3 خطوات لاختيار الجهة المناسبة لتوصية العمل في سيرتك الذاتية

5 دقائق
مراجعك المهنية
ماستر1305/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخصيعدّ اختيار الأشخاص المناسبين لإدراج أسمائهم كمراجع عمل في سيرتك المهنية استعداداً للتقدّم لوظيفة جديدة جزءاً مهماً في مسارك نحوها، لا يوازيه أهميّة إلا أن تضمن أن الأشخاص الذين اخترتهم على استعداد تام للدفاع عنك كأفضل مرشح. أولاً، عندما تطلب من شخص ما أن يكون مرجعاً مهنياً لك، تأكد مما إذا كان متحمّساً لذلك، وإذا لاحظتَ أنه متردّد في الأمر، فلا تدرجه ضمن مراجعك المهنية. ثانياً، قم بإعداد مراجعك المهنية الذين يمكنهم التركيز على الجوانب الإيجابية التي ستساعدك على ضمان الحصول على الوظيفة، فيجب عليهم معرفة المعلومات التي تريد إيصالها لمدير التوظيف، بما فيها ما لم تتمكن من ذكره في المقابلة أو ما نسيته.ِ وأخيراً، افعل ما بوسعك لإدارة الجهات المرجعية غير المباشرة؛ أي الأشخاص الذين عملت معهم ولكن ليسوا على قائمة مراجعك المهنية.

 

إذ عادة ما تتصل الشركات بجهاتك المرجعية حينما تكون مرشحاً نهائياً لوظيفة ما. قد لا تكون بالضرورة المرشح النهائي الوحيد للوظيفة، وقد تكون مراجعك المهنية صاحبة الكلمة الأخيرة في حصولك على الوظيفة.

عندما يتصل مدير التوظيف بمرجع من مراجعك المهنية، فهو يتطلع إلى اكتساب نظرة أعمق عن نقاط قوتك، والمجالات التي تطورت فيها، وأسلوب عملك، وما إذا كنت ستلائم ثقافة الشركة وفريقها الذي ستنضمّ إليه. إليك ثلاث خطوات لاختيار الجهات المرجعية المناسبة وتجهيزها لمناقشة الأسباب التي تجعلك الشخص المناسب للوظيفة.

الخطوة الأولى: احرص على اختيار الجهات المرجعية المناسبة

سواء اخترت مديرك السابق الذي بإمكانه وصف عملك بالتفصيل، أو زملاءك في الأقسام الأخرى الذين بإمكانهم التحدث عن قدرتك على العمل ضمن مؤسسة دولية ذات هيكل تنظيمي مصفوفي، أو العملاء الخارجيين الذين بإمكانهم الشهادة على قدرتك على التأثير من دون امتلاك سلطة، فإنّ أهم شيء يجب مراعاته عند اختيارك للجهات المرجعية هو اختيار أكثر الأشخاص المتحمسين لأجلك كمرشح. فالحماس لا يقل أهمية عن شهاداتهم عنك إن لم يكن أكثر أهمية منها. والترددّ قد يقلل من فرصة حصولك على الوظيفة.

لذا عندما تطلب من شخص ما أن يكون مرجع عمل لك، اسأل عمّا إذا كان باستطاعته أن يكون مرجعاً متحمساً، وإذا لاحظتَ أنه متردّد في الأمر، فلا تدرجه ضمن مراجعك المهنية. عندما كنتُ أتولى عملية التوظيف لملء شاغر في منصب معيّن، وكان لدي مرشحان ممتازان، فاتصلت بمرجعين مهنيين لكل منهما لأختار أحدهما. من الواضح أن مرجعي العمل لأحد المرشحيَن كانا أكثر حماسة من مرجعي المرشح الآخر، ما انتهى بي إلى توظيف ذاك المرشح الذي دافع عنه مرجعاه المهنيّان بحماس.

الخطوة الثانية: احرص على إعداد جهاتك المرجعية

اغتنم فرصتك لإعداد مراجعك المهنية الذين يمكنهم التركيز على الجوانب الإيجابية التي ستساعدك على ضمان الحصول على الوظيفة. بحد أدنى، يجب عليك أن تتأكد من علم مراجعك بأمرين. أولاً، قدّم لهم المسمى الوظيفي الذي تطمح إليه ووصفه. ثانياً، يجب عليهم معرفة المعلومات التي تريد إيصالها إلى مدير التوظيف. فهل هناك ما لم تتمكن من ذكره أو نسيته خلال مقابلتك والذي سيكون مفيداً أن يعرفوه، مثلاً ترحيبك بالعمل في بيئة غير مألوفة، أو أنك متعلم متكيف، أو تجيد التعمق في فهم المشكلة قبل أن تقدم حلولاً؟ احرص على تقديم أمثلة لأية معلومات تريد من مرجعك ذكرها في حواره. وإن كنت لا تعرف ما هي المعلومات التي يجب أن تطلب من مراجعك ذكرها، فاستعن بالأسئلة التالية لتحديدها:

  1. ما هي حزمة المهارات الأساسية لهذا المنصب، وأي منها تحديداً ستنتقل مباشرة إلى المنصب الذي تقدمت إليه؟
  2. ما هي السمات التي تجعلك مرشحاً رائعاً لهذا المنصب الوظيفي؟ ما مدى قدرتك على إقناع أصحاب المصلحة أو على التفكير الاستراتيجي والتنفيذ؟ ما مدى قدرتك على البقاء هادئاً في ظل ضغط المواعيد النهائية؟
  3. ما هي السمات الاستثنائية التي تجعلك الأصلح للوظيفة من بين كل المرشحين الآخرين؟ هل لديك منظور متفرّد عن الآخرين ينهل من خبرتك الخاصة ويكون مفيداً للشركة؟
  4. هل لديك مجالات تحتاج إلى التطور فيها وينبغي لمرجعك التطرق إليها؟ تأكد من قدرتهم على الجواب حينما يُسألون عن مواطن ضعفك أو عن مجالات التطوير التي عملت بجد للتغلب عليها. على سبيل المثال، إذا كنت تواجه مشكلة في تسليم المشاريع مع توسع الشركة في السابق، فزوّد مرجعك بأمثلة عن كيفية تغلبك على هذا الجانب الذي استدعى تطويراً وكيف أصبح بإمكانك التكيّف بسرعة مع التغيير.

وأخيراً، إذا أُنهيت خدماتك في منصب معين بسبب أدائك، وأعطيت مسؤول أو مدير التوظيف “منظوراً بديلاً” لشرح سبب مغادرتك، فتأكد من أن مرجعك على علم بهذا الأمر. فتفصيل صغير قد يجعل مسؤولي أو مديري التوظيف يراجعون حساباتهم بشأن توظيفك. لذا لا تدع مرجع عملك يشعر بأنه لا يمكنه الرد على أي سؤال بإيجابية وإقناع وحماس.

الخطوة الثالثة: احرص على إدارة الجهات المرجعية غير المباشرة

سيبحث العديد من أصحاب العمل عن الجهات المرجعية غير المباشرة؛ أي الأشخاص الذين عملت معهم ولكن لم تدرجهم في قائمة مراجعك. فقد يكون هذا النوع من المراجع صادقاً أكثر بتوصيفه لك، أو أقل صدقاً إذا كانت هناك نزاعات مباشرة معه. للأسف، قد يحصل ذلك، وإذا غادرت الشركة بطريقة غير مهنية ولدى مدير التوظيف معارف بتلك الشركة، فقد تقلل فرصة ترشحك. وحتى لو نضجت أو تعلمت من تلك التجربة منذ ذلك الوقت، فقد يلاحقك سلوكك السابق.

انظر في منصة لينكد لترى إذا ما كان هناك معارف مشتركين بينكما قد لا يقدمون توصية إيجابية غير مباشرة. فربما يعمل زميل سابق في الشركة الجديدة التي تود العمل فيها. إذا وجدت معارف مشتركين يعرفونك وعلى اطلاع بعملك، فاحرص على تحديد ما إذا كان الأمر يستحق التواصل معهم لمناقشة رأيهم فيك. وحتى إذا لم تعثر على أية معارف، فاعلم أن العالم قرية صغيرة، والناس يعرفون بعضهم بعضاً.

عندما كان زميل لي في المراحل الأخيرة من مقابلات وظيفة جديدة، سأله مدير التوظيف بلطف عما إذا ما كان ما يزال يعمل في شركته الحالية، بعد ما وصلته معلومات متناقضة عن مغادرة زميلي للشركة. فكان من الواضح أن مدير التوظيف على علم أن المرشح في إجازة أخذها ليبقى موظفاً قبيل طرده بسبب هزة سياسية. أجاب زميلي بأنه عندما كان موظفاً بتلك الشركة، لم يكن يعمل لأنه كان في إجازة بسبب مشاكل مرضية قصيرة الأجل، ولكن خطط أن يعود في أقرب وقت.

كانت نبرة الشك والقلق واضحة بصوت مدير التوظيف وفهم زميلي أن حظوظه تنهار. فعرض على مدير التوظيف الاتصال بشخص يستطيع تأكيد أن مغادرته العمل لم تكن شائنة. واتصل بي مدير التوظيف للبحث ملياً دون أن يسأل عن سبب غيابه بشكل مباشر. ومن غير أن أكشف الوضع الخاص الذي يمر به زميلي وأنه سيُفصل من عمله عند عودته من إجازته المرضية دون أن يكون له يد في ذلك، أدّى حماسي لعمله وشخصيته ونزاهته واقتناعي بكفاءته، لإقناع مدير التوظيف بالمرور للمرحلة الأخيرة ويعرض عليه الوظيفة. هو الآن ضمن المناصب التنفيذية العليا.

إنّ أفضل طريقة للتأكد من أن كل من تعمل معهم لديهم ما يقولونه من إيجابيات عنك هي أن تبني علاقات مهنية وطيدة. ففي كل وظيفة، ابحث عن أبطالك الذين يقدرون قيمتك. وإذا لاحظت أن علاقاتك تتعثر بسبب احتمالية إساءتك إلى غيرك أو أنك لا تظهر أفضل جوانبك، فضع في عين الاعتبار إصلاح العلاقة من خلال اجتماع لتبادل الآراء. احرص على مناقشة ما تتذكره من عملك السابق واشرح ما تعلمت منه وما كان بإمكانك تحسينه، حتى وإن كنت تؤمن بأن الشخص الآخر قد ساهم باضطراب العلاقة بينكما. إن إظهارك للوعي الذاتي والنضج قد يغيّر من منظور جهة مرجعية غير مباشرة في المستقبل. فهل تفضل أن تكون على حق، أم تحصل على وظيفة أحلامك؟ فأنت لا تستطيع أن تمنع شخصاً ما من ذمّك، ولكن بإمكانك التعلّم من كل تجربة تمرّ بها، وإظهار نضجك في الفرص المستقبلية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .