احذر من الاعتماد حصراً على المسمى الوظيفي عند البحث عن وظيفة جديدة

6 دقائق
المسمى الوظيفي
سيري ستافورد/غيتي إميدجيز

ملخص: ما هو أول شيء تركز عليه عند التقدم بطلب للحصول على وظيفة جديدة أو عند البحث عن وظيفة؟ إذا قلت إنه المسمى الوظيفي، فاعلم أنك لست وحدك. فهذا هو ما يخطئ فيه معظم الموظفين الشباب عند البحث عن وظيفة.

  • تكمن المشكلة في أن المسميات الوظيفية غالباً ما تكون مضللة. إذ يمكن أن ينطوي المسمى الوظيفي نفسه على مهمات مختلفة تماماً في مؤسسات مختلفة.
  • لتحسين مهاراتك في البحث عن وظيفة ستحب القيام بها، جرب إجراء هذا التمرين المكوّن من جزأين: أولاً، اسأل نفسك 4 أسئلة بسيطة: مَن الذي ترغب في البقاء على مقربة منه طوال اليوم؟ ما الذي ترى أنه يمكنك فعله؟ وأين تريد فعله؟ ولماذا تريد فعله؟ أجب بصراحة.
  • وبعد ذلك استخدم إجاباتك لجعل بحثك أكثر تحديداً. اكتب “وظائف في [مجال اهتمامك]” في محرك البحث جوجل، إذ سيؤدي هذا البحث البسيط إلى إظهار الكثير من المعلومات القيّمة؛ من مؤسسات مهنية إلى مواقع توظيف تعرض وظائف شاغرة محددة.
  • حتى إن بدت الوظيفة مناسبة تماماً لك، فلا تتوقف عن البحث. ابحث عن وظائف في مؤسسات عديدة تفي بمتطلباتك “التي لا غنى عنها”، وقارن بين أوصافها الوظيفية.

 

حصلت أخيراً على وظيفتك الأولى. وعندما تقدمت بطلب للحصول عليها، بدا أنها الوظيفة المثالية من حيث المسمى والوصف الوظيفي والمؤسسة. وكانت عائلتك وأصدقاؤك يتفقون معك في أنها تناسبك تماماً. ولكن الآن، بعد مرور 6 أشهر، وجدت أنها ليست كما كنت تتوقع. فأنت لا تفعل كل الأشياء الرائعة التي ذُكرت في الوصف الوظيفي، وبالكاد تعكس مسؤولياتك مسماك الوظيفي. وأصبحت تشعر أنك عاجز ومتعب ومخدوع.

‎إذا بدا كل ذلك مألوفاً لك، فاعلم أنك لست وحدك مَن تشعر بذلك.

نادراً ما يكون من السهل الحصول على وظيفة، فما بالك بالحصول على وظيفة تحبها، خاصة لهؤلاء الذين ينضمون إلى قوة العمل. في حين أن لكل وظيفة جوانب ستثير حماسك أكثر من غيرها، فبصفتي مدربة مهنية ومديرة تنفيذية في مركز التوظيف بجامعة فاندربيلت، رأيت العديد من الخريجين الجدد يضطلعون بأدوار يتبين في نهاية المطاف أنها لا تتناسب مع أهدافهم بعيدة الأجل.

إن المحاولة والخطأ ضروريان لمعرفة المسار الذي تشعر أنه مناسب لك، ولكن القيام ببعض الأشياء قبل بدء البحث يمكن أن يساعدك على تجنب الوظائف التي (قد) لا تكون مناسبة لك.

يوجد أدناه تمرين من جزأين لمساعدتك على تحسين عملية بحثك، وآمل أن تحصل في النهاية على وظيفة ستستمتع بالقيام بها.

الجزء الأول: اسأل نفسك 4 أسئلة بسيطة

غالباً ما يكون أول شيء يركز عليه الموظفون الشباب عند التقدم بطلب للحصول على وظيفة جديدة هو الشيء الخطأ: المسمى الوظيفي. في الواقع يقوم الأشخاص بذلك غريزياً. أليست هذه هي أسهل طريقة لإيجاد الوظيفة التي تريدها بالفعل؟ فأنت تبحث في محرك البحث جوجل أو موقع إنديد أو لينكد إن ببعض الكلمات المفتاحية، أو باستخدام محرك بحث آخر يُظهر لك كل ما هو متاح أو كل ما يتعلق نوعاً ما بما بحثت عنه.

تكمن المشكلة في أن المسميات الوظيفية يمكن أن تكون مضللة. فالعديد من المسميات الوظيفية التي تُصنَّف في فئة “التسويق” تنتمي في الواقع إلى فئة المبيعات. قد يبدو مسمى “محلل استشاري” مهماً، ولكن من المحتمل جداً أن ينتهي بك الأمر إلى فرز المخزون وأداء مهمات عادية أخرى في هذا الدور (خاصة في أثناء بناء قاعدة عملاء). يمكن أن يكون لدور في قسم “علاقات العملاء” معنى مختلف اعتماداً على مكان عملك؛ إذ قد يكون لعالم ديزني منظور معين بينما تتبنى شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا منظوراً آخر تماماً. حتى إن بعض المؤسسات تستخدم مسميات رائعة لإخفاء وظيفة لا يريد أحد قبولها أو لتبرير ساعات العمل الأطول أو الراتب الأقل.

قبل أن تقلق بشأن المسمى الوظيفي، يجب أن تحدد بالضبط نوع الوظيفة التي تبحث عنها. إذ سيساعدك هذا على التمييز بين المسميات التي تتواءم مع أهدافك وتوقعاتك، والمسميات التي لن تكون كذلك في الواقع. حاول الإجابة عن هذه الأسئلة.

مَن؟

مَن الذي ترغب في البقاء على مقربة منه طوال اليوم؟ مَن هم العملاء أو الزملاء الذين ترغب في التعاون معهم؟  مَن الذي تريد أن تتواصل معه؟ فكر في مهن هؤلاء الأفراد أو مستوى تعليمهم أو شخصياتهم أو أنماط حياتهم.

أمثلة على الإجابات:

  • أريد العمل مع طلاب جامعيين وخريجين جدد.
  • أريد أن أكون بالقرب من الأشخاص الذين يسعون إلى تحقيق هدف محدد.
  • أريد أن يكون عملائي أشخاصاً يحتاجون إلى مساعدة في إدارة شؤونهم المالية.

ما؟

ما الذي ترى أنه يمكنك فعله؟ هل يمكنك تقديم استشارات أم التأليف أم التحليل أم التصميم أم اختراع شيء ما أم التدريب المهني أم التدريس؟ هل تريد مساعدة شخص ما؟ من أي ناحية؟ من خلال تقديم التوجيه القانوني أو المالي؟ أم من خلال تقديم خدمات تتعلق بالصحة النفسية؟ ما هو نوع المعلومات أو المواد التي تريد استخدامها؟ هل هي بيانات؟ هل هي مواد يمكنك تشكيلها؟ هل تفضل العمل في بيئة تفاعلية وتعاونية للغاية؟ أم العمل بمفردك؟

أمثلة على الإجابات:

  • أرغب في تقديم المشورة والتوجيه المالي للأشخاص.
  • أريد أن أكون قادراً على تدريس كيفية وضع الميزانية الأساسية عبر الإنترنت.
  • أريد العمل بانتظام مع أعضاء فريقي.

أين؟

ما هو نوع مكان العمل الذي يثير حماسك؟ إذا كنت من العاملين في مجال الرعاية الصحية، فهل تفضل العمل في مستشفى أم مركز إعادة تأهيل أم عيادة متخصصة؟ إذا كنت تعمل في مجال التدريس، هل تفضل العمل في مدرسة أم جامعة حكومية أم جامعة خاصة؟ هل تريد العمل في بيئة مفتوحة ذات إضاءة طبيعية، أم في مكان مقسَّم إلى حجرات صغيرة؟ هل تريد العمل في مدينة أو ولاية معينة؟ أم السفر للعمل أم العمل بالخارج؟

أمثلة على الإجابات:

  • أريد أن أعمل في مكتب المساعدات المالية بجامعة حكومية.
  • أريد أن أعمل في مدينة على الساحل الغربي مثل سان فرانسيسكو أو سان دييغو.
  • أريد أن أعمل في مساحة مكتبية مفتوحة بها الكثير من النوافذ.

لماذا؟

بمجرد إجابتك عن الأسئلة المذكورة أعلاه، من المهم التفكير في “السبب” وراء اختياراتك. لماذا ترغب في الحصول على الوظيفة التي اخترتها؟ لماذا من المهم العمل مع الأشخاص الذين اخترتهم؟ لماذا تريد تقديم الخدمات التي حددتها؟ لن تساعدك الإجابة عن هذه الأسئلة في إيجاد معنى لوظيفتك والرضا عنها فحسب، بل ستبقيك متحمساً في أثناء البحث أيضاً.

أمثلة على الإجابات:

  • أريد مساعدة الشباب على بناء عادات جيدة.
  • أريد مساعدة عملائي على تحقيق أحلامهم من خلال دعمي لهم.
  • أريد أن أعرف أن نصائحي كان لها تأثير في نهاية يوم العمل.

والآن، حاول القيام بهذا الجزء من التمرين.

الجزء الثاني: حسِّن عملية بحثك

حان الوقت أن تطبق من ذكرته في إجاباتك، وأن تكون محدداً في أثناء البحث. استخدم الأسئلة المذكورة أعلاه لإرشادك. وابدأ بهذه الخطوات الأربع:

1) قيّم إجاباتك. خُذ من وقتك بضع دقائق لمراجعة كل ما كتبته. ما الذي يفاجئك في إجاباتك؟ أي من جوانب هذه الوظيفة المثالية تعجبك أكثر من غيرها؟ وما هي الجوانب “الضرورية” التي ستبحث عنها؟ أيهما أهم: العمل مع الأشخاص المناسبين أم العمل في موقع معين؟

2) ابدأ عملية البحث. اكتب “وظائف في [مجال اهتمامك]” في محرك البحث جوجل. إذ سيؤدي هذا البحث البسيط إلى إظهار الكثير من المعلومات القيمة؛ من مؤسسات مهنية إلى مواقع توظيف تعرض وظائف شاغرة محددة. المؤسسات المهنية هي جمعيات، عادة ما تكون غير ربحية، توفر للأشخاص موارد ومعلومات مجانية حول نوع معين من الوظائف أو القطاعات. استخدمها لمعرفة المزيد عن مجال اهتمامك وتحديد المسمى الوظيفي أو الوصف الوظيفي الذي يبدو متوافقاً مع إجاباتك عن الأسئلة أعلاه. بمجرد حصولك على هذه المعلومات، يمكنك أيضاً إجراء بحث أكثر تحديداً على مواقع الوظائف، مثل لينكد إن أو إنديد، التي تسمح لك باختيار المدينة أو الولاية التي تريد العمل فيها.

هناك استراتيجية أخرى تتمثل في قراءة أو مشاهدة مقابلات أُجريت مع أشخاص يعملون في نوع الوظيفة نفسها التي تتطلع إلى الحصول عليها. على سبيل المثال، يضم موقع يوث سنترال (Youth Central) ملفات مهنية لمئات الأشخاص ويعرض مقابلات تحدثوا فيها عن وظائفهم وكيف حصلوا عليها.

3) أجرِ محادثات. استخدم موقع لينكد إن أو تويتر للعثور على الأشخاص الذين يبدو أنهم يعملون في وظيفة أحلامك أو أشخاص يشغلون وظائف مماثلة. احرص على تخصيص طلبك عند تقديمه للشخص. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: “تخرجت للتو وحصلت على شهادة في ____، وأبحث عن وظيفة في ______. أرغب في معرفة المزيد عن كيفية حصولك على هذه الوظيفة، وما تنطوي عليه، وعن أكثر الجوانب التي تحبها فيها. إذ ستساعدني نصيحتك في اتخاذ قرار مدروس بشأن مساري المهني”.

تُعد قاعدة بيانات خريجي كليتك مكاناً رائعاً آخر يمكنك العثور فيه على أشخاص للدردشة معهم. إذا أعجبك إعلان وظيفة ما، فقد تكتشف أنك تعرف بالفعل شخصاً في هذه الشركة يمكنه توصيلك بشخص يعمل في الوظيفة التي تريد التقدم بطلب لشغلها. اطلب من هذا الشخص مقابلتك لمعرفة المزيد من المعلومات عن الوظيفة، وحاول معرفة شكل العمل اليومي بها. هل الوصف الوظيفي المذكور على الإنترنت دقيق؟ هل ترى أنه يمكنك القيام بها وحبها؟

4) قارن بين وظائف مختلفة: حتى إن بدت الوظيفة مناسبة تماماً لك، فلا تتوقف عن البحث. ابحث عن وظائف في مؤسسات عديدة تفي بمتطلباتك “التي لا غنى عنها”، وقارن بين أوصافها الوظيفية. ما مدى الاختلاف أو التشابه بينها؟ أي منها أقرب إلى إجاباتك؟ غالباً ما يكون من الأفضل التقدم بطلب للحصول على جميع الوظائف التي جذبت اهتمامك، إذ لا يمكنك أبداً معرفة كل شيء عن الوظيفة مما ذُكر على الإنترنت، ولكن يمكنك تقييم الكثير من المعلومات (وطرح أسئلة محددة) بمجرد دعوتك إلى إجراء مقابلة.

تذكر أنك قد لا تحب كل شيء في هذه الوظيفة. ولكن سيساعدك هذا التمرين على معرفة المزيد عن نفسك والمكان الذي تفضل العمل فيه. لا تجرِ هذا التمرين مرة واحدة فقط، بل استخدمه كلما انتابك الشك. إذ ستتغير رغباتك واحتياجاتك مع نموك واكتسابك المزيد من الخبرة. وتوقع أنه سيتعين عليك تقييم، وإعادة تقييم، ما تشعر أنه مناسب لك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .