أفضل نصائح هارفارد بزنس ريفيو لكيفية قول “لا” للمزيد من العمل

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كما هو حال العديد من الأشخاص الذين يعملون في المهن الفكرية، أغتنم شهر يناير/ كانون الثاني من كل عام لتأمل الأشياء التي أرغب بإنجازها خلال السنة. أحاول أن أبقي قائمة أهدافي قصيرة ومركزة لكنني أدخل كل عام بجعبة مليئة بالمهام. كيف سأوجد المجال لكي أتولى إنجاز هذه الأشياء الجديدة؟ وهنا يأتي دور مهارة مهمة هي “كيف تقول لا”.

معظم الناس لديهم أشياء أكثر بكثير من أن يسمح لهم وقتهم بإنجازها خلال أسبوع عملهم. والأذكى هم من يواصلون تعديل سلم أولوياتهم على قائمة مهامهم الواجبة الإنجاز. (راجعوا الصفحة رقم ٢٣ للاطلاع على مصفوفة رباعية مفيدة تساعدكم في التعامل مع الأهداف والمهام وتحديد أي منها يجب إعطاؤه الأولوية أو الترفع عنه، أو تفويضه إلى الآخرين، أو تحمله). ولكي تتمكن من إيقاف تسرب المزيد من الأشياء، أو الأشياء الخاطئة، إلى قائمتك، يجب عليك البدء بقول “لا”. فما هي الاستراتيجيات الناجعة؟

راجعت عدة مقالات سبق ونشرت في هارفارد بزنس ريفيو حول موضوع قول “لا”، وهاكم ما توصلت إليه.

تجنبوا رد الفعل المتعجل عندما يُطلب منكم فعل شيء ما. إذا كنتم تعملون أصلاً بطاقتكم القصوى، قد تنجذبون إلى فكرة إبداء الرفض القاطع لأي طلبات قد تردكم. ولكن خدمة لمصلحتكم الذاتية، من المفيد أن تتدبروا كل طلب من هذه الطلبات التي تأتيكم. تمعنوا بعناية في التكاليف، ليس فقط وقتكم وجهدكم، وتكلفة الفرصة البديلة أيضاً. قارنوا بين الطلب وأولوياتكم خلال العام ليساعدكم ذلك في اتخاذ قرار سليم والتوصل إلى سبب منطقي لقول كلمة “لا”. قد تضطرون إلى رفض أشياء ربما ترغبون بفعلها، سواء أكان ذلك كتابة مقال، أو تولي قيادة مشروع، أو الذهاب إلى مؤتمر. فمجرد رغبتكم في فعل شيء ما لا يعني أنه يستحق التكاليف.

تذكروا أنكم ترفضون الطلب وليس الشخص. أوضحوا هذا الشيء من خلال إعرابكم عن احترامكم لزميلكم أو ببساطة من خلال التصرف بأدب. من المؤكد أن زميلكم قد لا يكون سعيداً بمقاومتكم لطلبه، لكن ليس بالضرورة أن تكون المسألة بمثابة إهانة شخصية، ولاسيما إذا كان لديكم سبب مقنع. اعترفوا بالأثر الذي سيتركه رفضكم، والذي قد يعني اضطرار زميلكم إلى إنجاز الأمر بنفسه أو إيجاد شخص آخر للقيام به. تعاطفوا مع حالة هذا الزميل. فاستيعاب كلمة “لا” سيكون أسهل (ورفضها سيكون أصعب) إذا قدمتم تفسيراً واضحاً ولكن قصيراً لسبب عدم قدرتكم على إنجاز ما طُلِبَ منكم. ربما تكون جعبتكم ممتلئة أصلاً، أو قد تشعرون أنكم لا تستطيعون إنجاز المهمة على أحسن وجه. مهما كان السبب، كونوا صادقين ومباشرين.

اعرضوا حلاً بديلاً. إذا أردتم المحافظة على علاقة إيجابية مع الشخص المعني، بوسعكم اقتراح طريقة بسيطة تكونون بها مفيدين دون تولي مسؤولية المشروع بأكمله. هل بوسعكم مساعدة هذا الزميل في التفكير في المسألة لتحديد شخص آخر قد يكون أهلاً لتولي المهمة أو كيف يمكن البدء بها؟ هل بوسعكم أداء دور المستشار لهذا الزميل إذا تولى إنجاز المهمة بنفسه؟ إذا كان هناك احتمال بحصول تغير لاحق قد يجعلكم قادرين على المساعدة، أعرضوا على هذا الزميل فكرة إبقائه على اطلاع بخصوص ما إذا كان بمقدوركم تولي المهمة في تاريخ لاحق. ولكن كما هو الحال في أي وضع، لا تقولوا ذلك إلا إذا كنتم تعنونه.

راقبوا لغة جسدكم. يتمثل هدفكم في استعمال كلمة “لا” بحيادية تماماً مثل حَكَم المباراة الذي لا ناقة له ولا جمل مع أي من الطرفين وإنما يسمي الأشياء بأسمائها. حاولوا أن تبقوا صوتكم هادئاً وثابتاً ولا تتململوا لأن ذلك يعبر عن عدم ارتياح. فإذا أفرطتم في استخدام لغة اعتذارية أو كنتم مترددين، فإنكم بذلك تجازفون بإعطاء زميلكم آمالاً كاذبة بقدرته على تغيير رأيكم مما قد يطيل أمد المحادثة. كونوا حازمين ولكن لطفاء.

استعملوا كلمة “لا” بحيادية تماماً مثل حَكَم المباراة الذي لا ناقة له ولا جمل مع أي من الطرفين وإنما يسمي الأشياء بأسمائها.

تمرنوا مسبقاً. سواء تعلق الأمر بطلب محدد يجب عليكم استجماع شجاعتكم لرفضه أو كنتم ببساطة قد وقعتم في فخ قول نعم زيادة عن اللزوم في السابق، قد يكون من المفيد التدرب على ما تريدون قوله. فكروا في الطريقة التي ستعبرون بها عن التعاطف، واشرحوا السبب المنطقي لقراركم، وحافظوا على ثباتكم في حال كان زميلكم ملحاحاً. بوسعكم أن تكتبوا ما تريدون قوله وأن تتمرنوا على قوله عدة مرات. حضروا أنفسكم لسيناريوهات مختلفة: ماذا لو قاومكم الشخص أو طلب منكم ما يريده بطريقة مختلفة؟ كيف سيكون رد فعلكم؟ يقترح بيتر بريغمان أن تذهبوا إلى غرفة بمفردكم وأن تقولوا “لا” بصوت مرتفع 10 مرات. يقول بيتر: “رغم أن ذلك قد يبدو ضرباً من الجنون، إلا أن بناء عضلة قول “لا” هو فعل مفيد”.

إذا كنتم تقولون لا لمديركم، أخبروه ما الذي يعنيه قول نعم. هل ستكون هناك مهمة أخرى ستتأخر؟ هل ستضطرون إلى الاستعانة بمقاول للتعامل مع مشروع آخر؟ راجعوا أولوياتكم مع مديركم وتحدثوا عن مدى تلاؤم الطلب الجديد مع أجندتكم. في الحالة المثالية، يمكن لمديركم أن يساعدكم في إجراء المقايضات الضرورية. فكما تقول كارين ديلون في إحدى مدوناتها الصوتية على موقع هارفارد بزنس ريفيو: “المدير الجيد لا يجب أن يجعلكم تشعرون أنكم متخمون بالعمل. المدير الجيد هو من يرغب أن تكونوا قادرين على إيجاد سبل لقول نعم للأشياء المهمة التي يطلب منكم إضافتها إلى جعبتكم”.

قد يكون التعامل مع هذا الأمر أسهل بالنسبة لبعض الناس. فإذا كنتم من الأشخاص الذين يميلون إلى تجنب النزاع، فإن قول “لا” قد يكون أمراً مُرعباً لكم. هذا ليس بالتأكيد الشيء المفضل لدي، لكنني أنظر إلى المسألة بهذه الطريقة: قول “لا” الآن هو أسهل بكثير من شرح سبب التخلي عن إنجاز المهمة لاحقاً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .