية الطارئة؟

الاستراتيجية الطارئة (Emergent Strategy): مصطلح يستخدم في عالم الأعمال ويشير إلى الاستراتيجية التي لا تعتمد على نية مسبّقة ولكنها تتشكل من استجابة الشركة لمجموعة متنوعة من الأحداث غير المتوقعة.

صاغه هنري مينتزبيرغ (Henry Mintzberg) في مقال نشر عام 1978، ثم توسع في الشرح عنه ضمن كتابه “صعود وسقوط التخطيط الاستراتيجي” (The Rise and Fall of Strategic Planning) الذي نشر عام 1994.

سلبيات الاستراتيجية الطارئة 

ينتقد مينتزبيرغ الاستراتيجيات الطارئة ويرى أن معظم القادة يعتمدون على فكرة أن الاستراتيجية تتبلور مع نضوج الأحداث، ويبررون ذلك بأن المستقبل متقلب وغير قابل للتنبؤ به، وليس من المنطقي اتخاذ خيارات استراتيجية حتى يصبح المستقبل واضحاً بدرجة كافية. وعليه يرى مينتزبيرغ أن الاستراتيجية الطارئة مجرد عذر مفيد لتجنب الخيارات الاستراتيجية الصعبة، ولتكرار الاختيارات التي يبدو أنها ناجحة بالنسبة إلى الآخرين، باعتبارها “التابع السريع”، ولتجنب أي انتقاد لعدم الانطلاق في اتجاه جريء. لن يؤدي اتباع اختيارات المنافسين إلى تحقيق ميزة أو قيمة فريدة أبداً. لم يقصد مينتزبيرغ أي شيء من هذا، ولكنه نتيجة شائعة لإطار عمله لأنه يريح المدراء.

الفرق بين الاستراتيجية الطارئة والاستراتيجية المتعمدة

يتمثل الاختلاف الجوهري بين الاستراتيجية الطارئة والاستراتيجية المتعمدة في أن الأولى تنشأ دون نية مسبّقة لدى المدراء بوضعها إذ تُنشئها الإدارات استجابة للأحداث المستعجلة، في المقابل فإن المدراء يضعون الاستراتيجية المتعمدة بناءً على نية مسبقّة.

كيفية تفادي الاستراتيجية الطارئة

يشجع مينتزبيرغ المدراء على مراقبة التغييرات في بيئة أعمالهم بدقة وتصحيح استراتيجيتهم المتعمدة وفقاً لها. كما حذّر من مخاطر الالتزام باستراتيجية ثابتة في مواجهة التغيرات الجوهرية في البيئة التنافسية.

نصائح لوضع الاستراتيجية

يقدم مقال “عن الكذبة الكبيرة التي تُدعى التخطيط الاستراتيجي” المنشور في هارفارد بزنس ريفيو، 3 قواعد تساعد الشركات على وضع استراتيجية وتجنب المزالق التي يمكن أن يقعوا فيها، وتتمثل القواعد في الآتي:

  • القاعدة رقم 1: جعل بيان الاستراتيجية بسيطاً؛ إذ يجب التركيز على الخيارات الرئيسية التي تؤثر في المتحكمين بالإيرادات؛ أي العملاء. لأنهم سيقررون إنفاق أموالهم لصالح الشركة في حال كان عرض القيمة الذي تقدمه متفوقاً على المنافسين.
  • القاعدة رقم 2: الاستراتيجية لا تستوجب المثالية؛ إذ يشعر المدراء دون وعي أن الاستراتيجية يجب أن تحقق الدقة والقوة التنبؤية الموجودة في تخطيط التكلفة، وبعبارة أدق، يجب أن تكون قريبة من المثالية. وبما أن الاستراتيجية تتعلق أساساً بالإيرادات وليس بالتكلفة، فإن المثالية تعد معياراً مستحيلاً. وبالتالي، تقلل الاستراتيجية في أفضل حالاتها من مخاطر مشاريع الشركة. يجب على المدراء استيعاب هذه الحقيقة إن أرادوا عدم القلق من عملية صناعة الاستراتيجية.
  • القاعدة رقم 3: إيضاح المنطق في الاستراتيجية؛ الطريقة الوحيدة المؤكدة لتحسين معدل نجاح الاختيارات الاستراتيجية هي اختبار منطق التفكير. لكي تكون الاختيارات منطقية، ما الذي يجب التفكير فيه بشأن العملاء، وتطور القطاع، والمنافسة؟ ومن المهم كتابة الإجابات عن هذه الأسئلة، لأن العقل البشري يميل إلى إعادة صياغة التاريخ وتصور الأحداث بأنها جرت بالشكل المخطط له بدلاً من تذكر كيف جازف في اتخاذ القرارات الاستراتيجية ولماذا.

اقرأ أيضاً: