ماذا تفعل إذا اكتشفت أنك تكره وظيفتك الجديدة؟

4 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نواجه جميعاً أياماً عصيبة أحياناً في العمل. لكن ماذا الذي يجب أن تفعله إذا تولدت لديك قناعة متزايدة بأنك تعمل في المكان الخاطئ؟ هل يجب أن تستقيل فوراً، أم تحاول السعي نحو إنجاح مهمتك؟ والأهم من ذلك، كيف يمكنك إعادة نفسك إلى المسار المهني الصحيح؟

ماذا يقول الخبراء؟

تقول دوري كلارك (Dorie Clark) مؤلفة كتاب “حاول إعادة تشكيل نفسك بحلة جديدة: حدد طريقة ظهورك، وتخيل مستقبلك” (Reinventing You: Define Your Brand, Imagine Your Future): “لكل وظيفة حسنات وسيئات”، التحدي الأكبر الذي تواجهه هو معرفة ما إذا كانت المشاكل التي تواجهها مؤقتة، أم أنها متأصلة وجزء لا يتجزأ من طبيعة دورك الجديد. وهنا قد يكون من المفيد جداً البدء بطرح الأسئلة الصحيحة، على نفسك وعلى مديرك في الوقت نفسه. تقول بريسيلا كلامان (Priscilla Claman)، رئيسة شركة “استراتيجيات الحياة المهنية” (Career Strategies)، وهي شركة تدريب مهني مقرها في بوسطن: “معظم الأشخاص الذين يقومون بعمل خاطئ لم يجروا أبحاثاً كافية حول الشركة والعمل الجديد”. إليك بعض النصائح التي يمكنها تحويل خيار سيئ اتخذته في حياتك المهنية لصالحك.

كن واقعياً

تقول كلارك: “ليس هناك وظيفة مثالية”، فبعض الوظائف تمنح الرواتب المغرية والمنافسة مع الآخرين، لكن الرحلة اليومية منها وإليها قد تكون جحيماً. وثمة وظائف أخرى ربما تأسرك خلف مكتب لفترة أطول مما تفضل لكنها تحمل وعوداً بفرص ترقية أكبر. لذلك يجب أن تطرح على نفسك السؤال التالي: “ما الذي تريده من هذه الوظيفة وهل ستحصل عليه؟”. بحسب كلامان، هل يعتبر هذا المنصب بمثابة عتبة ستوصلك إلى وظيفة أفضل مستقبلاً، أو هل سيسمح لك بقضاء الوقت الذي ترغب فيه مع عائلتك؟ تقول كلارك: “الوظيفة الجيدة تحمل عادة الكثير من الإيجابيات والقليل من الإزعاج”. ولكن إذا كانت أحلام اليقظة تراودك حول كيفية الخروج من هذا المكان بعد بضعة أسابيع، فلا تتجاهل هذه الإشارات.

استكشف إمكانية إصلاح الأوضاع

فكر فيما إذا كانت المشكلات التي تزعجك مؤقتة أو ما إذا كانت متأصلة وعصيّة على الحل. قد ينتهي كل هذا التأخير الذي يجعلك مضطراً للبقاء أمسيات طويلة في المكتب بعد بضعة أشهر من استكمال المشروع. من ناحية أخرى ، قد تكره الجوانب المتعلقة بالمبيعات لعملك الجديد في قسم المبيعات. إذاً، عندما تملك مجموعة من الأسئلة أو الشكوك، إلجأ إلى مديرك واشرح له مخاوفك. تقول كلارك: “أسوأ شيء يمكن أن تقدم عليه هو أن تغافل الناس وتترك عملك فجأة. لا يجب لهذه الفكرة أن تدور في رأسك على هذا النحو على الإطلاق”.

ابحث عن فرص للتطوير في مكان آخر

إذا قررت البقاء في مكانك، سواء لأسباب مالية أو شخصية، تذكر أن هناك سبلاً أخرى للتطوير المهني والتحفيز الشخصي خارج أروقة مكتبك. لم لا تلتحق بدورات تعليمية عبر الإنترنت، أو تنضم إلى جمعية خيرية لتتطوع بخبراتك الشخصية؟

استكشف كل الخيارات

إذا قررت أن الرحيل هو خيارك الوحيد، “ابدأ بالتشبيك مع الآخرين في أسرع وقت ممكن”، وذلك بحسب كلارك. فأحد الخيارات المتاحة قد يكون الاتصال برب عملك القديم لمعرفة ما إذا كان منصبك السابق لا يزال شاغراً. وإذا كنت مقتنعاً بأنك في الوظيفة الخطأ ضمن الشركة الصحيحة، حاول التعرف على أشخاص يعملون في أقسام أخرى بحيث يكون بمقدورك طرح أسئلة مؤدبة لتعرف ما إذا كان الناس سعداء أم لا، وكيف انتهى بهم المطاف في ذلك المكان، وما إذا كان هناك مناصب قد تتناسب بشكل أفضل مع اهتماماتك ومهاراتك.

تفهم المخاطر

إن ترك الوظيفة الخاطئة قد يشعرك بالارتياح، لكن ذلك على الأرجح سيترك ثغرة في سيرتك الذاتية. تقول كلارك: “سيتفهم معظم أرباب العمل حتمية ارتكابك لخطأ مرة أو مرتين خلال مسيرتك المهنية الطويلة، لكنك إذا كنت من الناس الذين يغيّرون وظيفتهم كل 4 أشهر دون سبب واضح، فهذه بالتأكيد علامة إنذار حول مدى إمكانية الاتكال عليك لتكون موظفاً في الشركة”.

سِر على الدرب الصحيح

قاوم الإغراء الذي تشعر به بأن تخبر مديرتك المتجبّرة عن رأيك فيها وأنت خارج من الباب. تقول كلامان: “لا تغضب ولا تحرق الجسور، لأنك لا تعلم متى يكون زملاؤك القدامى مفيدين بالنسبة لك”.

كن حذراً في اتخاذ الخطوة التالية

مثلما تحتاج إلى الحذر عند مغادرتك للوظيفة الخاطئة، يجب أن تحذر قبل اتخاذ الخطوة التالية. لا تدع اندفاعك لمغادرة الوظيفة يدفعك إلى تولي وظيفة جديدة تكون سيئة بالنسبة لك. حاول معرفة أين أخطأت في عملية البحث السابقة ولا تخف من طرح أسئلة صعبة على أرباب عملك المستقبليين – مثل: كيف يبدو النجاح في الشركة وكيف يتعامل المدراء مع التحديات؟ إذا أردت أن تتجنب ارتكاب الخطأ نفسه مرتين، فتنصحك كلامان “بالنظر إلى الأمام قبل القفز”.

نموذج عملي: اعرف نقاط قوّتك

كريستين بيتشستين (Christine Pechstein)، مدربة شخصية للأشخاص ذوي الإعاقة تعمل بولاية كنساس في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت مغرمة تقريباً بكل ما يمتّ إلى عملها بصلة. فمديرها كان يعطيها قدراً كبيراً من الاستقلال الذاتي، وكانت تحب زملاءها في العمل، وكانت تؤمن إيماناً عميقاً بأهداف الجمعية الأهلية غير الربحية والتي تعمل كريستين لديها. ولكن بصفتها امرأة مطلقة تربي أولادها لوحدها، أرادت دخلاً وراتباً أعلى من المبلغ الذي كانت تعلم بأن الجمعية قادرة على تقديمه لها. تقول كريستين: “كنت سعيدة، لكنني كنت أعلم أنني بحاجة إلى الإبقاء على كل خياراتي مفتوحة”.

وعندما علمت بأن منصب مدير البرامج في مؤسسة محلية أصبح شاغراً، حاولت كريستين اغتنام الفرصة. أدت هذه النقلة إلى زيادة في راتبها بمقدار الثلث، لكنها بدأت تشعر فوراً بأنها ارتكبت خطأ. فعوضاً عن التعامل مع العملاء ، تعيّن عليها البقاء جالسة خلف مكتبها ودراسة مقترحات ضخمة وغير ذلك من الأعمال الورقية. تقول كريستين: “هذا الأمر لم يكن متناسباً على الإطلاق من نقاط قوتي، فأنا أميل إلى التعامل مع الناس وصياغة البرامج الجديدة. وفي منصبي الجديد هذا، لم أقدر على رسم مسار عملي، بل كان عليّ اتباع المسارات التي يرسمها غيري، ورحت أشتاق إلى العمل الميداني”.

بعد 6 أشهر، بعثت كريستين رسالة إلكترونية إلى مديرها السابق، الذي كان لا يزال يجري مقابلات مع مرشحين ومرشحات ليشغلوا منصبها القديم. وكان عليها المرور بعملية تقديم الطلبات المتعارف عليها وإجراء مقابلة عمل لتستعيد وظيفتها القديمة ذاتها، لكن ما أثلج صدرها هو أنها غادرت المقابلة وكلها ثقة أنها ستستعيد مكانها السابق قريباً جداً. بالطبع، كانت تدرك أن راتبها سينقص وانزعجت لأنها خيبت أمل رب عملها الجديد، ولكن بالنسبة لها، كان “قلبها هو دليلها”، حيث قالت: “كنت أعلم أن هذه هي الخطوة التي عليّ اتخاذها”.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .