لماذا يجب أن تتحدث عن امتيازاتك في العمل؟

3 دقائق
التحدث عن الامتيازات

ملخص: يتمتع كل شخص بمستوى معين من الامتيازات، ومن المهم أن تكون منفتحاً بشأن التحدث عن الامتيازات في العمل. إذاً، كيف يمكن أن تتحدث عنها بشكل بنّاء؟ أولاً، اعترف أن امتيازاتك لا تعني أنك وُلدت وفي فمك ملعقة ذهبية، بل تعني أن أجزاء معينة من تركيبتك الديموغرافية قد أوجدت لك مميزات لا يمتلكها الآخرون. ثانياً، شجع الموظفين على التفكير في امتيازاتهم وامتيازات زملائهم، وكيفية تغيرها في المواقف المختلفة. أخيراً، أوضح أن الحديث عن هذه المسائل هو الخطوة الأولى لمعالجة أوجه عدم المساواة.

هل لديك امتياز؟

كان هذا السؤال، الذي يبدو عادياً، مثيراً للرعب في المحادثات التي تتناول التنوع والشمول. الإجابة عن السؤال هي “نعم”. إذا كنت على قيد الحياة وتتنفس، فأنت بذلك تتمتع بمستوى من الامتيازات. لكن لنكن واضحين: مقدار الامتيازات الذي يتمتع به الفرد يختلف اختلافاً كبيراً بناءً على عدد من المتغيرات. والأهم من ذلك، أننا بحاجة إلى أن نكون قادرين على مناقشة الامتيازات وسبب أهميتها دون أن يتحول الأمر إلى حالات سوء فهم أو مواقف دفاعية أو ما هو أسوأ.

يمكن أن تكون هذه المحادثة بنّاءة.

لماذا من المهم التحدث عن الامتيازات من الأساس؟ لأنه يمكن أن يرفع الوعي بالمزايا والعيوب، ويتحدى الأعراف التي قد تعمل ضد الفئات غير الممثلة تمثيلاً كاملاً، ويؤدي إلى خلق ثقافة أكثر تنوعاً وشمولاً، التي أظهرت بحوث كثيرة أنها تُعد ميزة تنافسية. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها شركة “ماكنزي” (McKinsey) لعام 2020 أن الشركات التي تقع في الربع الأعلى فيما يتعلق بتحقيق التنوع العِرقي والثقافي في فِرقها التنفيذية أكثر احتمالاً بنسبة 36% للتفوق في الأداء على هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب.

كيف يكون التحدث عن الامتيازات؟

إذاً، كيف يكون التحدث عن الامتيازات؟ يجب أن نبدأ بالحديث عما هو ليس من الامتيازات.

امتلاك امتيازات لا يعني أنك ولدت بملعقة ذهبية في فمك ولم تضطر على الإطلاق إلى العمل بجد أو أنك حققت النجاح دون معاناة، بل يعني ببساطة أنك قد تتمتع بمميزات معينة لأنك ضمن الفئات التي تمثل الأغلبية، بناءً على أجزاء من تركيبتك الديموغرافية.

ولأننا جميعاً لدينا امتيازات، فإن الخطوة التالية هي الاعتراف بما تملكه من امتيازات. فالقيام بذلك يقلل من الدفاعات ويُظهر مواطن الضعف ويمهد الطريق لتبنّي سلوكات الشمول.

بعد ذلك، ستحتاج إلى تشجيع أعضاء فريقك على التفكير في الامتيازات التي يتمتعون بها وكيفية تغيرها في المواقف المختلفة. قُرب الشخص من الفئات التي تشكل الأغلبية مهم. فكلما كنت أقرب إلى هذه الفئات، قلت العقبات التي قد تواجهها، وزادت المميزات التي قد تتمتع بها. على سبيل المثال، إذا تم تعريف معظم قوة العمل على أنها من الرجال ذوي البشرة البيضاء، فستتمتع النساء ذوات البشرة البيضاء بامتيازات أكثر من النساء ذوات البشرة الملونة. في الواقع، وفقاً لشركة “ديلويت” (Deloitte)، في عام 2020 “حققت النساء ذوات البشرة البيضاء أكبر زيادة في النسبة المئوية فيما يتعلق بمقاعد مجلس الإدارة المكتسبة في كل من ‘فورتشن 100’ و‘فورتشن 500’، وهي نسبة أكبر من التي حققها الرجال أو أي فئة أخرى: 34 مقعداً (15%) في ‘فورتشن 100’ و209 مقاعد (21%) في ‘فورتشن 500’“.

التعرض للتمييز

شجع الموظفين على التفكير في الأشخاص الذين يمثلون الأغلبية والأقلية في فريقك ووحدة عملك ومؤسستك والمجتمع، وكيف ينسجمون في كل مكان، مع الأخذ في الاعتبار ليس فقط العِرق والنوع الاجتماعي، لكن أيضاً الوضع الاجتماعي والاقتصادي ومستوى التعليم وعوامل أخرى. ويمكنهم مشاركة هذه الأفكار مع زملائهم في الفريق، إذا كانوا على استعداد لفعل ذلك. وذكّرهم أيضاً أن مقدار الامتيازات الذي نتمتع به يمكن أن يتغير بينما ننتقل من الجماعة المنبوذة إلى الجماعة المفضلة أو العكس.

أخيراً، تحدث عن سبب أهمية التحدث عن الامتيازات ومناقشة هذه المسائل. فعندما نفهم امتيازاتنا مقارنة بالآخرين، نبدأ في معرفة أي من زملائنا في الفريق لا يستطيعون المشاركة بشكل كامل، ما يقلل من فعالية الفريق. انتبه إلى: مَن الذي يعبر عن رأيه؟ ومَن لا يفعل ذلك؟ ومَن الذي لا يكون موضع شك تلقائياً؟ ومَن الذي يجب أن يعمل بجد لإثبات نفسه؟

عندما نتناول الفروق الدقيقة فيما يتعلق بما نمتلكه من امتيازات، سيستفيد الجميع. في أعقاب الاحتجاجات التي تلت مقتل جورج فلويد، تعهد الكثير من المؤسسات بدعم ليس فقط الموظفين ذوي البشرة السمراء، لكن أيضاً بتحسين الممارسات المتعلقة بتوظيف جميع الأشخاص ذوي البشرة الملونة وترقيتهم وبقائهم على رأس العمل. عندما كنت أعمل في شركة “شيفرون” (Chevron)، أطلقنا برنامجاً مصمماً للنهوض بالمرأة في مكان العمل: “رجال يدعون إلى تغيير حقيقي” (MARC) بالشراكة مع مؤسسة “كاتاليست” (Catalyst). ومن خلال حلقات النقاش يشجع هذا البرنامج على الحديث عن التحديات التي تواجهها الموظفات. ثم عززنا هيكل البرنامج لإقامة حوار جماعي مماثل حول العقبات التي يجب التغلب عليها بالنسبة إلى جميع الفئات غير الممثلة تمثيلاً كاملاً.

يمكن أن يؤدي التحدث عن الامتيازات بالطريقة الصحيحة إلى تحسين ديناميات مؤسستك وبناء الثقة والتفاهم والاستفادة من قيمة أهم مواردك: المواهب.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .