كيف تحافظ على حماسك على الرغم من استمرار الحجر المنزلي؟

5 دقائق
الحفاظ على الحماس في الحجر المنزلي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: بعد مرور شهور طويلة من الحجر المنزلي الإلزامي بسبب جائحة “كوفيد-19″، وعدم القدرة على الالتقاء بالأصدقاء والعائلة، ومحاولة التوفيق بين مسؤوليات المنزل والعمل، من الطبيعي أن يشعر كثير منا بالإحباط والغضب والاحتراق الوظيفي. ببساطة، لقد طفح الكيل. صحيح أنك قد تشعر بميل للاستسلام، لكن بإمكانك مقاومة هذا الشعور وزيادة حماسك، ليس كي تتمكن من تجاوز هذه الفترة فحسب، بل ولتزدهر فيها أيضاً. وذلك ممكن بعدة طرق تساعدك في الحفاظ على الحماس في الحجر المنزلي، أولاً، اشعر بغضبك ونفس عنه بطرق صحية. ثانياً، ابحث عن التغييرات التي يمكنك إحداثها في وضعك، واقبل بما لا يمكنك تغييره. ثالثاً، طور استراتيجية للتقدم ضمن هذه الحقائق. وأخيراً، تذكر أن تعتني بنفسك جسدياً ومعنوياً.

يتصل بي أشخاص من جميع أنحاء العالم لأنهم وصلوا إلى نقطة الانهيار. فقد طفح الكيل ببساطة، من البقاء محتجزين في منازلهم؛ ومن العمل عن بعد؛ ومن إغلاق الشركات؛ ومن إغلاق المدارس؛ ومن العزلة؛ طفح الكيل من كل شيء.

والرسالة المشتركة التي يرسلونها في استشارات إدارة الوقت هي: “لا أستطيع الاستمرار على هذا الحال”، وينفجر بعضهم بالبكاء.

غيرت جائحة “كوفيد-19” حياتنا كلها بعدة طرق. وبعد شهور طويلة من الحجر المنزلي الإلزامي، وعدم القدرة على الالتقاء بالأصدقاء والعائلة، ومحاولة التوفيق بين مسؤوليات المنزل والعمل، من الطبيعي أن يشعر كثير منا بالإحباط والغضب والاحتراق الوظيفي. وإذا وجدت نفسك في هذا الموقف، وشعرت أنك لم تعد قادراً على التعامل مع ما يجري، وأنك فقدت الحماس ولو لمجرد المحاولة، فأنت لست وحدك في ذلك. إذ سيؤدي تعرضك لضغط هائل وازدياد مسؤولياتك وفقدان شبكات الدعم الاجتماعية حتماً إلى الاحتراق الوظيفي والانهيار.

لكن الخيار في يدك، فإما أن تخنع للضغط وتستسلم، وإما أن تستجمع قوتك وتناضل لأجل عملك وحياتك وصحتك النفسية. إذا اخترت الخيار الأول فستضمن الفشل حتماً، في حين يتيح لك الخيار الثاني فرصة للابتكار وتحقيق النجاح واكتساب قوة أكبر عن طريق ما تمر به.

كيفية الحفاظ على الحماس في الحجر المنزلي

أوصيك بالاستفادة من كل ما يحدث معك الآن واعتباره فرصة لتكتسب مرونة أكبر وتزيد رغبتك وحماسك لبذل قصارى جهدك كل يوم. وبدلاً من السماح لكل ما يحدث بإرهاقك والحطّ من عزيمتك، واجه الحياة بالأمل والإصرار اللذين يحفزانك لتجاوز هذه الظروف والازدهار فيها.

اشعر بغضبك

شعورك بالغضب حيال ما يحدث الآن أمر طبيعي وعادي جداً. ومن المهم أن تعترف بهذا الغضب وتعبر عنه بطرق صحية. إذ يمكن أن يسبب كبت مشاعر الغضب القلق والاكتئاب، إلى جانب أنه قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض في القلب والصداع واضطرابات الجلد ومشكلات في الجهاز الهضمي. وقد يؤدي الغضب الذي لا تتم معالجته بطرق صحية إلى توجيه إساءات عاطفية أو جسدية لأقرب الناس إليك.

للتخلص من الغضب والإحباط والانفعال الشديد، يجب عليك أن تتعرف على ما تشعر به وتقبل به. ففي علم النفس، تتمثل مفارقة القبول في أنك عندما تقبل ما تشعر به فعلاً، فستفقد هذه المشاعر سيطرتها عليك. لذا، اقبل مشاعرك، اعترف أنك سئمت، وتشعر بالإحباط والغضب والاشمئزاز وما إلى ذلك، فهذه هي الخطوة الأولى نحو التحرر.

ثم ابحث عن طرق صحية للتنفيس عن غضبك. وإذا كنت في حالة انفعال شديد، يمكنك ببساطة أن تبقى وحدك قدر الإمكان وتنفس عما تشعر به، ربما عن طريق الركض بسرعة كبيرة، أو ضرب كيس الملاكمة، أو الصراخ في الوسادة أو في السيارة، أو القيام بأي نشاط يساعدك على تهدئة نفسك كالتنفس العميق البطيء أو ممارسة تمارين التمدد أو تدوين أفكارك على الورق. الغضب عاطفة قوية للغاية، وستستمر طاقتها بتهييجك إلى أن تنفس عنها.

تحقق من الممكن

نحب دوماً أن تكون لدينا أماكن ثابتة نذهب إليها وطرق معينة للقيام بالأمور، لكن الفترة الحالية تفرض علينا التحقق من ملاءمة كل شيء. بالنسبة لي شخصياً، قمت بتغيير دار العبادة والصالة الرياضية المعتادين كي أتمكن من الالتقاء بالآخرين بصورة آمنة في البيئة الأنسب لي. كما قام بعض معارفي بنقل أولادهم إلى مدارس مناطقهم التعليمية أو مدارس خاصة كي يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة 5 أيام في الأسبوع بدلاً من خيارات التعليم عن بعد، في حين اختار آخرون العكس وفضلوا البقاء بعيداً بصورة تامة. وأعرف أشخاصاً انتقلوا إلى ولاية أخرى، بصورة مؤقتة أو دائمة، كي يحصلوا على خدمات المدارس والمرافق الأخرى.

ماذا عنك؟ هل يمكنك تحديد أماكن جديدة يمكنك الانتقال إليها من أجل القيام بما تستمتع به؟ في بعض الأحيان، ستعثر على عدد أكبر من الفرص المتاحة بمجرد الخروج عن حدود المدينة أو المقاطعة أو الولاية. وبما أن معظم الأعمال وعدداً كبيراً من المدارس قد انتقلت إلى نموذج العمل عن بعد، فالانتقال إلى منطقة ريفية أو ولاية أخرى أصبح ممكناً من دون تعطيل روتين عائلتك بدرجة كبيرة.

وإذا كنت ترغب بالحفاظ على اتزانك العقلي، وتحتاج إلى عدم التقيد بأوامر البقاء في المنزل وإلى إرسال أولادك إلى مدارسهم، وإلى صالات رياضية تفتح أبوابها، فقد يكون لديك خيارات أكبر خارج بيئتك المحيطة بك مباشرة. ابحث عنها، استأجر عقاراً بعقد قصير الأجل، أو فكر بالانتقال الدائم إذا كان هذا الخيار مناسباً لك. إذا كنت تملك الخيارات والموارد اللازمة لتنفيذها، فقد تتمكن من الانتقال إلى وضع لا تسبب لك الحياة اليومية فيه ضغطاً، كي تكتسب طاقة وحماساً أكبر لتولي أمور العمل والجوانب المهمة الأخرى من حياتك.

اقبل ما لا يمكنك تغييره

قد تكون هناك مجالات لا ترغب في تغيير وضعك فيها، أو لا تستطيع تغييره. فمن الممكن أن يكون أولادك سعداء وناجحين في النهج الهجين المتبع في المدرسة والمجتمع؛ أو من الممكن ألا تملك المال الكافي للانتقال من مكان إقامتك ولو مؤقتاً؛ أو ربما اختارت الشركة التي تعمل لديها الاستمرار بعمل الموظفين عن بعد على مدى فترة زمنية مطولة، وعلى الرغم من أن هذا الوضع ليس مثالياً فأنت تحب هذه الشركة ولا ترغب بترك عملك فيها.

في هذه الحالات، يجب أن تقبل وضعك كما هو. يساعد قبول ما لا يمكنك تغييره أو ما تختار عدم تغييره على تقليل الضغط الذي تشعر به، لأنك تقرّ باستقلاليتك وتقول: “أنا أختار البقاء في هذه الوظيفة، كي أبقى مشاركاً في هذه المؤسسة، أو كي أبقى في هذه المدينة. ومن خلال هذا الخيار أنا أقبل القيود الفلانية المفروضة علينا حالياً، وأنا مسيطر عليها”. بمجرد قبولك بالوضع، ابحث عن طرق لجعله عملياً أكثر بالنسبة لك.

طور استراتيجية للمضي قدماً

ما أن تتحقق من كل ما هو محيط بك، يجب أن تطور استراتيجية للمضي قدماً ضمن هذه الحقائق.

إذا كنت تعمل من المنزل ولا تشعر بالراحة في مساحة عملك الحالية، فمن الممكن إجراء تعديلات صغيرة من أجل تحسين الوضع وجعله مريحاً أكثر، كإضافة كرسي جديد أو تركيب إضاءة أفضل. أو انقل مكتبك إلى غرفة أخرى لتغيير المنظر. إذا كان أطفالك يتعلمون عن بعد، فكر في الاستعانة بجليسة أطفال أو الانضمام إلى مجموعة دعم لمساعدتك في الإشراف عليهم. وإذا لم يكن ذلك ممكناً، جرب وضع جدول أعمال يساعدك على تجهيز أطفالك قدر الإمكان قبل بدء وقت المدرسة كي تخفف من المقاطعات في أثناء اليوم.

واعمل على وضع استراتيجيات تساعد على تحفيزك لإنهاء الأعمال. قد يكون ذلك عن طريق الاشتراك في خدمات مثل “فوكَس ميت” (Focusmate)، حيث تحصل على رفيق عمل عن بعد يقضي معك عبر اتصال الفيديو فترات محددة تتمكن في أثنائها من التركيز على العمل. أو يمكنك تحديد مجال ما في عملك ترغب في تعلم المزيد عنه والنمو فيه. وبدلاً من السعي لمجرد “تدبر أمرك” في جميع جوانب عملك، اختر مشروعاً واحداً على الأقل لتبذل فيه جهداً استثنائياً وتحقق فيه نجاحاً كبيراً يساعدك على التقدم. سيتطلب منك اختيار مشروع ممتد جهداً أكبر قليلاً كي تخرج من حالة تقديم “الحدّ الأدنى المقبول” وتعيد تنشيط شغفك فيما تفعله.

استثمر في الاعتناء بنفسك

لا تنسَ أن تعتني بنفسك. قد تشعر كل ليلة برضا آني ناتج عن الإفراط في تناول بعض الأطعمة أو المشروبات، لكنه خيار يضر بصحتك على المدى الطويل. إلا أنه بإمكانك تغيير كيمياء دماغك عن طريق الاستثمار في أمور بسيطة توقع أثراً كبيراً على حالتك العقلية يشمل حمايتك من الاكتئاب والقلق وضمان حصولك على كفايتك من النوم.

تشمل هذه الخيارات ممارسة التمارين الرياضية والخروج إلى الهواء الطلق وممارسة هواية إبداعية والتواصل مع العائلة والأصدقاء والضحك والتعبد وتدوين اليوميات وحضور الخدمات الدينية والقراءة والاستماع إلى الموسيقا. هذه النشاطات البسيطة ستساعدك على إفراز هرمونات تمنحك شعوراً جيداً، إلى جانب أنها تجنبك الشعور بالعجز المكتسب، أي الشعور بأنك مهما فعلت فلن تتمكن من تحسين وضعك.

يمر العالم أجمع بفترة صعبة بصورة استثنائية. لكن، كلي ثقة بأنك قادر على تجاوز هذه الفترة والخروج منها بحال أفضل من ذي قبل. اتبع هذه الخطوات كي تحافظ على حماسك في الحجر المنزلي وتستمر بالتقدم، حتى وإن كنت تواجه أوقاتاً صعبة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .