10 مقالات لا غنى عن قراءتها عن الغطرسة والغرور في العمل

جميعنا يتذكر حكاية الأرنب البريّ والسلحفاة التي سمعناها مراراً، والتي كانت ترويها الجدات للأطفال كي يتعظوا من خطأ الأرنب الذي طغت غطرسته عليه وأخذ قيلولة بينما كان يتسابق مع السلحفاة زاعماً أنه سينتصرعليها حتماً، لكن الغرور أغواه، وجعله يستغرق طويلاً في الأحلام بينما كانت السلحفاة البطيئة قد انتصرت عليه.
هذه الحكاية وإن كانت من نسج خيال الكاتب الإغريقي إيسوب، إلا أنها تمتلك معطيات واقعية. إذ أصبحنا نعيش في عالم تلفت فيه الغطرسة والغرور في العمل الانتباه في حين يحقق التواضع النتائج المرضية وهو بعيد عن الأضواء، وهذا يستدعي الأسئلة الآتية: إذا كان التواضع في غاية الأهمية، لماذا يبدو كثير من الأفراد اليوم متعجرفين؟ ولماذا يصعب عليهم أن يطرحوا غرورهم وغطرستهم جانباً عند البدء في العمل؟
يرتبط الأمر بمفهوم الأنا (Ego) والذي يعني إفراط شعور المرء بأهميته ما يحول دون إدراكه للكثير من الحقائق المرتبطة بأدائه أو سلوكه، ولا يختلف الأمر كثيراً عند محاولة تعريف كلمة الغطرسة التي يعود أصلها للكلمة اليونانية (Hubris) والتي تعني الكبرياء المبالغ فيه والعجرفة، كما تشير غالباً إلى فقدان الصلة مع الواقع، وهنا تنهال المشاكل.
إذ للغطرسة والغرور في العمل سلبيات عديدة تنعكس على فريق العمل بأكمله، فالموظف الذي يعاني من تضخم الإحساس بالذات لا يدرك مكامن قصوره، ويبالغ في تقدير قدراته الذاتية، ويشعر أنه قادر على فعل أي شيء في الكون، وإذا فشل فإنه يعزي أسباب الإخفاق إلى أي شيء غير ذاته، كما تفسد الأنا سلوكه، فعندما يعتقد أنه الصانع الوحيد للنجاح سيميل إلى أن يصبح أكثر فظاظة وأكثر عرضة لمقاطعة الآخرين. الأمر الذي يؤدي به إلى عدم التعلم من أخطائه.
وللأسف، أكثر من يتأثر بالإحساس المفرط بالذات هم القادة حيث إن كل أسباب الإعجاب بالذات متاحة. ما يدفعهم لاتخاذ القرارات التعسفية دون استشارة أحد، ولا يتراجعون عن قرار اتخذوه حتى لو بدا لهم سوء ما صنعوا. كما أنهم يضعون أهدافاً مستحيلة لفريق العمل، وإذا فكرت أن تجادلهم في سلوكهم، أو آرائهم فإنك ستضيع وقتك لأنهم يرون كل ما يبدر منهم صواباً غير قابل للنقاش، وبهذا يخسرون صفات القيادة الرشيدة، ولا يسيطرون على غطرستهم في العمل ما يؤدي إلى خسارة مناصبهم القيادية.
ولهذا، لم تنخفض الأصوات التي تدعوا إلى أهمية التواضع في العمل إذ قالت مجموعة من الخبراء في شركة \”آي بي إم\” \”أن القادة الأكثر فعالية هم أولئك الذين ينضحون بشعور يجمع بين التواضع والطموح معاً\” وأضافوا: \”أن الشخصيات التي لمع اسمها وأحدثت تغييراً في العالم كانت شخصيات متواضعة في الأغلب. إنهم يركزون على العمل وليس على أنفسهم ويسعون إلى النجاح، فهم طموحون لكنهم يتواضعون عندما يحققون ذلك ويشعرون بأنهم محظوظون وليسوا جبابرة\”. كما يحفل كتاب جيم كولينز الأكثر مبيعاً بعنوان \”من جيد إلى عظيم\” (From good to Great) بالكثير من الأمثلة حول الرؤساء التنفيذيين الذين رآهم يتواضعون ويقودون بصمت لا من خلال الغطرسة والغرور في العمل.
ولأن الغرور هو الرمال المتحركة التي ستبتلع صاحبها إذا لم يتنبه لعواقبه، سنقدم لكم في هذه القائمة مجموعة من التجارب والمقالات المتخصصة التي تتناول الغطرسة والغرور في العمل والتي تشتمل على عواقب وسلبيات هذه الحالة والسبل المثلى لتفاديها.
إليكم 10 مقالات عن الغطرسة والغرور في العمل اخترناها لكم.